تحقيقات وتقارير

آخرها تشاد.. 6 محطات خارجية لـ(البرهان) في شهر

سفير: الزيارات الخارجية للبحث عن شرعية لا تتوفر في الداخل

أكد متحدثون لمصادر مطلعة أن زيارات رئيس مجلس السيادة الجنرال عبدالفتاح البرهان الخارجية جاءت بهدف البحث عن دعم سياسي واقتصادي بالإضافة إلى شرعية لا تتوفر ظروفها في الداخل، وقطعوا بأن الأزمة السياسية وانسداد الأفق في السودان لن يحل عبر لقاءات رؤساء دول وطالبوا رئيس مجلس السيادة ببذل كل الجهود للتقارب بين الفئات والأطراف المتصارعة، وأن لا يكون طرفاً فيها بغرض الوصول إلى توافق، وفي وقتٍ زار البرهان تشاد وكانت سادس محطة خارجية له عقب زيارة مصر والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، إضافة إلى جنوب السودان وأوغندا خلال شهر، قالت واشنطن بوست إن زيارة رئيس مجلس السيادة الانتقالي إلى القاهرة تزامنت مع مبعوث الأمم المتحدة للسودان فولكر بيرث، وتأتي الزيارات في ظل أزمة مركبة تمر بها البلاد، وسط جهود اقليمية ودولية لتفكيكها منذ الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي.

 

توجه غير صحيح
ويقول رئيس رابطة السفراء المعاشيين السفير عبدالوهاب الصاوي أن التوجه في العمل الخارجي إلى الدبلوماسية الرئاسية وانشغال رئيس وأعضاء مجلس السيادة الانتقالي بالزيارات الخارجية توجه غير صحيح سيما وأن مجلس السيادة بطبيعة غير إدارية أو تنفيذية وأسباب تكوينه إنه مؤسسة شرفية ذات مهام قومية محددة، وإن الجولات الخارجية المكثفة تأكيد من المجلس لسلطاته التي اكتسبها بحكم قانون الطوارئ وصلاحياته الاستثنائية بعد قرارات 25 أكتوبر.
وطبقاً للصاوي أن الزيارات ليست لتطوير علاقات ثنائية ودفعها إلى آفاق أوسع، كما يتردد في التصريحات والبيانات الرسمية والمشتركة إنما للبحث عن شرعية لا تتوفر ظروفها في الداخل.
وأكد أهمية الدعم سياسي من مصر والإمارات والسعودية وقال فيه خير كثير للوضع الحالي، وتابع تكريس وجود البرهان في السلطة داخلياً باعتبار الأمر الواقع من جهة والاستفادة من ضعف الحكم في التوازنات الداخلية وتمرير ما يريده الطرف الآخر المستقر داخلياً في بلاده.

 

العلاقات الخارجية
وأشار عبدالوهاب إلى أهمية العلاقات السودانية المصرية وكافة دول الجوار للمصالح المشتركة مع ضرورة تبادلها بمعادلة كاسب كاسب وفق حديثه. فضلاً عن ضرورة تنسيق المواقف الفنية والقانونية والسياسية لسد النهضة وفق القانون الدولي لمجاري الأنهار ومصالح دول المنبع والمصب، وأضاف: مهما اختلفت أنظمة الحكم في أي من البلدين فإن الواجب والمصلحة في التشاور المستمر والتنسيق مواقف الدولتين على المستويين الثنائي والإقليمي ومعالجة القضايا الخلافية بالحوار دون توترات تعيق التوصل لحلول توافقية، وفي السياق أوضح السفير أهمية العلاقات السودانية السعودية والإماراتية في مجال الاستثمارات المشتركة وتبادل المنافع خاصة في مجالات الزراعة والثروة الحيوانية وأمن البحر الأحمر، وأردف يجب أن يتم ذلك دون تأثير مواقف السودان في علاقاته الخارجية خاصة مع إسرائيل ودول الخليج عامة، ويرى الصاوي أن أهمية جنوب  السودان تأتي في الحاجة لتحقيق السلام في الجنوب وقال إنه غير مؤهل لتحقيق السلام والتصالح والتوافق بين أطراف الأزمة السودانية المتصارعة والمتشرذمة.
وطالب مجلس السيادة ببذل كل الجهود للتقارب بين الفئات والأطراف المتصارعة والمختلفة في قضايا البلاد وأن لا يكون طرفاً فيها وأرجع ذلك لدعوة مقومات المجلس الدستورية والأخلاقية إلى موقف الحياد، بغرض الوصول للتوافق وحلول تضمن الانتقال بصورة أقرب للسلاسة دون تحيز لأي طرف مهما كان سياسياً أو عسكرياً أو أمنياً أو من أي جهة أو قبيلة وأضاف: “السودان أولاً قبل الخارج”.

هروب من الواقع
وبحسب أستاذة العلاقات الدولية بمركز الدراسات الدبلوماسية جامعة الخرطوم تماضر الطيب أن لقاءات رؤساء الدول تتم في الظروف الصعبة وفي حال الوصول لطريق مسدود وأضافت أن زيارات رئيس السلطة الحاكمة في السودان لبعض دول الجوار الإقليمي هروب من الواقع وليست لها داعٍ لجهة أن الزيارات الرسمية تتم في ظل أوضاع معينة لها علاقة بالوضع الاستراتيجي والسياسي أو علاقة شراكات ضخمة في النواحي الاقتصادية وتتم عبر الوزارات المعنية، علاوة على أن أزمة سد النهضة لها لجان فنية مشتركة تتباحث في شأنه منذ إعلان المبادئ 2015.
وقالت أستاذة العلاقات الدولية في إفادة إن المكون العسكري في البلاد منذ الانقلاب لم يقم بأي خطوة تصحيحية مثل ما يدعي وأن الأزمة السياسية وانسداد الأفق في السودان لن يحل عبر لقاءات الرؤساء وليس بحاجة لزيارت دول إقليمية وأضافت: حتى الوساطة الأممية والأفريقية تم رفضها من الشارع الذي رفع شعار اللاءات الثلاث، وأشارت إلى أن الزيارات تأتي في سياق بحث التعاون الأمني والصناعة العسكرية، بينما سياسياً واقتصادياً بعض الدول التي تمت زيارتها لا تملك ما تقدمه للأزمة السودانية، وأرجعت ذلك للحكومات الدكتاتورية التي تحكمها.

دعم إقليمي
وفي الاتجاه ذاته ترى المتحدث باسم الحرية والتغيير سلمى نور أن زيارة البرهان لبعض دول الجوار الإقليمي، بغرض البحث عن دعم إقليمي للانقلاب بعد أن فقد الدعم الدولي، ونوهت إلى أن الزيارات جاءت عقب ظهور بوادر بوقف الدعم من بعض الحلفاء مستشهدة بموقف المملكة العربية السعودية ومصر، ووفقاً لنور في حديثها لـ(ليوم التالي) أن الزيارات تؤكد غياب رغبة السلطة الانقلابية الوصول إلى حلول سياسية لخروج البلاد من الأزمة التي يمر بها.

مرحلة حرجة
وفي السياق ذاته يقول المحلل السياسي الفاتح محجوب إن زيارات رئيس السلطة الحاكمة الفريق أول عبد الفتاح البرهان الخارجية محاولة لجلب مساعدات مالية ودعم سياسي لحكومته ولجهودها في بناء تسوية سياسية مع المكون المدني، سيما وأنه يعرف صعوبة الحفاظ على استقرار اقتصاد البلاد دون مساعدات ودعم مالي خارجي لأنه اقتصاد هش وما زال بعيداً عن القدرة على تمويل نفسه بنفسه كما يصعب عليه الحفاظ على ثبات سعر صرف الجنيه السوداني.
وطبقاً لمحجوب أن البرهان يحتاج بشدة لدعم دول الخليج ومصر في مواجهة تنمر بعض أعضاء الكونغرس الأمريكي المنادين بفرض عقوبات على العسكرين، وأضاف أن الدعم السياسي مهم جداً في هذه المرحلة الحرجة التي يزداد فيها الوضع السياسي والأمني صعوبة، وأرجع ذلك لتمترس أطراف الأزمة السياسية السودانية خلف مواقف رافضة للتنازل للآخر، وقال: لن يتم الوصول لتسوية سياسية إلا في حالة وجود رغبة حقيقية وتقديم تنازلات من كل طرف لجهة أن التسوية في معناها الحقيقي هي عدم حصول أي طرف على كل ما يرغب فيه، وأكد المحلل السياسي نجاح زيارات الفريق أول عبدالفتاح البرهان في تحقيق انفراج اقتصادي وأردف: ذلك واضح في تحسن سعر الصرف للجنيه السوداني وأن الأثر السياسي سيتضح قريباً في ضوء كثرة الحديث عن تسوية سياسية قادمة يجري طبخها بهدوء خارج وداخل السودان.

حلول خارجية
فيما قال القيادي بالحرية والتغيير والمتحدث باسم حزب البعث العربي الاشتراكي عادل خلف الله إن الجولات التي قام بها البرهان تأتي في إطار المحيط الذي رهن عليه الانقلابوين في أن يشكل لهم عوناً، وبعد 5 شهور يدور الانقلاب في فلك واحد، ما يؤكد عزلته الخارجية والداخلية في ظل التصاعد المستمر للحراك السلمي الأمر الذي دفع البرهان إلى الزيارات للبحث عن حلول خارجية.
وأكد خلف الله في تصريح أن الحل في الداخل وبإرادة الشعب السوداني وعبر إسقاط الانقلاب بالإضراب والعصيان المدني مع عجز الانقلابيين عن تحقق الدعاوى التي وضعوها مبررات للانقلاب على الصعيد السياسي والأمني والاقتصادي.

موقف جديد
واعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين مصعب محمد على زيارات رئيس السلطة الحاكمة المتكررة لعدد من العواصم تأتي في إطار تكوين موقف جديد ولأجل مزيد من التنسيق مع دول إقليمية مهمة، بغرض الحصول على دعم سياسي، واختراق  للأزمة السياسية بالبلاد ووصول الأطراف لحل، فضلاً عن أن بعض الزيارات ذات طابع أمني، وتوقع مصعب في حديثه الوصول إلى توافق سياسي خلال الأيام القادمة، أو تغييراً في المشهد السياسي للبلاد.

 

محطات خارجية
وقد كان خلال شهر مارس المنصرم، زار البرهان تشاد وكانت سادس محطة خارجية له عقب زيارة مصر والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، إضافة إلى جنوب السودان وأوغندا، وتطرقت مباحثات البرهان مع قادة الدول إلى الأوضاع السياسية والاضطرابات الحادة التي يعيشها السودان، مؤكداً أن الحوار يعد سبيلاً للدولة لتجاوز الأزمة الراهنة.

 

جمود سياسي
وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إن زيارة رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان إلى مصر تتزامن وزيارة مبعوث الأمم المتحدة للسودان فولكر بيرتيس إلى القاهرة، وأضافت أن الاجتماع الذي جمع بين البرهان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة، جاء في وقت يشهد فيه السودان جموداً سياسياً منذ أحداث الخامس والعشرين من أكتوبر وسط جهود إقليمية ودولية لدفع التوافق السياسي في السودان.

تعزيز علاقات
وبحسب بيان مصري سوداني مشترك أكد الجانبان أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية وزيادة التبادل التجاري بما يرقى إلى مستوى الزخم القائم في العلاقات، فضلاً عن تعظيم جهود تحقيق التكامل الزراعي والربط السككي والكهربائي، إلى جانب تعميق التعاون المشترك على الصعيدين الأمني والعسكري.
وجاء ملف سد النهضة كقضية أساسية على مائدة المباحثات بين السيسي والبرهان، إذ جرى التوافق بشأن استمرار التشاور المكثف والتنسيق المتبادل في هذا السياق خلال الفترة المقبلة، مع التأكيد على الأهمية القصوى لقضية المياه بالنسبة للشعبين المصري والسوداني باعتبارها مسألة أمن قومي، وتمسك البلدين بالتوصل إلى اتفاق قانوني عادل ومنصف وملزم لعملية ملء وتشغيل السد، بما يحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف.

 

تقرير – محجوب عيسى

الخرطوم: (صحيفة اليوم التالي)

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى