حوارات

عثمان أبو راس: من يشكك في وطنية مشروع الدستور الانتقالي يعبر عن عقلية قوش وأصدقائه

الصراع الآن بين الانقلابيين عسكريين ومدنيين وبين القوى الديمقراطية

الحل للأزمة الحالية يعني تسليم وتسلم

من يشكك في وطنية مشروع الدستور الانتقالي يعبر عن عقلية قوش وأصدقائه

 

قطع عثمان ادريس ابو راس نائب الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي الاصل ان اسقاط الانقلاب الآن باتت مرتبطاً بتحقيق الشروط الذاتية بعد ان تحققت الشروط الموضوعية، ولفت في حوار اجرته معه الصحيفة ان الشروط الذاتية تعني الاسراع في تكوين الجبهة العريضة للتغيير التي تضم الحرية والتغيير ولجان المقاومة وكافة الاشكال الثورية، واشار خلال الحوار الحاجة الى وحدة قوى الثورة في جبهة عريضة واحدة ليكون لها عمل من ثلاثة عناوين فالي مضابط الحوار..

 

*يتردد الآن بان مشروع التسوية قد نضج ولم يتبقْ سوى اعلانه ترى ماذا سيكون موقفكم ازاءه ، وهل يمكن ان يكون البعث الاصل جزءا منه ؟

انطلاقا من المنهج الجدلي العلمي والتاريخي في تحليلنا للواقع فان كل التسويات التي تمت لم تفعل غير توسيع قاعدة النظام وشرعنته ومد أجله وفي نفس الوقت لم تقدم للطرف الآخر المعارض قلامة ظفر!، ورأينا ذلك في مصالحة العام ١٩٧٧ ابان حكم المخلوع النميري التي جاءت بعد حركة ٢يوليو ١٩٧٦وبقدر ما اضافت هذه المصالحة للنظام، احدثت فرزا تاريخيا في الخنادق والمصالحة راكمت كل قوى الفساد والاستبداد في ضفة والجماهير وطلائعها المؤمنة والمناضلة من اجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والوحدة الوطنية في الضفة الاخرى، وهو ذات المآل الخائب الذي افضى له اتفاق جيبوتي ومؤتمر مصوع للقضايا المصيرية واتفاق جدة الاطاري والقاهر وصولا الى حوار الوثبة كلها لم تقدم حلاً لذلك تمسكنا برفض التسوية استيعابا لدروس حركة النضال الوطني في تجارب التسويات المشار اليها التي لم تنصف مظلوما ولم تردع مستبدا ومع غياب القصاص وارتفاع رايات عفا الله عما سلف، شجعت على تكرار الفساد لذلك نقول المجرب ما بتجرب .

 

*لكن رغم ذلك فان البعث الاصل شارك في الحوارات المعنية بالتوصل للتسوية ما هو ردكم؟

نحن عندما ذهبنا لمنزل السفير السعودي علي بن حسن جعفر شاركنا انطلاقا من اجتماع تم في دارنا ذهبنا لنرسل خمس رسائل وهي اسقاط الانقلاب وطالبنا بايقاف العنف ضد المتظاهرين السلميين ورفع حالة الطوارئ واطلاق سراح المعتقلين ومساءلة الذين ارتكبوا جرائم ضد الشعب ومحاكمة انقلابيي ٢٥ اكتوبر ونحن لم نذهب لتسوية .

*لكن الاجتماعات توالت للوصول للتسوية التي اقتربت؟

صحيح هناك لقاءات تمت مع آخرين لكن نحن لسنا مع استمرار هذه اللقاءات لان كل ما طلبناه لم ينجز، بينما العسكر يحاولون تصوير الصراع وكأنه خلاف بين المدنيين. وهذا ما اظهره قادة الانقلاب بالحديث انهم على استعداد لترك السلطة اذا اتفق المدنيون، ومرة اخرى انهم لن يسلموا السلطة الا لحكومة منتخبة .

 

*ما هو هدف الانقلابيين في رأيك؟

هذه محاولات لتغبيش الصورة لان الصراع في حقيقة الأمر بين الانقلابيين عسكريين ومدنيين وبين القوى الديمقراطية بما في ذلك القاعدة الواسعة لابناء وبنات شعبنا في القوات المسلحة الرافضة لتسييس المؤسسة العسكرية، كما يفعل البرهان الآن لادراكهم ان الانقلابيين على الجيش باسم الشعب وعلى الشعب باسم الجيش، وهؤلاء سياسيون وليسوا عسكريين.

 

*هل ابلغتم موقفكم هذا لحلفائكم في الحرية والتغيير؟

ابلغنا رأينا لحلفائنا في الحرية والتغيير وطلبنا تفسير ما هو المقصود بالحل السياسي ،نحن محتاجون ان نضع التفاصيل التي قال عنها قرنق، (الشيطان في التفاصيل) لاننا عندما نذهب لنتحدث في ندوة اننا لن نقبل بالحل السياسي الذي لا يعني سقوط النظام الحالي ولن نقبل به ما لم يعني ابتعاد الجيش نهائيا عن السياسة وعن الاقتصاد اي تسليم وتسلم ولاعودة لما تم في ١١ابريل ٢٠١٩ او ما قبل٢٥ اكتوبر.

 

*ماذا سيكون موقفكم في حال اصرت الحرية والتغيير الاستمرار في التفاوض مع المكون العسكري؟

لن نتخلي عن الحرية والتغيير ولو ذهبت لشراكة، لكن لو ذهبت كل الحرية والتغيير بما فيها البعث الاصل لتسوية مع النظام لاسقطتهم جماهير شعبنا وسيحرر الجميع شهادة وفاته بيده .

*اذن ما العمل؟

هذا يبني على المعطيات الموجودة التي تقول ان الشروط الموضوعية لسقوط النظام متوافرة فهي تتمثل في ان الشعب رفض الانقلاب قبل اعلان بيانه، ثانيا استمرار مقاومة النظام من جانب لجان المقاومة والقوى الثورية، ثالثا تفشي العنف بكافة ولايات السودان مع غياب كامل للدولة والمؤسسات النظامية ويتم ذلك تحت سمعها وبصرها بل بمشاركة من.يرتدي زيها.. رابعا الضائقة الاقتصادية والمعيشية الراهنة وفشل النظام في خلق حاضنة موازية للحرية والتغيير، واخيرا اعتراف قادة الانقلاب بالفشل بجانب العزلة المحلية والاقليمية للانقلاب التي لم تغير منها محاولات اللعب على تناقضات مراكز الصراع الدولي والاقليمي، هذه هي الشروط الموضوعية المتوافرة .

 

*ماذا ينقصها لاسقاط الانقلاب ؟

تنقصها الشروط الذاتية التي تعني الاسراع في تكوين الجبهة العريضة للتغيير التي تضم الحرية والتغيير ولجان المقاومة وكافة الاشكال الثورية فاذا توافرت هذه الجبهة وخططت لفعاليات جماهيرية في العاصمة والاقاليم وقطاعات المهنيين المختلفة تتوج باعلان الاضراب السياسي والعصيان المدني.

 

*ما هو رأي البعث في الميثاق الثوري لاعلان سلطة الشعب ؟

نحن لسنا ضد ذلك، أي كل المواثيق والمبادرات تتوحد في اطار عمل الجبهة المعنية للنظر في المتفق عليه او ما يمكن الاتفاق عليه، واي ميثاق لا يعني اسقاط الانقلاب ليس هو المستهدف ووحدة قوى الثورة وصلت لها العديد من لجان المقاومة والمطلوب الآن هو وضع البرنامج التنفيذي الذي يضيق الخناق على الانقلاب ويضع الحبل على رقبته .ونحن لدينا رؤيتنا الخاصة في البعث لاسقاط الانقلاب، ورؤية الحرية والتغيير المتطورة في مخرجات اجتماع دار المحامين، هذه كلها خطوات فيها حوار مع الآخرين للتوافق حولها .

*ما هو المطلوب الآن لانتصار الثورة؟

نحن محتاجون وحدة قوى الثورة في جبهة ليكون لها عمل من ثلاثة عناوين، وهي بان تقبل الانخراط في الجبهة او يتم التنسيق معها ميدانياً او لا تكون جزءا منها ولا تنسق معها، لكن ألا تصوب سهامك اليها، وانما تصوبها تجاه الانقلابيين واذا حدث التوافق هذا كله يكون محموداً لكنه يجب ان يقود لاسقاط الانقلاب بالاضراب السياسي والعصيان المدني، وهذا سيؤثر داخل المؤسسة العسكرية نفسها ونقول لمن يصل منهم لهذا الرأي سلم تسلم .

*هناك من يرى أن مشروع الدستور الانتقالي الذي تؤيدونه كتبته قوى أجنبية كما يصفونه بأنه وثيقة مدفوعة الثمن ما هو رأيك؟

الذي يشكك في وطنية هذه الوثيقة يعبر عن عقلية النظام البائد وصلاح قوش واصدقاء قوش .

*أستاذ عثمان ادريس أبو راس تعرض منزل القيادي بالحزب وجدي صالح لمحاولة اقتحام من مسلحين قبل ايام ترى من هم وما هو الهدف من محاولة اقتحام المنزل؟

وجدي صالح من خلال عمله في لجنة ازالة التفكيك كان واحداً من العناصر المهمة في ازالة عناصر تمكين الـ٣٠ من من يونيو سواء في وظائف غير مبنية على الكفاءة اي تعيين أهل الولاء، بجانب السطو على المال العام بكافة الاشكال ووصل إلى “اللحم الحي” لان النظام السياسي عماده المال والرجال، وهما كانا عماد نظام الانقاذ البائد، همهم ليس الفكرة وانما اكتناز المال الذي يحمونه بالرجال، وجدي سار على خط تصفية مرتكزات ٣٠يونيو، هو ليس له عداوة مع أهل السودان ولا احزابه وخصمه فقط الفساد والاستبداد اللذين يمثلهما نظام الاخوان والجبهة الاسلامية وارزقية النظام البائد .

 

*لماذا في رأيك استهداف وجدي فقط، من بين الآخرين؟

استهداف وجدي هو استهداف لحزب وجدي أي حزب البعث العربي الاشتراكي الاصل لانه يعبر عن وجدي عبده صالح القيادي البعثي. المنطلق من ايمان البعثيين وفي تقديري ان الجهات التي حاولت اقتحام منزل وجدي هم الانقلابيون وكل قوى الشر والاستبداد والفساد وهم يعتقدون وخاب ظنهم أن هذه الرسالة يمكن أن تهددنا وتخيفنا .

 

*لماذا يحاولون تهديدكم؟

هم لم يتعظوا من تجربة الشارع العام السوداني، شارع الشباب الغض الذي كلما يرتقي منه شهيد الى الأعلى تراهم على استعداد لتقديم المزيد من الشهداء. وحزب وجدي قدم أمينه العام للمقصلة دون التنازل كما قال الشهيد صدام حسين عندما طلب منه الامريكان ان يتنازل عن تحرير فلسطين مقابل تنصيبه زعيما على المنطقة قال متمثلاً بقول الرسول الكريم (والله لو وضعوا الشمس على يميني والقمر على يساري لما تركت هذا الأمر) ووجدي ابن هذا الحزب الذي قدم هذا القائد. وكذلك محاولات التكفير التي كانت تقود للاعدام ابان نظام النميري في ثمانينات القرن الماضي لم تخف البعثيين وهم المرحوم بشير حماد والمرحوم عبد المنعم والدكتور عثمان الشيخ والجيلي عبد الكريم لم تهزمهم المحاكمات التي كانت موازية لمحاكماتهم واصدرت حكما بالاعدام على الشهيد محمود محمد طه وكذلك فيليب عباس غبوش الذي تمت استتابته وفي نفس الوقت عاصر كوكبة شهداء رمضان ١٩٩٠ وكذلك وجدي كان في مقام الوالد لابن خاله الشهيد صالح عبد الوهاب صالح.

      حوار: الحاج عبد الرحمن الموز

الخرطوم: (صحيفة الحراك السياسي)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى