الفاتح جبرا

الفاتح جبرا يكتب: خطبة الجمعة

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد :
عباد الله:
يحصل بين المسلم وأخيه المسلم خصام في بعض الأحيان وهذه الخصامات قد تخرج ما في قلب كل شخص منا عند الغضب وعند فقد الشعور، فعند العصبية يخرج ما في القلب الحقيقي ، فنرى أناس يسبحون الله ، ونرى أناس يستغفرون ، ونرى أناسا يسبون ويشتمون بعضهم البعض، فكل بحسب إيمانه وأخلاقه وكل هذا يهون عند أناس إذا غضبوا وسخطوا نطقوا بالكفر إذ نرى أناسا يصلون مع المصلين ويذهبون مع المسلمين ، فإذا ما غضبوا وتسببت اشكالات عليهم ومشاكل مع الخلق ، بدؤوا يسبون الخالق أو رسوله أو دينه ، وبدأوا يكفرون بالله سبحانه وتعالى عما يقولون علواً كبيرا..
عباد الله :
إن من أكثر أنواع الشتم شناعة وأعظمها جرماً وأبشعها لفظاً ، هو ذكِر لفظ الجلالة والذات الإلهية والدين الحنيف بسوء , ذلك الكفر العظيم الذي ينطق به البعض في أوقات غضبهم أو خصومتهم إذ يطُلقون ألسنتهم البذيئة ولا يلقون لها بالا ويحسبونه هينآ وهو عند الله عظيم .
عباد الله:
إن سب دين الله جل علاه كفر بواح مخرج من الملة ، ولا مكان فيه للاعتذار ولا مسوّغ للمبررات (قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ) ، ولقد حكم الله في القرآن على الذين يسبون الذات الإلهية ويستهزؤون برسول صلى الله عليه وسلم وبالدين الذي أنزل عليه حكم الله عليهم بالطرد من رحمته وتوعدهم بعذاب أليم قال الله : {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا (57) } { أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ (97) أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98) أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللَّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (99) }
عباد الله :
كيفَ يُصدق عاقل أنّ بينَ المسلمينَ اليومَ مجرم غافل يسَبُّ اللَه الذي خَلَقَه فسَوّاه فعَدَلَهَ ، تعالى الله عمّا يفعلون . تعالى الله عمّا يفعلون . و الله إنهّا لوقاحة ما بعدها وقاحة. ووالله إنهّا لجريمة ما فوقَها جريمة.
كيفَ يجرؤ عبد أن يسَبَّ دين اللهَ العظَيمَ الذي أوجده من العدم، والذي أحاطه بالنعّم ، والذي علمَّه ما لم يكن يعلم، كيفَ يسَتسيغ عبد أن يسَبَّ دين الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد ؟ كيف لمَخلوق يسَبُّ دين الله الذي خلقَه؟ أيُّ جريمة نكَراءَ يجَنيها المرءعلى نفسه وأيُّ وَضاعة وَدنَاءة ولؤم يحَمله على ذلك ؟ “وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم“
أيها المسلمون :
لقد أجمع علماء مسلمين على كفر الساب لله تعالى أو لدين الله أو الساب للنبي صل الله عليه وسلم وأن من فعل ذلك من المسلمين كان مرتداً عن الإسلام ويخرج من ربقة الدين وربقة الإسلام ، ولقد اختلف العلماء في قبول توبته من أول مرة ومنهم من قال : تقبل توبته عند القاضي أول مرة فإن كررها قتل فيجب على القضاة في المحاكم الأخذ بقوة على من سب دين الله جل جلاله ، وزيادة حكم التعزير وعدم الاكتفاء بيوم أو يومين فهم وكلاء عن الله في أخذ حقه ممن أساء إلى دينه .
اللهم ببركة هذا الشهر الكريم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا, وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا, وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا, واجعل الحياة زيادة لنا من كل خير, والموت راحة لنا من كل شر. اللهم أحي قلوبنا بالخوف والذكر والإيمان. اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا, وآمنا في أوطاننا ودورنا واشف اللهم مرضانا, وارحم موتانا, وبلغنا مما يرضيك آمالنا, واختم بالباقيات الصالحات أعمالنا, وأبرم لهذه الأمة أمر رشد يؤمر فيه بالمعروف, وينهى فيه عن المنكر, ويُعز فيه أهل طاعتك, ويذل فيه أهل معصيتك. اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين الصالحين.

 

 

 

 

 

 

صحيفة الجريدة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى