اسحق فضل الله

اسحق احمد فضل الله يكتب: والسبورة والشرح

وأم سمير تطلب شرحاً للحال…. الحال الاقتصادي والسياسي وبلغة يفهمها سمير

وبحجة قوية تقول

اللغة العالية لا نفهمها… وما لم نفهم يلغى وجودنا الذي تكتب أنت بحثاً عنه…

وأستاذة ….

لغة الاقتصاد لا يفهما أحد ولا حتى أهلها لكن الوصف يقرب المسافات

ونذهب إلى الوصف…. عسى ولعل..

وصورة الانهيار وصورة من يحاولون الإصلاح/ كل أحد منفرداً/ صورتهم هي صورة التركي الذي لما انهارت عمارته جلس فوق الركام مذهولاً ثم التقط قطعة زجاج هناك وانهمك في غسلها ومسحها و…

وهذا ما يفعله المصلحون الآن في السودان

وما ينساه المصلحون هو أن الاقتصاد هو معادلة إن نقص عنصر واحد منها فما يصلون إليه هو الخراب….

(2)

والمعرفة لا بد لها من ( نظافة) العناصر هذه… يعني أن تكون حقيقية…

ونحن بالرسم الآن نذهب إلى الحكاية التي تقول إن أدنى خطأ يمكن أن يكون كارثة..

وفي الحكايات البوليسية أحدهم يكشف المجرم ويكتب للشرطة سطراً واحداً يكشفه فيه…

ومن التعقيد الذي هو شيء لا بد منه في الحكايات البوليسية أن الشاهد هذا يجعله شيء يحاول حرق الرسالة وينتحر

ولكن النار لا تحرق إلا طرفاً من الرسالة

والشرطة تجد الرسالة التي تتحدث عن المجرم بأنه(he…) هو قد فعل وفعل

والشرطة تبحث دون جدوى عن ( الفاعل) لتكتشف في النهاية أن الرسالة كانت تتحدث عن امرأة.(she).. وأن النار التي أكلت طرف الرسالة كانت قد ذهبت بالحرف الأول (s)

ونقصان حرف واحد يضلل كل شيء…

الاقتصاد نقصان عامل واحد فيه هو شي مثل ذلك ضلال كامل..

ثم شيء

…………

(3)

وتطلبين/ أم سمير/ شرح ما يجري الآن بين الناس وقحت والبرهان وتشكيل حكومة ومن يقود من…

وفي الحديث بالصورة يأتي مشهد في الغرب في التسعينيات…. ففي أيام النهب المسلح عصابة توقف بص مسافرين وتجعلهم صفاً وتشرع في سلبهم وقبل إكمال الأمر بص آخر أكثر ركاباً يدخل هناك ويجعلون ركابه يهبطون وكثرة عدد الركاب تصيب المسلحين بالقلق وقبل أن ينتهوا من المهمة تبدو عربة جيش فجأة من وراء التل

والموقف يتحول والمسلحون يحعلون ركاب البص رهينة للإفلات من الجنود.و…و

والحكاية هذه تتكرر الآن

فما يحدث هو أن قحت توقف السودان وتشرع في النهب… والأمر في بداياته كان هيناً…

بعدها المواطنون يستيقظون والاسيقاظ يجمع بعضهم إلى بعض والناس يردون بالضرب في الشهور الأسبق على تسعة طويلة ثم على لجان المقاومة ثم ثم تدخل عربات الجيش إلى الساحة

وعندها قحت تجعل (بعض الأشياء) تحت سلاحها رهينة تساوم بها الجيش لإطلاق سراحها ( ومن هنا جاءت شروط قحت للجيش الآن)

……….(4)

والحديث حتى هنا….الحديث عن بطء الاقتصاد… وعن الخراب المسلح… والحديث عن الحوار…و… والحديث هذا هو حديث الطبيب الذي يكتشف الداء ويكتب للمريض روشتة بدواء مضمون الشفاء ويصرف في الصيدلية التي تقع على الجانب المظلم من القمر

……..

المشهد السوداني الآن هو شيء ترسمه المسلسلات الهندية التي تدمنها ستات البيوت الآن

فالمسلسلات الهندية هي أكثر ما اخترعه الآن في البطء

والاقتصاد عندنا له مآس وأوجاع ودموع وصراخ ولطم وجري وبله ومستحيلات وأكاذيب المسلسلات الهندية

و…و…

لكن لا بأس أيضاً ففي المسلسلات الهندية هنالك دائماً وعد بأن المشاكل سوف تنتهي كلها في الحلقة التاسعة بعد الألف الثانية من الحلقات

يعني هناك أمل….. وهكذا فعلى من لا عمل لهم أن ينتظروا وأن يؤجلوا زواجهم وزواج بناتهم و.. لأنه هناك أمل بدليل أن هناك الآن حوار.

وعلى من ليس عندهم ثمن الرغيف ألا يتعجلوا وأن يعضوا على أصل شجرة حتى تفرج فهناك أمل… بدليل أن هناك حواراً

وعلى من ضاعت عليه الدراسة وضاع العمر أن يصبروا لأن…..

وعلى من يتلوى مريضهم دون علاج…. دون أدوية دون أمل…. عليهم أن يصبروا لأن هناك أمل…

ووووو

عووووك….

وعلى من يصرخون من كل أوجاع الأرض…. الأوجاع التي سكبتها عليهم قحت ثم أكملها الجيش… أن يصبروا لأن البرهان عنده وعند أولاده الماء…. وعنده وعندهم الرغيف وعنده وعندهم الدراسة وعنده وعندهم الكهرباء وعنده وعندهم المال وعنده وعندهم…. وعنده وعندهم…. وعنده وعندهم

لهذا وما دام الرغيف في بطون أهل الملك فالشعب شبعان يا مولاي… وما دام… وما دام… وما دام….

يبقى الشعب ابن الكلب دا مستعجل ليه…

عاش الحوار مدى الأعمار…

وملحق…:

وصديق يقرأ ما نكتب ثم يقول

:: تختصر وجودنا في الرغيف والماء؟؟

ونقول: حتى الروح لا بد لها من جسم يأكل ويشرب وليس قبل هذين حاجة

ونقول:: لعلك تجد أننا اليوم نحدث بلغة الصراخ هذه فالفلسفة لا بد لها من أكل و( مرحاض)

 

 

 

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى