اقتصادتحقيقات وتقارير

حميدتي في موسكو.. طموح المكسب الاقتصادي ومخاوف خطأ  التوقيت

توجه نائب رئيس مجلس السيادة  محمد حمدان دقلو إلى موسكو  في زيارة رسمية يرافقه فيها (5) من وزراء الحكومة، وتعد هذه الزيارة الثانية لمسؤول في الحكومة الانتقالية، وأفاد  بيان لمجلس السيادة  أن الزيارة تأتي لبحث سبل تطوير وتعزيز أوجه التعاون بين السودان وروسيا في مختلف المجالات.

والعام الماضي، أعلنت السلطات السودانية أنها ستدرس من جديد الاتفاق مع موسكو حول إنشاء قاعدة بحرية روسية في السودان والذي تم التوصل إليه في عهد الرئيس السابق عمر البشير، وآنذاك أكد مسؤول عسكري سوداني رفيع المستوى أن بلاده بصدد مراجعة الاتفاق مع روسيا لتضمنه بنوداً تعتبر “ضارة”، إلا أن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان أكد في نوفمبر أن الاتفاق لم يتم إلغاؤه. يسمح الاتفاق للبحرية الروسية بالاحتفاظ بما يصل إلى أربع سفن في وقت واحد في القاعدة، بما في ذلك السفن التي تعمل بالطاقة النووية ويمكن للقاعدة أن تستقبل 300 من العسكريين والمدنيين كحدّ أقصى. واعتمد السودان لسنوات طويلة عسكرياً على روسيا، وخاصة خلال العقود التي شهدت العقوبات الأميركية.

 

صراع روسي أمريكي

ويرى الخبير الاقتصادي محمد الناير، من الأفضل للسودان أن يتعامل مع الجميع، ولا يركز على معسكر دون الآخر، وقال: هذا الأمر ينطبق على المستويين الإقليمي الدولي، لجهة أن أمريكا والغرب لم يحصد السودان منهما شيئاً حتى هذه اللحظة، بل تدفع أكثر من 350 مليون دولار للحكومة الأمريكية كتعويضات في جرائم لم يرتكبها الشعب السوداني، بالتالي لم يجنِ غير الوعود وبعض الالتزامات من صندوق النقد الدولي. وأشار الناير إلى أن الزيارة ذات طابع اقتصادي من الدرجة الأولى، بالتالي ستحظى بترحيب واسع من الجانب الروسي، خاصة وأن هنالك صراعاً روسياً أمريكياً محموماً على موارد القارة الأفريقية، وفي نفس الوقت أن السودان يعتبر بوابة الدخول لأفريقيا، بالتالي ستكسب أهمية كبيرة من خلال وفود وزراء القطاع الاقتصادي.

حجم التبادل التجاري

وكانت وزيرة الخارجية السابقة مريم الصادق المهدي، قد اتفقت  مع نظيرها الروسي سيرجي لافروف، على تفعيل آليات العمل الثنائية المتمثلة في اللجنة الوزارية السودانية الروسية للتعاون الاقتصادي والتجاري، ولجنة التشاور السياسي، وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن حجم التبادل التجاري بين السودان وروسيا في حدود النصف مليار دولار فقط.

ملتقى الأجندة الخارجية

من جابنه قلل عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، كمال كرار، من زيارة حميدتي إلى روسيا، لجهة أن أهدافها غير واضحة المعالم، وهنالك تعتيم على الحقيقة من المكون العسكري، وعدم شفافية في زيارة الوفود الأجنبية التي تأتي للسودان والمسؤولين السودانيين الذين يغادرون إلى تلك الدول، وكان يجب الإعلان عن أهداف هذه الزيارة، مشيراً إلى أن البلاد أصبحت ملتقى للأجندة الخارجية بمعنى مافي حكومة، بالتالي مافي جهة مسؤولة مفوضة من الشعب تعمل على توقيع اتفاقيات، أو مناقشة أي ملفات سياسية أو اقتصادية من مع أية جهة نيابة عن الشعب السوداني.

 

محصلة صفرية

واعتبر  كرار في تصريح توقيت الزيارة غير مناسب، لاسيما مع نشوب الصراع الروسي الأوكراني الأمريكي، لأن  حميدتي والوفد المرافق له سافروا  بناءً على طلب من الحكومة الروسية، بالتالي الوفود  غير مفوضة للحديث نيابة عن الشعب السوداني، مبدياً مخاوفه من أن تكون الزيارة دعماً للحكومة  الروسية ضد أوكرانيا، والخطير في الأمر إذا صدر بيان مشترك من الجانبين أكد دعمه للروسية ضد أوكرانيا، ونفس الوقت السودان ليس لديه  ناقة أو جمل في الصراع الدائر حالياً بين الطرفين  واعتبر ما يجري من من وصفهم “بمغتصبين السلطة. بأنه تخبط وعدم دراية بما يجري من متغيرات في العالم، وقال في النهاية ستكون محصلة الزيارة صفراً على الشمال.

 

بدائل للدعم الخارجي

بالمقابل يرى عضو المجلس الاستشاري للجمعية السودانية لحماية المستهلك حسين القوني، في حديثه أن اتجاه السلطة الحالية إلى روسيا،هو البحث عن بدائل للدعم الخارجي، بعد فشل ما يسمون بمجموعة أصدقاء السودان في الإيفاء بما وعدت به خلال المؤتمرات التي عقدت في عدد من الدول الغربية، لكنها للأسف الشديد لم تحقق ما وعدت به وأصبحت مجرد وعود فقط، بالتالي يرى النظام الحالي أن توطيد العلاقات مع روسيا ستحقق له الكثير من المكاسب الاقتصادية، بعد توقف دعم المانحين.

 

تقرير ـ أحمد قسم السيد

الخرطوم: (صحيفة الحراك السياسي)

 

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى