آراء

محجوب مدني محجوب يكتب: من الذي يزور المرضى؟

قطعا المريض لا يزور المرضى، فالمريض هو من ينتظر أن يزار، وهو من ينتظر أن يخفف عنه، وهو في حوجة ماسة للعون، فمن كان يشعر بالمرض، ومن كان في حوجة للعون لا يفكر في المرضى بقدر ما يفكر في نفسه.
هذه هي أزمتنا الحقيقية التي لخصها الرئيس المخلوع في زيارته مؤخرا للمرضى خلال الفيديو المنتشر له، فهو قد دلل بأنه لا يشعر بأي مرض سواء جسديا أو أخلاقيا تجاه هذا الشعب.
هذا الشعب الذي نهض من أقصاه إلى أقصاه مطالبا برحيله، ولم يهدأ له بال إلا بعد أن أسقطه.
ليظهر هو مستشفيا المرضى ومخففا آلامهم؛ ليقول لنا أنه في قمة المعافاة والصحة، فمن يمنح الاطمئنان فهو مطمئن، ومن يمنح الأمان فهو مستأمن.
فهو إما واحد من اثنين إما أن يكون هذا الشعب هو المريض أو أن يكون المخلوع هو المريض.
وبعد مرور ثلاث سنوات من سقوط نظام المخلوع اكتشف بأننا نحن المريضين الذين قمنا بإقصائه وهو الذي يتمتع بكامل الصحة والعافية بدليل مروره على المرضى الآن مستشفيا ومطمئنا باشا فرحا ينشر الأمل والحياة.
هل هذا السلوك يوحي بأدنى شعور بالذنب؟
هل هذا الشعور يوحي بأدنى شعور بالإجرام في حق هذا الشعب؟
هذا الشعب الذي فقد شبابه وانتهكت حرمة حرائره، وعذب من عذب من أبنائه كل هذا حدث والشعب يحس بالنصر والفرح، ولم يقلل كل هذه التضخيات.
ولم يستغل أبناءه الذين بذلوا أرواحهم رخيصة من أجل التخلص من نظام هذا المخلوع.
كل هذا ويظهر لنا المخلوع زائرا للمرضى ولسان حاله يقول أنتم المرضى، ولست أنا.
أنتم من تحتاجون للمواساة ولست أنا.
أنا بكامل صحتي وعافيتي وبكامل قواي العقلية، وكل ما فعلتموه من أجل أن تتخلصوا مني لا يدل سوى على مرضكم أنتم.
فالمريض هو من يكون طريح الفراش.
والمتعافي والصحيح هو من يزور المرضى.
أرأيتم عظم الأزمة التي نمر بها إزاء حكامنا؟
كل ما بذلناه من تضحيات من أجل أن نتخلص منهم لا يساورهم شك بأنهم هم الأصحاء ونحن المرضى.
لا يساورهم شك في أننا في حوجة لزيارتهم والتخفيف عنا وطلب الاستشفاء لنا.
متى يدرك هؤلاء المخلوعين بأنهم هم المرضى، وهم من يحتاجون إلى شفاء.
بل هم المرضى ومرضهم لا شفاء منه.
إن زيارة المخلوع مستشفيا للمرضى بعد كل ما حدث للبلد بسبب نظامه يدل وبما لا يدع مجالا للشك أن هؤلاء الحكام في واد، والشعب في واد آخر بل هم في كوكب والشعب في كوكب آخر.
تزور المرضى أيها المخلوع؟
هل يوجد في هذا البلد من يعاني من مرض أكثر منك؟
أدخلت البلد في أزمة إلى الآن لم تستطع أن تخرج منها؟
مهدت لتقسيم السودان بان فصلت جزأه الجنوبي ولم يحرك لك ذلك رمش؟
أثبت للعلمانيين ولعبدة الأفكار البشرية بأنهم هم أحق بالحكم من الدين، وذلك بسبب دغمستك وإساءتك للدين.
كل ذلك وتظهر علينا مستشفيا المرضى.
لا مريض سواك أيها المخلوع.
ومرضك مركب يجمع بين الجسدي والذهني، فمن يفعل بشعبه ما فعلت أقل ما يفعله هو أن يطلب منهم أن يشفيه الله ويعافيه.
تحتاجون أيها السودانيون لصعقة كهربائية لهؤلاء الساسة أقوى من الثورة.
فهذه الثورة رغم تضحياتها فهاهم قد خرجوا علينا يزورون المرضى من أجل إيصال رسالة لنا في غاية الوضوح وهي أننا نحن المرضى وليسوا هم.
الثورة لم تغير فيهم شيئا.
ابحثوا عن ثورة أضعاف ثورة ١٩ ديسمبر حتى يستفيق هذا المخلوع ويعرف من هو المريض؟ ومن هو الذي يستحق الزيارة؟

 

 

 

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى