حوارات

آدم رجال: نطالب المجتمع الدولي بالتدخل وإرسال قوة أمنية تحت الفصل السابع

* أحداث كرينك بغرب دافور تتحملها السلطة الانقلابية
* الوضع الانساني سيئ نظراً لعمليات القتل والنهب والحرق للمنازل
* لجان التحقيق تهدف للتستر على المجرمين ولا يوجد شخص واحد قدم لمحاكمة

شهدت محلية كرينك بغرب دارفور أمس الأول أحداث عنف مؤسفة راح ضحيتها عدد من القتلى الجرحى إلى جانب احداث عنف أخرى تمثلت في عمليات حرق ونهب للمنازل، وسارعت عدد من المنظمات والهيئات باصدار بيانات تستنكر وتدين فيه بشدة ما حدث من اعمال عنف للمواطنين، وفي الأثناء أجرت (الجريدة) حواراً مع الناطق الرسمي باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين آدم رجال الذي وصف ما جرى بالأمر المؤسف، وحمل السلطة التي وصفها بالانقلابية مسؤولية عن ما جرى، وقطع ان جميع لجان التحقيق التي تم تشكيلها تهدف للتستر على المجرمين، وإلى مضابط الحوار:

*في البدء ما الذي يحدث في محلية كرينك بغرب دارفور وما تعليقك على الأحداث التي جرت؟
الأحداث بدأت يوم الجمعة بعد مقتل شخصين ليلة الخميس بعد ان قام أشخاص مجهولون بعمليات قتل خارج منطقة كرينك على بعد خمسة كيلو مترات من المنطقة، وكان يجب ان يأخذ الحادث طابعاً قانونياً ولكن نظراً لغياب هيبة الدولة المجرمون استغلوا الوضع والذين ماتوا هم من الرعاة، ومن ثم دخلوا إلى المدينة وطلب المدير التنفيذي للمحلية مهلة ساعتين من أجل البحث عن الجناة وقبل انتهاء المهلة بدأ الهجوم على المنطقة ليحدث بعدها في ذات الجمعة مقتل ثمانية أشخاص بينهم امرأة وطفل، إلى جانب تعرض ستة عشر شخصاً للاصابة، وأيضاً هنالك قرية تبعد على بعد خمسة كيلو مترات شرق كرينك تم قتل شخص فيها وإصابة ثلاثة أشخاص تم اسعافهم بمستشفى كرينك توفى منهم شخص ليرتفع عدد القتلى إلى تسعة بكرينك، ويوم السبت اصدرنا بياناً بأن هنالك وفود قادمة من دارفور ومنطقة سرف عمرة وغيرها من المناطق وحذرنا من حدوث اشتباكات لكن هيبة الدولة لم تضع أي احترازات، وأمس الأول بدأ الهجوم بكل أنواع الاسلحة الخفيفة والثقيلة دون رحمة على المواطنين وكانت هنالك قوة أمنية مشتركة لكنها انسحبت وتركوا الضحايا تحت رحمة مليشيا الجنجويد الأمر الذي تسبب في حالات قتل وضرب واغتصاب وحرق للمنازل، ووصل عدد القتلى خلال الأحداث الأخيرة إلى 168 قتيلاً وصل منها 151 إلى مستشفى كرينك الريفي فضلاً عن تعرض 90 جريحاً، نسأل الله المغفرة للشهداء وعاجل الشفاء للجرحى، ونحن ندين ونستنكر ما حدث بشدة.

*برأيك من يتحمل مسؤولية هذه الأحداث؟
تتحملها السلطة الانقلابية كاملة الولائية والمركزية، وفي السودان لا توجد حكومة بل ما يجري دائماً هو حكم مجموعات أو”شلة” وتجمعهم مصالحهم الذاتية وحماية السلطة والعمل على حكم البلاد من خلال الضحايا.

*ماهي أوضاع المواطنين عقب الأحداث التي جرت؟
الوضع مزعج ومؤسف بسبب ان المواطنين فقدوا أسرهم وأصدقائهم والوضع الانساني مزري نظراً لعمليات الحرق والنهب التي جرت، والمستشفيات ليس لديها الأمكانيات اللازمة من أدوية وغيرها، إلى جانب ان الطريق لازال مغلقاً الأمر الذي دعا السكان إلى ان يلتزموا بمنازلهم خاصة بعد إطلاق الاعيرة النارية في الهواء بكثافة والوضع صعب للغاية حقيقة.

*على الرغم من توقيع اتفاق السلام لكن تكررت النزاعات القبلية بدارفور؟
الاتفاقية التي تمت في جوبا لم تكن تلبي طموحات المواطنين بل ما تم هي اتفاقيات مخصصة للسلطة والحصول على المال، والمواطن بحاجة إلى ان يشعر المسؤول بمعاناته ويعمل على توفير الأمن له، وما حدث كان اتفاق مصالح وهؤلاء عبارة عن شلة جمعتهم المصالح.

*هل ما يحدث صراع قبلي بين المكونات الاجتماعية؟
الدولة هي من تقوم بالصراع من خلال تفعيل سياسة فرق تسد والتفريق بين المكونات المحلية بهدف السيطرة على اراضي المواطنين الذين هم في الأصل ضحايا ليس الا.

* ماهي صحة الانباء التي تتحدث عن مشاركة الأجهزة النظامية في الأحداث بكرينك؟
هي أنباء صحيحة وحتى اذا لم يكونوا مشاركين هم تواطأوا في العمل الإجرامي، والصراع الموجود في مختلف مناطق دارفور هم جزء منهم وهو صراع متجدد، والدولة مسؤولة مسئولية مباشرة قبلت ذلك أم رفضت.

*كيف تنظر لتشكيل قوات أمنية مشتركة من أجل حفظ الأمن بدافور؟
هي كلمة حق أريد بها باطل لأن القوات هي سبب في زعزعة الأمن والاستقرار.

*برأيك كيف يمكن ايقاف هذه الصراعات؟
أولاً إسقاط هذه الحكومة وتشكيل حكومة من الكفاءات المستقلة حتى تحقق دولة المدنية، والعمل على إعادة هيكلة القوات النظامية والمؤسسات، ومن ثم جلوس جميع الأطراف لبناء الدولة السودانية من جديد عبر الحوار من خلال مخاطبة جذور الأزمة من أجل وضع حد للصراعات القبلية التي فتكت بالاقليم.

*كيف تنظر للحلول الأمنية في معالجة النزاعات؟
الحلول الأمنية ليست كافية لأن الدولة هي من تقوم بالقتل والمواطن أصبح فاقداً للثقة في الأجهزة النظامية وهذه مشكلة كبيرة جداً، وكل طرف من القوات ينحاز للطرف الآخر.

*درجت العادة عند كل نزاع بين المكونات الاجتماعية يتم تشكيل لجان للتحقيق برأيك هل تكفي لجان التحقيق وحدها؟
تم تشكيل عدة لجان ولكننا لم نر يوماً واحداً بأن هنالك نتيجة تم الكشف من خلالها على هوية المجرمين، وحتى نتيجة أحداث القيادة العامة لم يتم الكشف عنها ولجان التحقيق تهدف للتستر على المجرمين فقط ولايوجد شخص واحد تم تقديمه لمحاكمة، وشكلت مئات اللجان لكن لم نر شيئاً وهو ما يجعل المواطن فاقداً الثقة في الأجهزة العدلية.

*ما الذي يمكن ان يحدث حال لم تتدخل الحكومة وتسرع بالقيام بمعالجات عاجلة؟
يمكن ان ينتقل الصراع إلى المناطق الأخرى مما يهدد أمن وسلامة المواطنين ووقتها سيشكل خطراً على البلاد اما ان تكون أو لا تكون، ويجب على الانقلابيين ان ينصاعوا لرغبة الشعب من خلال التنحي عن السلطة، الأجهزة الأمنية هدفها القتل فقط سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وهنالك من يقتل من أجل السيطرة على الاراضي والحواكير، وأصبحنا لا نشعر بالأمن في الاقليم.

*ماهي مطالبكم في المنسقية العامة للنازحين واللاجئين؟
نطالب مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي ودول الترويكا باتخاذ قرارات جادة من أجل حماية النازحين واللاجئين والمدنين العزل في دارفور، وارسال قوة أمنية فوراً تحت الفصل السابع لأن الحكومة الانقلابية ليس لديها الجدية في حماية المواطنين، كما نطالب المحكمة الجنائية الدولية بمتابعة الوضع الانساني لا سيما بعد سحب قوات اليوناميد.
حوار: عثمان الطاهر

الخرطوم: (صحيفة الجريدة)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



تعليق واحد

  1. هل الحكومة أمرتكم بقتل الرعاة وقتل الوسطاء؟ أم أمرتكم الأحزاب والحركات بالقتل وصناعة رد فعل الرعاة لإحراج الحكومة؟ سكان كرينك هم المعتدين وعليك قول الحق.

زر الذهاب إلى الأعلى