اقتصادتحقيقات وتقارير

تدهور العُملة الوطنية.. من المُستفيد؟!

العملة الوطنية بدأت تفقد قيمتها يوماً بعد يوم، وحسب خبراء اقتصاديين، فإنها مظهر من مظاهر الانهيار الاقتصادي الذي يعصف بالبلاد، ومن يتولّى دفّة الاقتصاد قيادات ليست لها علاقة بالشأن الاقتصادي ولا تتوافر لديهم خبرات او لطرح رؤية واضحة لانتشال وتصحيح مسار الاقتصاد المأزوم، وهذه الأزمة قديمة متجددة وبدأت تخرج عن السيطرة، إلا أن السياسة العامة التي تتبنّاها الحكومة بشأن إدارة الاقتصاد ظلت كما هي دون تعديل، إلا أن ثمرة هذه السياسة لا تزال في طور النمو، ولم تظهر انعكاساتها على المواطن بعد، بل يرى البعض أنها أسهمت في تعميق حدة الأزمة الاقتصادية.

 

وكشف متعاملون في سوق العُملة عن تدهور مريع وتراجع قيمة العُملة المحلية، وقالوا انها فقدت اكثر من 4 أو 5% من قيمتها مقابل الدولار أي أن الدولار الواحد تجاوز سعره (560) جنيهاً.

وأرجع المتعاملون الأسباب الى الفراغ الحكومي وعدم الاستقرار السياسي والسياسات الخاطئة التي انتهجت طوال الفترة الماضية.

في غضون ذلك، وصل معدل التضخم إلى أعلى مستوياته إلى أن أصبحنا الدولة الأولى في افريقيا، والثانية عالمياً من حيث المعدلات العالية.

 

تعقيدات مزدوجة    

وفي ذات السياق، أشار الخبير الاقتصادي د. محمد الناير الى الوضع الاقتصادي في البلاد بصورة عامة وبصورة خاصة سعر الصرف الذي شهد تدهوراً مستمراً لقيمة العملة الوطنية، وقال ما حدث من تدهور في النشاط الاقتصادي في البلاد غير مسبوق وكل المؤشرات الاقتصادية سالبة، تدهور للعملة، ارتفاع لمعدلات التضخم لأكثر من 400%، والمواطن يُعاني من تعقيدات مزدوجة، منها ارتفاع أسعار السلع والخدمات التي ارتفعت بصورة غير اعتيادية وخلقت نُدرة للسلع، والوقت المُهدر في البحث عن السلع أصبح خصماً على الإنتاج، ووجود العمال في القطاعين الخاص والعام بسبب الندرة، لافتاً الى قضية ارتفاع الدولار الذي بلغ اكثر من 450 او اقترب من 500 جنيه، له العديد من الأسباب، ونصحنا حكومة الفترة الانتقالية منذ بدايتها بان تعمل في مسارين، الأول معالجة القضايا الاقتصادية، وآخر في المديين المتوسط والبعيد يبدأ الاثنين معاً والاستفادة من قطاع التعدين والذهب تحديداً، وإدخال القطاع بالكامل في الاقتصاد والحد من تهريب الذهب وهذا كان يتطلب إنشاء بورصة للذهب بصورة سريعة ومنح أسعار عادلة تجذب المعدنين للبيع داخل البورصة كأحد الحلول، والذهب المنتج في السودان كاف بأن يحل قضية الخلل في الميزان التجاري واستقرار سعر العملة الوطنية.

 

لافتاً الى ان الحكومة لم تجلس حتى الآن مع المغتربين للتوافق معهم حول تشجيعهم وتحفيزهم من مدخراتهم وتحويلاتهم، بجانب انها لم تتجه للتعامل الإلكتروني وتبديل العُملة، وواحدة من اهم أسباب تدهور سعر العملة الوطنية الذي حدث في الأيام الماضية ما يعلن في وسائل الإعلام حول قضية تبديل العملة، مثل هذا الإجراء يتم في سرية تامة ويمكن ان تعود ازمة السيولة مرة أخرى، مبيناً أن الحكومة لم تنجح في خلق استقرار سعر الصرف ولم تنجح في بناء احتياطي أجنبي، وقال هي أزمات متكررة امتدت من العهد السابق الى الآن، لكن الأمر زاد تدهوراً في الفترة الأخيرة وهذا اثّر سلباً  على معاش الناس، وأقول مازال القائمون على امر البلاد يعملون من اجل إرضاء صندوق النقد والبنك الدوليين وارضاء المجتمع الدولي خصماً على المواطن!!! لأنها تنفذ الأجندة الخاصة بصندوق النقد الدولي بالكامل، وهذه آثارها كارثية ظهرت جلياً، ولا تنظر إلى مصلحة المواطن ومستوى المعيشة والضغوط، وحتى المرتبات التي تم تعديلها، القوة الشرائية للمرتب قبل التعديل الآن أعلى من القوة الشرائية للمرتب بعد التعديل الحالي والزيادة، وهذا مؤشر واضح لمستوى التدهور الاقتصادي والتراجع في المؤشرات الاقتصادية بصورة كبيرة، والغريب في الأمر أن المواطن لا يعرف عن الحكومة التي لم تشكلها الآن ولا يخرج المسؤولون لتوعية المواطن عن ماهية المشكلة، وما الذي يحدث ومتى سيتم حل المشكلة..؟!!!!!

 

تقرير – سارة ابراهيم

الخرطوم: (صحيفة الصيحة)

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى