اقتصادتحقيقات وتقارير

اعتبروا تصدير المنتجات الخام فضيحة.. برطم وجبريل واتهامات بتعويق حركة الصادر

منذ العهد البائد ظلت المنتجات السودانية سواء كانت زراعية أو حيوانية تصدر إلى أسواق الجوار الإقليمي في شكل منتجات خام ليعاد تصديرها من هناك دون أن تستفيد منها البلاد، وهو الأمر الذي استمر حتى بعد سقوط النظام وإلى يومنا هذا، فالكل يتحدث عن الإخفاقات التي تحدث ولكن لا يجد أحد العلاج.. أمس أخذ بنك السودان المركزي زمام المبادرة وأقام ورشة عمل تهدف لتطوير وترقية الصادرات الزراعية وصادرات الثروة الحيوانية.. خلال الورشة خرج هواء ساخن جعل الأجواء ملتهبة رغم برودة أجهزة التكييف المركزي في قاعة مامون بحيري في مبنى بنك السودان، فقد تحدث في الورشة عضو مجلس السيادة أبو القاسم محمد برطم الذي انتقد تضارب السياسات النقدية من قبل البنك المركزي وقال إنها تتغير بصورة شهرية، كما تحدث وزير المالية والتخطيط الاقتصادي د. جبريل إبراهيم والذي قدم نقداً ذاتياً مبيناً أن وزارتي المالية والتجارة والبنك المركزي وهيئة الجمارك، يعتبران أكبر عائق لحركة الصادرات ووجه الوزير بإزالة جميع المعوقات فوراً.

 

تضارب السياسات

انتقد  عضو مجلس السيادة، أبوالقاسم برطم تضارب السياسات النقدية من قبل البنك المركزي وقال إنها تتغير بصورة شهرية، وقال إن أغلب الدوائر الاقتصادية شغالة في جزر معزولة، وطالب بثبات السياسة النقدية للبنك المركزي لنتجاوز الأزمة الحالية. كما انتقد وزارة التجارة لعدم وجود ضوابط لإحكام عمليات الصادر مما ساعد على التهريب، وشدد على ضرورة وضع ضوابط صارمة لمعالجة كثير من الإشكالات التي خلقت تنافساً غير شريف في الأسواق الخارجية، وقال إن التجار السودانيين لا يلتزمون بتوحيد السعر مما يضر بالصادرات السودانية.

 

إجراءات مشددة

ووجه برطم بفرض إجراءات مشددة، فيما يتعلق بتسجيل شركات الصادر، وقال أسهل بلد في العالم ممكن تعمل فيه شركة للصادر هي السودان، مما اعتبرها مشكلة حقيقية، كما دعا لوضع كنترول على التجار السودانيين بالداخل والخارج، بغرض المحافظة على سعر المنتج السوداني ومحاسبة التجار الذين يعملون على المنافسة غير الشريفة، منتقداً  الوجود الأجنبي، وطالب بفرض رسوم إقامة بالعملات الصعبة على الأجانب الذين يقيمون بالبلاد. وقال حالياً يوجد حوالي ٨ ملايين أجنبي، وفي حال فرض رسوم إقامة ستحقق دخلاً في حدود 2500 مليار دولار وتساهم في زيادة دخل كبير للخزينة العامة. وأرجع الأزمة السودانية إلى تمسك الحكومة بعقلية المتسلطة أي عقلية السلطة مع المنتج والمصدر والطرف الآخر وهو المستورد في رسم السياسات، مما اعتبره وراء عدم استقرار السياسة الاقتصادية في البلاد.

اعترافات جبريل

من جابنه سجل وزير المالية والتخطيط الاقتصادي، جبريل إبراهيم، اعترافات خطيرة، وقال إن وزارتي المالية والتجارة والبنك المركزي وهيئة الجمارك، أكبر عائق لحركة الصادرات، ووجه الوزير بإزالة جميع المعوقات فوراً، لتسريع إيقاع حركة الصادر، كما وجه البنك المركزي والتجارة بضرورة إشراك القطاع الخاص، في رسم السياسات الاقتصادية للدولة، لجهة أنهم المعنيون بتنفيذها، إضافة إلى أنهم ينظرون للأشياء من زاوية قال إنهم في الوزارة لاينظرون لها، وشدد على ضرورة توسيع دائرة التشاور والاستماع للآخر، قبل أن نقرر في الأمور ونكتشف لاحقاً بأن ضررها أكبر من منافعها، لذلك لابد من السماع لصوت جميع القطاعات الاقتصادية عند وضع السياسات، لبناء سياسات مستقرة التي تثمر وتقود البلاد إلى الأمام، وأضاف واحد من الأشياء المعيبة يضعون سياسة اليوم ويقومون بكرة بإلغائها، بالتالي يجدون أنفسهم مطرين إلى تعديلها، واصفاً ذلك بالأمر غير “المقبول” وأقر بأنهم مقصرون وقال يجب كلنا أن نستشعر الحكاية دي وأي شخص يشعر بأنه المسؤول ما يحدث من تقصير.

فضيحة

وعاب جبريل على أنفسهم من عدم تمكنهم من تصدير المنتجات السودانية للأسواق الخارجية، وقال إن صادراتنا التي تنتج من غير جهد لا نستطيع تصديره للأسواق للخارجية، معزياً ذلك  للتحديات التي تواجه الصادرات السودانية خاصة ضعف البنى التحتية والمعابر. ودعا الجمارك لاستخدام الطرق الحديثة في الكشف على الصادرات وعدم إتلافها بفتح الحاويات، وأقر بوجود  إشكالية كبيرة في ”السمسرة” وأردف مثلاً يصدر 100 طن سمسم ويباع في الأسواق الخارجية بسمسرة تصل إلى سعر مليون طن، مشدداً على ضرورة تنظيم الصادر، واعتبر تصدير المنتجات السودانية في شكل خام فضيحة، وأكد عدم وجود سبب لتصديرها خاماً، مشيراً إلى أن تغيير شكل الميزان التجاري يتطلب بذل جهد لإضافة قيمة مضافة على الصادرات.

خلل في إدارة الدولة

أقر الوزير بوجود خلل في إدارة الدولة، وقال إن السودان يمتلك مقومات وإمكانيات تؤهله لأن يكون في الريادة. واعترف بتقصير المسؤولين في تأمين الأمن الغذائي وشدد جبريل على ضرورة زيادة الإنتاج والإنتاجية أفقياً ورأسياً، وقال إن الأمر يتطلب حزمة من التقنيات الحديثة، وعاب على المشاريع الزراعية بأن إنتاج فدان القمح بمشروع الجزيرة (7) جوالات، في وقت تنتج فيه ذات المساحة بدول مجاورة 45 جوالاً، وقال: المؤسف أرضنا أفضل من أرضهم واستصلاح الأراضي عندنا يكلف 3 آلاف دولار وعندهم يكلف 15 ألف ف دولار، وتابع: نحن أرضنا مستصلحة بطبيعتها  ولاتحتاج إلى إصلاح، وقال: “العيب فينا وليس في الأرض .. محتاجين نراجع أنفسنا ونرتفع إلى مستوى التحدي لأن النعمة سنحاسب عليها”، ولكن الأهم إن الله وضع بين أيدينا جميع كل هذا الخير ومازلنا نتشكي من الجوع والفجوة الغذائية .وكشف جبريل عن تزايد مخيف في أعداد الأطفال المصابين بالتقزم، وقال: “هذا أمر غير مقبول في إمكانيات السودان، لازم نغير طريقة التفكير. وشخص الأزمة السودانية، وقال: “ربنا حبانا بخيرات ما لها أول ولا آخر، وأضاف: ما بقي لنا إلا أن تأتينا مائدة من السماء أو تمطر علينا ذهباً، ومع ذلك نشتكي من شظف العيش ويقتلنا الظمأ والماء فوق ظهورنا محمول.

 

الخرطوم – أحمد قسم السيد

الخرطوم: (صحيفة اليوم التالي)

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى