مع عزة ما كانت تتمتع به آليات النقل في البلاد قبل انفجار صناعة واستيراد السيارات أيضاً كانت هنالك علامات بارزة لوسائل النقل أبرزها “البوري” حيث كانت اهتمامات السائقين تنصب على تزيين سياراتهم ودلايات المفاتيح، ويعتبر الهورن وهَو تسميته بالإنجليزية العلامة المميزة لأي سائق وعربته.
ومن صوت ونغمة واحدة أيضاً فقد طور السائقون الشغوفون بـ (البكش)، كما كان يطلق على زينة السيارات إلى أكثر من نغمة، وإلى مقطع موسيقي لأشهر الأغنيات المتداولة.
البوري أبو ثلاثة
تميزت بصات العربة الـ(السفنجة) بجانب “هوستن” والتيمس “فورد” بالبوري أبو ثلاثة الذي يتكون من (3) أزرار كل واحدة تتميز بنغمة تختلف عن الأخرى.
و”البوري” له مدلول ومعانٍ خاصة جداً، كما يقول سائق “الهوستن” السابق صديق عقرب بحسب صحيفة الحراك السياسي : في السابق كان لكل سائق بوري (متلت) معين يجيد عزفه ويصبح يرتبط ارتباطاً وثيقاً بشخص السائق الذي يُعرف به لأنه يضربه بالطريقة ذاتها في عدد من الأماكن المعروفة، ولهذا يعلم الناس أن السائق فلان وصل المدينة أو القرية.
تعبير عن الحالة النفسية
يقول سائق الـ(فورد) السابق حسين الطيب : يعبر البوري أبو ثلاثة عن الحالة النفسية للسائق من فرح وغضب وخلافه.
ويضيف : هناك من يطلقه بغضب حال حصوله على إيصال من إدارة المرور في الشارع أو يتعرض للنقاش مع الركاب أو مع سائق آخر اعترض طريقه.
وتابع : هناك حالات فرح أيضاً يتم فيها أطلاق البوري مثل قرب السائق من مدينة أو قرية تقيم فيها محبوبته أو أهلها أو لديه ذكريات جميلة في المنطقة حال درس فيها أو أقام لفترة.
وأردف : الفرحة الكبرى تتم في حالة أن يكون ركاب العربة في سيرة زواج وهنا يكون البوري أبو ثلاثة سيد الموقف تماماً.
غضب واعتذار
يشير الكمسنجي عبد الله موسى إلى أن البوري أبو ثلاثة يستخدم أيضاً للتعبير عن غضب سائق من آخر لاسيما وأن جميع السائقين يدركون أن صوته مزعج ويصيب الآخرين بالتوتر والغضب، فيفعلها البعض أحياناً كنوع من إعلان الضيق من أخطاء وجهل السائق الذي أمامه أو إلى جواره.
ويضيف : مع الصوت العالي المتواصل يفهم السائق المخطئ غلطته ويرد على الآخر بنغمة متوسطة الصوت ولمرة واحدة كنوع من الاعتذار.
الخرطوم: (كوش نيوز)
