يخصّ مياه الصرف الزراعي.. ابتكار مصري يحصد جائزة عالمية
مخلفات الأراضي الزراعية الصلبة لفتت أنظار مهندسة مصرية، ففكرت في استغلالها وإعادة تدويرها، لكنها لم يخطر ببالها أن هذه الفكرة ستحصل بفضلها على إحدى الجوائز المرموقة عالميا.
سارة إيهاب عبد القادر، 34 عاما، طالبة دكتوراة في معهد الصحة العالمية وعلم البيئة البشرية بالجامعة الأميركية في القاهرة، ابتكرت مشروعا يقوم على إنشاء وحدة صغيرة لمعالجة مياه الصرف الزراعي، وإعادة تدويرها لاستخدامها في ري أراض جديدة، ويمكن وضع هذه الوحدة في الأراضي الزراعية ونقلها من مكان لآخر بسهولة.
هذه الفكرة حصدت، في شهر فبراير الماضي، جائزة “لوريال- يونسكو” للمرأة في العلوم للمواهب الشابة عن بحث حول “معالجة مياه الصرف الزراعي لإعادة استخدامها في الري”.
تقول المهندسة سارة لـ”سكاي نيوز عربية” إن لوريال – اليونسكو (عبارة عن شراكة بين منظمة اليونسكو ومؤسسة لوريال) تقدم جوائز لعدد من النساء الباحثات في العالم في الدكتوراة وما بعد الدكتوراة، ويتم ترشيح النساء لهذه الجائزة وفقا لأبحاثهن المنشورة، وأنشطتهن، وأفكار أبحاثهن التي تكون مفيدة للمجتمع.
وبحسب سكاي نيوز، أضافت: “البحث كان عن معالجة الصرف الزراعي في الموقع عبر إنشاء وحدة صغيرة لمعالجة الصرف الزراعي داخل المزرعة، واستخدام الوحدة في ري الأراضي الزراعية المحيطة بها بعد معالجتها، بدلا من اللجوء لمحطات الصرف الزراعي الكبيرة، وهي فكرة نجحت في المعامل ويتم العمل على نقلها للحياة العملية”.
وبينت سارة أن: “وحدة المعالجة تتميز بأنها تتكون من مواد قليلة التكلفة مثل المخلفات الصلبة الزراعية ومواد أخرى رخيصة، وفي نفس الوقت يمكن وضع الوحدة في الموقع، وتكون سهلة النقل من مزرعة لأخرى حتى تتمكن من معالجة المياه بطول المصرف الزراعي”.
الابتكار يقلل الضغط على مياه النيل
ولفتت المهندسة المصرية إلى أن “معظم الري في مصر للأراضي الزراعية يكون بالغمر وليس بالتنقيط، وبالتالي تكون هناك مياه زائدة عن حاجة التربة تتجه للمصرف الزراعي، وهو ما دفع الحكومة لبناء محطة في الإسماعيلية لمعالجة مياه الصرف الزراعي، فضلا عن وجود محطات أخرى مثل محطة بحر البقر، لكن المشكلة أن هذه المصارف تتعرض أحيانا لرمي مياه الصرف الصحي أو الصرف الصناعي بها، خاصة في الأماكن التي تعاني من مشاكل في الصرف الصحي، وهنا يبرز دور وحدة المعاجلة المتنقلة التي ابتكرتها، والتي يمكن لنجاحها أن يخفف الضغط على مياه النيل من خلال توفير المياه الزائدة عن الحاجة في الأراضي الزارعية لري مناطق أخرى”.
الخرطوم(كوش نيوز)