حواراتمنوعات وفنون

 بروف علي بلدو: الخرطوم عاصمة مسطولة بامتياز

السيدات رفعن أسعار البنقو والترامدول والآيس

هناك فقط (4) مذيعات والبقية كأنهن جئن إلى فضاء الإعلام قضاءً وقدراً

ثلاثة أرباع الفنانين (منفسنين)

هذه هي العلاقة بين (الزار) والغناء

هؤلاء المشاهير يزورونني في العيادة

أعض أصابع الندم لافتتاح مدرسة الرومانسية

(٣٥%) من رجال السودان يعانون من العجز الجنسي

آدم السوداني هو من دفع حواء للتحرش به

 

أستاذ مشارك بكلية الطب، محامٍ وموثق للعقود ومستشار قانوني، اقتصادي خريج كلية الاقتصاد والعلوم السياسية والاجتماعية، ولديه دكتوارة في القانون الجنائي، ودكتوارة في علم اللغات، خصوصاً (انجليزي فرنسي)، بروفيسور علي بلدو، من الشخصيات المثيرة للجدل التقيناه في هذا الحوار للحديث حول الأمراض النفسية وعدد من المواضيع الأخرى التي تحدث عنها بصراحة:

# ماهو التعريف العلمي للمرض النفسي؟
هو عبارة عن اضطراب يصيب الشخص في تفكيره وحركته وسلوكه وتفاعله مع الآخرين ليس لديه علاقة بأن فلان (فكة منو).
في السودان لدينا حوالي (٢٢) مليون شخص يعانون من الاكتئاب، فقط هو مرض يصيب الرجال والنساء، لكن في السودان مع الأسف يصيب النساء أكثر من الرجال.

# انتشار تعاطي البنقو؟
الخرطوم عاصمة مسطولة بامتياز، ولو تم إيقاد البنقو في الخرطوم فقط لظلت مشتعلة ليوم القيامة، كأنها الدهاقنة، أصبح تداوله في ازدياد كبير، بالإضافة للمخدرات الأخرى.

# هل تساوت المرأة مع الرجل في الإدمان؟
الآن زاد عدد السيدات في الإدمان أكثر، ورفعت أسعاره مثل البنقو والحشيش والشيشة الكريستال، والآيس، والترامدول لكن ما زال الرجل مسيطراً على سوق الإدمان حالياً، لكن المرأة السودانية حواء تمشي بخطى حثيثة جداً لتتساوى مع الرجل في الإدمان، أخشى أن حواء تحقق المساواة أولاً مع الرجل السوداني في مجال الإدمان دون المجالات الأخرى.\

# ما هي مخاطر مخدر الآيس؟
الآيس ظهر بصورة جديدة، كان في الماضي توجد مخدرات تقليدية معروفة، الآن ظهر بداياته (كريستال ميس الشبو) أو الشيطان القاتل، إدمانه من أول شمة وهو غالٍ جداً وخطير، ويؤدي للوفاة والقتل والسحل والسرقات والاضطرابات الأمنية، حالياً لدينا ألف حالة إدمان بالآيس تأتي يومياً بمستشفياتنا ناهيك عن المخدرات الأخرى.

# ماهو ذهان شعر العسل؟
يصيب إحدى العروسين في شهر العسل الأول، شفت شكل الشخص مختلف أو شيطان يصرخ يخرج دون عودة يؤدي للقتل، أن يقتل إحداهما الآخر أو الانتحار أو يؤدي لاضطرابات حادة والبعض يردد يكون عملوا ليهم عمل.

# إدمان المواقع الإلكترونية؟
الآن أصبحت العادة السرية في ازدياد نتيجة الكبت الجنسي، والشعور بعدم الرغبة في الإشباع، وإدمان المواقع الإباحية أدت للبرود والعجز الجنسي، وهناك ما يقارب من (٣٥%) من رجال السودان يعانون من العجز الجنسي.

# الفرق بين الإدمان والسطل؟
كل شخص يتعاطى نوعاً من أنواع المخدرات يعتبر مدمناً، لذا كل مسطول هو مدمن، وليس كل مدمن مسطولاً، ومع الأسف لدينا عدد كبير من المدمنين والمساطيل.

# علاقة النفايات بازدياد معدل الجريمة؟
النفايات الكثيرة تؤدي إلى تلوث بصري، مما يؤدي لوسخ داخلي ثم إلى خارجي، مما يؤدي لتشوه نفسي ورغبة في إيذاء الآخرين.

# تبنى ناشطون ومدونون الدعوة للوزير السابق، خالد سلك، لضرورة بداية العلاج من إدمان التمباك؟
أسف، خالد سلك ضروري يتعالج، كمية الصعوط الموجودة في السودان ممكن تعمل لكمية توصلنا الراحل السنغال، الذي يشرب الشيشية والسجائر يتساوى مع من يتعاطى الصعوط والبنقو جميعهم سواسية (سجم ورماد) .

# افتقار الحكومة للرومانسية السياسية .. هل سيفاقم من أزمتها ويعجل برحيلها.. وهل توجد اضطرابات سيكولوجية لدى السياسيين السودانيين؟
لا يوجد تناغم بينهم، كوادر ضعيفة غير مؤهلة تماماً لحكم السودان من جميع الأنحاء، لايستطيعون أن يديروا بقالة، كما لدينا عقدة الشك في بعضنا ومتهجسين، مع عدم التجانس، لدينا قادة يعانون من مشاكل منذ الاستقلال حتى هذه اللحظة .

# رأيك في ظاهرة ارتداء الرجال لملابس النساء؟
أصبح هناك تلاقح للثقافات وفضاء مفتوح، فأصبح لدينا كبت جنسي أدى إلى استخدام الذكور للمكياج والمستحيل.

# تحرش النساء بالرجال… كيف يتم؟
يمكن عن طريق الهاتف، ممكن مديرة مكتب تتحرش بموظفها الصغير، آدم السوداني هو من دفع حواء للتحرش به، المرأة السودانية من أتعس النساء، حيث تعاني جفافاً عاطفياً، وتوتراً شعورياً لعدم إشباعها معنوياً وجنسياً ونفسياً.

# هل هناك توافد للمرضى السودانيين على عيادات الطب النفسي؟
أصبح هناك وعي، ولكن ما يزال هناك خوف من الوصمة الاجتماعية، وما زال يوجد مرضى نفسيون مقيدون بالسلاسل والحبال في المنازل، وآخرون في الشوارع يحتاجون للعلاج، حتى إذا جاء مريض نفسي فلن يجد صينية (يلف) فيها والقادم أسوأ.

# هل أدوية الأمراض النفسية متوفرة؟
أولاً كوادرنا جميعها هاجرت نتيجة للواقع السوداني الجحيم الذي أصبح طارداً، بجانب عدم الاهتمام بالصحة النفسية، وأصبح هناك عدد (٢) مليون شخص مقابل طبيب استشاري واحد، أنا عن نفسي إذا وجدت طريقة عقد عمل (كارب) بهاجر.

# ما هي أسباب إيقاف مسلسلك الإذاعي (بيت الجالوص)؟ وقبله مسلسل (الخازوق)؟
لأنني تحدثت عن فساد رجال الأعمال، وبعض الصحفيين، وللأسف لأول مرة وجدت الهجوم من الصحفيين قادة الرأي، أما بالنسبة لمسلسل (الخازوق) فقد تم رفض بثه؛ بحجة أنه لا يتماشى مع الأعراف الإذاعية السودانية.

# ماهو التنويم المغناطيسي؟

يستخدم لشخص لديه مشكلة معينة، يتم استدعاؤه عبر العقل الباطن، يحاول ينفس عن نفسه، فيحس بالاسترخاء والراحة، والشعب السوداني كله محتاج للتنويم مغناطيسي، للأسف أساء له بعض الأشخاص في ممارسات غير مقبولة.

# علاقتك بالطرق الصوفية؟
الحمدلله والشكر لله أنا متصوف منذ نعومة أظفاري، أحضر ذكر الجمعة في جامع الإمام المهدي عليه السلام، ثم جامع الثمانية، ثم حضوراً في الطريقة القادرية، ثم العركية، ثم الأحمدية، الصباح أطلع في الصحف على أخبار الحزب الجمهوري، والشيوعي، والإخوان المسلمين.

# علاقتك بوالدتك (رحمة الله عليها) عشت حالة حزن عجيبة كنت تذهب إلى المقابر لزيارتها يومياً وانت ترتدي الزي المرقع؟
منذ سنوات طويلة جداً كنت أذهب إلى المقابر لأنها تذكرنا بالآخرة، كفى بالموت واعظاً، وكنت أرتدي الجبة المرقعة، منذ أن كنت في المرحلة الابتدائية، والإنسان نفسه رقعة، فالعين رقعة، والأصبع رقعة، والشعر والظفر رقعة، كل إنسان يمشي على الأرض رقعة .

# كان شعرك مسدلاً وقمت بحلاقته؟
ضحك وقال: (فعلاً قمت بحلاقته في أسبوع المرور لأرتدي البوريه، وكان قد تم اختياري ممثلاً في أسبوع المرور).

# موقف إنساني مر بك في عملك؟
زراني في مكتبي شخص كان قد ارتكب جريمة اغتصاب طفلة، ونال جزاءه القانوني، فقال لي إن الطفلة التي قام باغتصابها تأتيه كل يوم في النوم، وتقول لي (يا عمو أنا عملت ليك شنو؟)، وقال إنه يريد وصفة تقتله تدريجياً، مع العلم هو رجل أعمال معروف، بعد تلك الجريمة أنشأ منظمة لرعاية الأطفال.

# علاقتك بالغناء؟
أنا في حالي، فجأة أصحى من النوم أسمع أغنية تقول: (أحَّا.. وقلبي زحَّ.. عالجني يا بلدو رقدني المصحة) ثم (مادة لي بلدو)، و(سي سي يا بلدو الحالة قايمة عليْ أنا يا بلدو) والبقية تأتي.

# علاقة الزار بالغناء؟
في السودان الزار هو عبارة عن تعبير عن ألم نفسي، فالمرأة السودانية عانت من الكبت والعنف والقهر، والزار والدستور أصبحت متداولة في المجتمع/ يراود المرأة شعور بالتحرر وتحقيق الآمال والطموحات، إلا أنها تحتاج لعلاج نفسي من (الدسترة والهسترة).

# رأيك في المذيعات السودانيات.. من حيث المحتوى؟
كأنهن جئن إلى فضاء الإعلام قضاءً وقدراً، توجد أربع مذيعات فقط يمكن أن تستمتع إليهن، والبقية في إطار (خُم وصُر)، و(البتجي من السماء بتحملها الواطة).

# البعض يقول إنك أيضاً تحتاج لعلاج نفسي؟
هذا القول يردد من زمن بعيد، وأنا أقول هل طبيب النساء والتوليد بالضرورة يعاني من أعراض (الحمل والوحم)؟ طبعاً لا، ليس لأنني أعمل في مهنة بالضرورة أنني أعاني من أعراضها، ودائماً الدراما والإعلام يصورون الطب النفسي بصورة غير مقبولة.

# في تصريح لك طلبت من الفتيات عدم الاحتفال بالفلنتاين للوقاية من السكتة الدماغية والقلبية، وأنه سيذكرها بعمق مأساتها العاطفية؟
بلد لا يوجد فيها دستور ولا برلمان ولا حكومة منتخبة ولا مدنية ولا أي رؤية مستقبلية، إذن لماذا نحتفل به من الأساس، هو احتفال شكلي يتم فيه اضطهاد حقوق المرأة بصورة مغلفة، وهي تعيش في كل عيدها ذكرى النكبة.
# لما أغلقت مدرسة الرومانسية؟
لأنني شعرت بأن آدم السوداني لن يكون رومانسياً وواهم من ينتظر ذلك.
# كم طالب تخرج منها؟
الدفعة الأولى كان فيها (٢٥) شخصاً نجح واحد فقط بـ(البوش)، والبقية ليست لديهم علاقة بالرومانسية.
# ركاب سرجين وقيع لديك أكثر من مهنة؟
أبداً.. فقط المشكلة كيف تدير الإدارة الصحيحة، وإذا قلب الفتى تعلق بالثريا لنالها والتوفيق من عند الله.
# حتى الآن لا يوجد رئيس وزراء لأنه لا يوجد شخص يتحمل الواقع السوداني المجنون.

# هل الفنانون (منفسنون)..؟
ثلاثة أرباع الفنانين (منفسنين) لديهم مشكلة كبيرة في التعامل مع النجومية والشهرة، ليس لديهم الحس السيكولوجي مع الجمهور، ولا القدرة على التعامل مع الأزمات، هشِّين ومحتاجين لمرشدين نفسيين .

# هل المشاهير يزورونك في العيادة؟

كل من تشاهدونهم من مشاهير في الإذاعة والتلفزيون والبرامج الرمضانية هم زبائن معتمدين (ما بقدر أقول ما بقدر أصرح ) لأسباب مهنية.

# كلمة أخيرة؟
الأزمة السودانية ليست سياسية، بل هي أزمة ذات جذور اجتماعية، نحن مجتمع عنصري بامتياز، لا نقبل بعضنا، ربنا ابتلانا بقادة يفتقرون لأبسط مقومات الحكم، إذا لم يتم نقاشها بشكل تاريخي فلن تحل مشاكلنا.

    حوار: محاسن عبد الله

الخرطوم: (صحيفة السوداني)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى