اللواري .. تراجع في الشوارع واستمرار في الأغاني

كانت سيارات النقل والشحن المسماة (لوري) تمثل نقلة كبيرة في مجالها عندما دخلت السودان في القرن الماضي.

وبطبيعة حال المجتمع وقتها، بحسب صحيفة الحراك السياسي، فإنها وجدت بشكل مكثف في الغناء السوداني، لكن المفارقة تكمن في أنها ما زالت حاضرة في الأغنيات، يقدمها جيل الشباب من الفنانين والفنانات على الرغم من أن (اللواري) تراجعت أسهمها بشكل كبير لمصلحة سيارات نقل أكثر حداثة وسرعة.

ذاكرة تاريخية

“بوري اللوري” وأن قد تراجع صوته في الشوارع التي كان يملأها خلال سنوت خلت، إلا أن صداها ما زال يتردد في الأعمال الغنائية، ويمثل ذلك نوعا من أنواع الركون للذاكرة التاريخية للشعب السوداني التي مازالت تنظر لهذا النوع من السيارات بشغف بداية انتشارها، وربما يكون نوعا من أنواع الحنين لفترة ماضية يرى من عاشها أنها كانت أفضل.

نماذج قديمة

من النماذج القديمة في التغني لسيارات اللواري، ما قدمه المولى زنقار من أغنية خفيفة كان يقول فيها “دودو بي اللوري دودو بي”  بجانب أغنية الدكتور عبد القادر سالم “اللوري حل بي دلاني في الودي.. جابني للبرضاه عمري ما بنساه” إضافة إلى أغنية (ركبوا اللواري وقبلوا)، كما تغنى ملك الطمبور النعام آدم برائعته “داير اضوق سفر اللواري.. وداير اشوف الشاغلة بالي” وتغنى عبد الكريم الكابلي برائعة “اللوري تشيل منو غير شباب نوري تشيل منو”، وامتطت مجموعة عقد الجلاد الغنائية” اللوري” وقدمت “عليك الله يا اللوري .. عليك الرسول بوري”، ودفع الراحل حمد الريح بأغنية “عجبوني أولاد الأهالي .. عجبوني وسروا بالي.. ترسوا البحر بالطواري.. ما شالونا باللواري”  .

المد مستمر

بعد تلك الحقبة جاءت أجيال أخرى وظل مد (اللواري) مستمرا في الأعمال الغنائية السودانية بأصوات الفنانين الشباب سواء من أعمالهم الخاصة أو بتجديد أغنيات قديمة، وقدم حسين الصادق (اللوري القاقا)، وقدمت انصاف فتحي (لوري الصعيد)، ولحقت بهم إيمان بت أم روابة بعمل فني بعنوان “اللوري أضرب البوري” .

أعمال جديدة

استمر اللوري في السير على طرقات كلمات الأغاني عبر عدد من الأعمال الجديدة التي قُدمت مؤخراً، من أبرزها الأغنية التي أثارت جدلاً واسعاً والتي قدمتها رؤى محمد نعيم سعد بعنوان (أسياد اللواري)، ثم قدمت إيلاف عبد العزيز أغنية “سفر اللواري”، وأخيراً أطلق الفنان سامي عز الدين أغنية “السايق الهوستن” .

الخرطوم: (كوش نيوز)