تحقيقات وتقارير

قوى التغيير والانقلابيون .. (تكتيكات ) اللقاء تحت (الطربيزة)

يبدو أن الصيام الذي تمسكت به قوى الحرية والتغيير أمام أي تسوية سياسية مع الانقلابيين يبدو بانها لاتريد ان تقطعه والافطار على بصلة حزب الأمة القومي الذي يمضي منذ فترة في قيادة خط معلوم في التماهي مع العسكر خصوصا بعد جملة التسريبات التي ادعت ان قيادات من قوى التغيير جلست في مباحثات غير معلنة إلى نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” ووفقاً لهذه التسريبات فان الخطوة تفسر في اتجاه أن قوى التغيير اضحت لا تريد البقاء داخل جلباب حزب الامة القومي صاحب المواقف المعروفة تجاه العسكر .

 

غزل سياسي جديد

ووفقاً لمراقبين فانه من المحتمل ان تفتح هذه التسريبات ابواب التكهنات التي كانت تغلقها في السابق بالضبة والمفتاح قوى التغيير حول ماهي المؤشرات والدلالات التي جعلتها تكسر طوق اللاءات الثلاث والجلوس مع العسكر.. وهنا يظل التساؤل حاضراً .. هل ترغب قوى التغيير في حياكة غزل سياسي جديد أمام العسكر مغاير لغزل الأمة القومي المعلن ولو تحت (الطربيزة)؟ إما أن ماتم عن لقاء مزعوم لقيادات (قحت) مع (حميدتي) لا يخرج من باب الاشاعات التي يريد صانعوها أن يخرجوا قوى التغيير من الشباك ….؟

 

لقاء تحت الطربيزة!

و حول حقيقة مقابلة قيادات قوى التغيير مع حميدتي من عدمه فقد حملت انباء وفقا لموقع (سودان لايت) على لسان أحد قيادات قوى التغيير والذي مضى إلى الافصاح عن الأسماء التي التقت بنائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي؛ والذين من بينهم القيادي بحزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ، ورئيس حزب البعث علي الريح السنهوري وجزء من قيادات المجتمع المدني والاتحاديون وقال القيادي لـ(سودان لايت)؛ إن اللقاء جرى أواخر شهر رمضان وجاء بطلب من حميدتي لتقريب وجهات النظر والتوصل لمصالحة ووحدة واعتبر أن اللقاء إمتدادا للقاءات أخرى لإبراهيم الشيخ الذي التقى من قبل بــ شمس الدين الكباشي وياسر العطا وأوضح أن المجلس المركزي للحرية والتغيير ليس لديه موقف واضح من لقاء العسكر ،وقال إن حيدر الصافي ويوسف محمد زين اشاروا من قبل لهذه اللقاءات التي جرت تحت التربيزة على حد قولهم، بيد ان حزب البعث نفى قاطعا عبر بيان أصدره اي لقاء بين أمينه العام السنهوري وحميدتي، فيما قطع إبراهيم الشيخ بانه لم يلتق بــ حميدتي منذ الانقلاب إلاّ مرة واحدة زاره فيها حميدتي في منزله عقب خروجه من المعتقل، واستدل على عدم لقائه بــ حميدتي خلال الاسبوع الماضي كما زعم الاخير بانه –أي ابراهيم الشيخ – غادر الى تركيا منذ 14 فبراير ودفع بصورة من جواز سفره عليها ختم المغادرة بذات التاريخ.

كشف المستور

وحسما للجدال الذي ظل يضرب بالساحة السياسية طيلة اليومين الماضيين فقد مضى نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو إلى كشف المستور من خلال قوله الثقيل الذي حرك به ساكن البركة من خلال تأكيداته التي رمى بسهامها في كنانة قوى التغيير الثلاثاء المنصرم والتي مفادها بانه جلس إلى وفد من قوى الحرية والتغيير، والذي بين فيه أن الهدف يجب أن يكون مطالب الشعب فقط، مضيفًا: ”إخوتنا في الحرية والتغيير يقولون

إنهم لن ولم يلتقوا بالعسكر لكنهم قبل أسبوع اجتمعوا بي، وقلت لهم ليس المهم ماذا نريد نحن أو أنتم، إنما المهم ماذا يريد الشعب والبلد؟”

 

شرعنة خطوات العسكر

وبحسب مراقبين فان تأكيدات حميدتي على مقابلته لوفد من قوى الحرية والتغيير في مقابل الصمت الذي ظلت تتذرع به قوى التغيير من خلال عدم اثبات اللقاء أو نفيه يجعل الحلقة المفقودة حاضرة هنا حول امكانية محاولة بعض قيادات قحت اضفاء نسبة حول شرعنة خطوات العسكر ..والسؤال الذي يظل يبحث عن اجابة ..هل بالفعل ان قيادات من قوى التغيير التقت بحميدتي ام ان الحدوتة

برمتها هي نسج من خيال العسكر …؟

 

مجرد اشاعة

وللاجابة على السؤال يجيب القيادي بالمجلس المركزي لقوى التغيير الناطق باسم البعث الاصل عادل خلف الله الذي مضى الى تكذيب وجود لقاء بين قيادات من قحت وحميدتي وقطع باغلظ القول ان أمين سر حزب البعث علي الريح السنهوري لم يلتقْ بــ حميدتي ولم يكتفْ الناطق باسم البعث عن ابعاد المزاعم عن رئيس حزبه فقد مضى كذلك إلى نفي مقابلة القيادي بالمؤتمر السوداني ابراهيم الشيخ مع محمد حمدان دلقو، وقال خلف الله: ان ابراهيم الشيخ المفترى عليه يوجد في تركيا منذ شهرين، ومضى ساخرا يقول: “حميدتي التقى بيهو وين هل اسري بيه ليلا الى القاهرة ” مشيرا الى ان ماراج عن اللقاء يمثل افتراء واشاعة من نسج خيال الانقلابيين وقطع بعدم وجود اي لقاء بينهم والعسكر وتابع بالقول :”مافي اي لقاء يجمعنا بالانقلابيين لا تحت الطربيزة ولا فوقها ” وتابع بالقول: لا توجد اي نية لقوى التغيير في الجلوس والحوار مع العسكريين وصوب خلف الله انتقادات حادة قبالة العسكريين متهما اياهم بالعمل على عزل قوى التغيير عن الشارع عبر بث الاشاعات المغرضة نحوها وجزم بان الانقلابيين يعملون الآن على عرقلة التحول الديمقراطي من خلال محاولتهم تشويه صورة قيادات قحت والتآمر عليهم عبر استراتيجية ممنهجة .

 

خطوط مفتوحة

وبحسب حملات النفي التي قامت بها قوى الحرية والتغيير حيال ابعاد قيادته المتورطين في الالتقاء بالعسكر من ارض المعركة تبرز الى السطح العديد من الاستفهامات حول ماهية الدواعي التي تجعل قيادات قحت تقف على ارضية مكشوفة امام مرمى نيران العسكر بجانب هل حميدتي بجلوسه معهم كان يحاول ان يفسر مقولة ” البتخبر باطنة بتقدر تترجم ليهو وتراطنة” على ارض الواقع اسوة بالخطوط المفتوحة بين حزب الامة و رئيس مجلس السيادة الفريق اول عبد الفتاح البرهان كما راج ..؟

 

ترحيب بالخطوة

وهاهو حزب الامة القومي بصفته المتماهي مع العسكر مضى إلى الترحيب بكل خطوة من شأنها ان تجمع قوى التغيير مع العسكريين.. وفي هذا المضمار ألمح رئيس الحزب المكلف اللواء معاش فضل الله برمة ناصر الى مباركتهم لكل ما يزيل الاحتقان السايد الآن في الساحة، وقال برمة ان لقاء قيادات قحت بحميدتي مقبول لدينا طالما انه يصب في صالح انتشال البلاد من عزلتها الحالية ،واكد ان الازمة السياسية تتطلب جلوس العسكريين مع قوى التغيير لاجل ايجاد الحل.. مشيرا الى ان الاوضاع في البلاد معقدة وتنذر بحرب أهلية إن لم يلتقْ العقلاء من قوى التغيير مع العسكر.

 

تقرير ـ أيمن المدو

الخرطوم: (صحيفة الحراك السياسي)

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى