اسحق فضل الله

اسحق احمد فضل الله يكتب: المصيدة..

والآن.. حتى باب الهروب يغلق..
لأننا جبناء..
وقحت.. أو من يقود قحت من ورائها.. يجد أن قحت تهاجم وتشعل النار لأنه لا أمل.. عندها..
ولأن قحت.. ما تريده ليس هو الحكم..
قحت ما تريده هو .. تسليم البضاعة..
والبضاعة هي لحم السودان..
والآن.. الحرب تجري بمنطق المصارع والثور..
فالمصارع.. يجعل الثور القوي يطعن العباءة ويطعن ويطعن حتى يسقط
من الإرهاق..
والثور القوي.. هو نحن..
والمصارع هو من يقف خلف قحت
وقحت هي العباءة الحمراء
(2)..
….
الأسلوب الآن هو أن نطعن في الهواء..
فالناس الآن ينغمسون في حساب ما كان أيام الإنقاذ ثم مقارنته بما يجري الآن..
والخدعة هي..
أن الناس بهذا.. يريدون إبعاد الناس عن قحت..
والناس يجهلون أن.. الناس قد ابتعدت بالفعل عن قحت
والناس يجهلون أن قحت تعرف هذا
وأن هذا نفسه هو سبب الأسلوب الجديد..
والناس التي تعيب.. على قحت أنها تصنع الدمار .. تجهل شيئاً..
وهو أن قحت جاءت وهدفها الوحيد
ليس هو بناء دولة
قحت جاءت وهدفها الوحيد هو صناعة الخراب..
والناس تجهل الآن أن المنطق ليس هو الاختيار..
المنطق الآن هو القوة..
والقوة .. ما يقودها هو.. ما قلناه من أن
الأمر كله هو بيع وشراء وتسليم بضاعة..
……
والناس تجهل أن المنطق الآن لا يقف عند تخريب السلطة
المنطق الآن هو نزع وجود السودان من جذوره.. وبأسلوب بسيط..
أسلوب يصلح في السودان فقط..
فالسودان الآن هو عشرة عشرون ثلاثون جهة مسلحة
وتوتر هو عود كبريت يقترب من القش..
والاشتعال مع وجود الجهات العشرين يجعل تحديد الجهة التي تصنع الخراب.. مستحيلاً..
ويجعل إيقاف الحريق مستحيلاً..
فالسلطة إن هي حدثت عشر جهات
ظلت الجهات الأخرى تضرب..
وكل ما يجري الآن.. هو غطاء وخطوات للمشهد الأخير هذا..
…….
والخطوة الأخيرة هذه تنبت على أرض الجبن عند السوداني الآن..
السوداني الذي اكتمل ( نهبه) وتجريده من كل شيء
تجريده من النفس المقاتلة..
وتجريده من الجهة التي تستطيع أن تقاتل.. وهي الإسلاميون..
وتجريده من الإسلام ذاته
وتجريده من ثرواته في الأرض
وفي الجيب
وإلى حد الجوع والجبن والجري
والسوداني مشهده الآن هو مشهد
خراف الضأن في الزريبة.. التي تنظر
إلى بعضها وهو يذبح كل يوم
والسوداني يجرد من المنطق الذي يكشف له أنه يقاد إلى الخراب..
والسوداني يجرد من العقل.. الذي يجعله يفهم أنه لا يمكن التفاهم
مع عقول مخدرة
والسوداني تحت كل هذا يبرك في طرف الشارع.. وهو يبكي ويطلب من الجيش والشرطة حمايته..
بينما عدوه المهاجم لا يعتمد على سلطة ولا جيش وإنما على القوة التي
تضرب
والسوداني يبلغ به الحال أن يجهل
ما يعرفه التيس المناطح
فالتيس يعرف أن القوة لا تواجه إلا بالقوة..
مشهد الثلاثين من يونيو هو هذا
ونحن أكثر حمقاً.. حين نظن أن من نحدث عنهم هنا فيهم من يسمعنا..
كل ما بقي هو أن القادم هو
حريق ..
وعنصرية..
وكراهية لها صديد
وجثث وهروب..
وكل ما بقي هو أن الشاشات سوف
تتحول من أوكرانيا وسوريا وكل
المذبحين في العالم لتقدم للناس الوليمة الجديدة
أجساد الجبناء الذين هربوا من الموت
فوقعوا في الموت
لا دنيا ولا آخرة..

 

 

 

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى