حدائق البان جديد.. ملهمة الشعراء ورائعة القرشي

حدائق البان جديد الغناء ملهمة الشعراء ورائعة الشاعر محمد عوض الكريم القرشي التي خلدها بنظمه البديع “اليوم سعيد وكأنه عيد يلا نزور حدايق البان جديد”، الأغنية الخالدة التي صدح بها الفنان عثمان الشفيع، إنها عبقرية صورت لنا روعة منتجع حدائق البان جديد تلك القرية الحالمة التي تقع في الريف الجنوبي لمدينة الأبيض حيث تبعد عن المدينة حوالي “17” كيلومتراً.

وبحسب صحيفة الحراك السياسي، ظلت الحدائق المتنفس الوحيد لأسر مدينة عروس الرمال، وكان لا يكتمل إكرام الزائر للمدينة إلا بتنظيم رحلة له في الحدائق التي ظلت تلهم الشعراء والمبدعين إذ تمتاز بالخضرة الدائمة طوال أيام السنة.

أسماء مبدعة
تشكل أشجار المانجو والليمون والجوافة والبرتقال والرمان والتوت والعنب بأشكاله وأنواعه المختلفة المقومات الأساسية لتلك اللوحة الطبيعية التي ظلت توفر إمداد مدينة الأبيض من الخضروات والفواكه والألبان، وقد الجمت الدهشة الثنائي الفنان عبد العزيز محمد داؤود وعثمان الشفيع اللذين غادرا إليها لتنظيم حفل غنائي واحد، ولكن اللافت للنظر أنهما بقيا ثلاثة أشهر هناك.

من أبرز زوار حدائق البان جديد الرئيس الراحل المشير جعفر نميري والشاعر السوري نزار قباني، ومحمد أحمد المحجوب ورئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان وغيرهم من المشاهير.

تاريخ قديم
يقول الكاتب سعد محمد علي: تاريخ نشأة البان جديد يعود إلى العهد التركي عندما سميت بعمودية المواليد التي تعاقب عليها عدد من العمد بدءاً بالعمدة علي تقي وانتهاء بالعمدة محمد عبدالله، وتعاقب على رئاسة مجلسها الشعبي كل من الدود حماد وأحمد أبكر حجير، وتسابق أهل الأبيض باقتناء الأراضي لاستزراعها بالفواكه، فكانت على سبيل المثال حدائق العمدة الزين عبيد وعبدالله أبو راسين وآل موسى نوري وجنينة الحكومة الشهيرة وجنينة شيبون وصديق هاشم وخليل عوض.

معلم سياحي
ويضيف: تعد البان جديد من العلامات السياحية البارزة على مستوى السودان، وكانت الفترة الذهبية لتلك الحدائق في حقبة الخمسينيات والستينيات عندما كانت وجهة لكل الذين يبحثون عن الجمال الساحر والأخاذ ليس فقط على مستوى كردفان وإنما على المستوى القومي، بل إن الكثيرين من الزوار الأجانب وما أن تطأ اقدامهم عروس الرمال إلا وتراهم يتحرون الشوق لزيارة البان جديد، أما بالنسبة لأهل كردفان فقد كانت الحدائق وجهة كل أهل الولاية والمدينة خلال أيام العيد، وكان يتم حجز الحدائق قبل وقت مبكر خاصة لشرائح الأطفال والشباب والافندية والطلاب، غير أن عوامل الزمن والإهمال في الفترة الحالية اسهما في ذبول حدائق البان جديد وغادرتها طيور الروابي واسراب الحسان التي لا تتحمل الجدب والتصحر والوجه الكالح.

الخرطوم: (كوش نيوز)