منوعات وفنون

أطفالنا والكتب.. علاقة مهددة في «زمن السوشيال ميديا»

 

تواجه القراءة وجهود تقريب الأجيال من المطالعة والكتاب، تحدياً كبيراً يتمثل في عوالم منصات التواصل الاجتماعي ومضامينها، إذ تجتذب الشباب بقوة فنجدهم يفضلون التصفح في مواقع متنوعة عبر الأجهزة اللوحية بدلاً من تصفح صفحات الكتب وخاصة المطبوعة، هذا الأمر أدى، كما يقول متخصصون، إلى ضعف في مستويات التحصيل المعرفي وتراجعٍ في قدراتهم وخبراتهم. ولا بد من الإشارة ههنا، إلى أنه تسجل لدولة الإمارات نجاحات ومبادرات مهمة في الخصوص، باتت تؤتي ثمرها في تحفيز الأبناء على القراءة وحب المعرفة، وعلى رأسها تحدي القراءة العربي، وشهر القراءة.

مسؤولية كبرى

تقول القاصة، د. نورية العبيدلي مستشارة شؤون طلبة في قطاع التعليم العالي: إن ملهيات العصر كثيرة ومتنوعة، على الأبناء، ولذلك فإن المسؤولية كبرى على الأسرة، وتضعهم دائماً في حالة متابعة وترقب للأبناء، مؤكدة أن صنع جيل قارئ يبدأ من الأسرة التي يجب عليها، إبعاد الأبناء عن الأجهزة اللوحية الذكية، أو على أقل تقدير حذف التطبيقات الخاصة بالفيديوهات وعدم إنشاء حسابات على سوشيال ميديا إلا في العمر المسموح به فوق 16 عاماً. وتابعت: إن العلاقة بين الطفل والكتاب تبدأ منذ المراحل الأولى للطفولة، وهي بوضع الكتب المصورة في صندوق الألعاب، مع أهمية تقنين استخدام الأجهزة الإلكترونية، لأنها منافس قوي للكتاب.

الاستمتاع والبدء

من جانبه، أكد يونس الحوسني الباحث في القطاع التربوي أن صنع جيل قارئ لا يحتاج إلى وصفة سحرية أو اتباع ممارسات أكاديمية على نحو خاص وأن كل ما في الأمر تعزيز مبدأين مهمين وهما الاستمتاع بالوقت والبدء المباشر. وبمجرد وجود قدرة جيدة أو حتى أساسية على القراءة من شأنها فتح الباب أمام الاستمتاع بالقراءة ومن ثم توليد موقف أفضل تجاه القراءة وبالتالي ينتج عن ذلك قراءة بتواتر أكبر.

وتابع: من الطبيعي أن يجد الطفل أساليب المتع الأخرى أكثر سهولة من القراءة، وهنا يكمن دورنا كمربين في تسهيل مهمة القراءة عن طريق تعزيز ارتباطها في حياة الطفل كاقتناء الكتب ذات المواضيع المحببة، وتوفير بيئة جاذبة.

القراءة الرقمية

من جهته، يرى أشرف الرسول التربوي والباحث في التعليم الرقمي، أن الواقع يؤكد استيلاء الشاشات الذكية على عقول الأبناء، وأيضاً لها أضرارها المعروفة للجميع، ولكن هنا نتحدث عن إيجابيات هذه الشاشات وكيفية استثمارها لتنمية القراءة لدى أبنائنا، إذ توفر القراءة الرقمية للطفل تحكماً في المحتوى بتكبير أو تصغير الخطوط والصور، كما توفر له نطق المكتوب وبالسرعة التي يختارها بعدد غير محدود من التكرار، كما تمنح الأطفال فرصة الاستغناء عن البالغين الذين يقرأون له ما يشكل جواً من الخصوصية يزيد من دافعية الطفل للقراءة، وبذلك نجد أن هناك حاجة لتحديث استراتيجياتنا في تنمية مهارات القراءة لدى الأبناء عند طفل ما قبل المدرسة وينبغي للوالدين انتقاء القصص البسيطة التي تتميز بالعبارات القصيرة.

 

الخرطوم (كوش نيوز)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى