الفاتح جبرا

الفاتح جبرا يكتب: 
الانتحار !

الناظر للمشهد السياسي منذ سقوط النظام البائد لابد له أن يشفق كثيراً على الفلول من تجار الدين (جلاوزة الأمس) الذين حكموا ثلاثين عاما (منفردين) حتى إذا جاءت الواقعة صعب عليهم الجلوس في مقاعد الشعب ومفارقة الدعة والترطيب والسلطة والهيلمانة و(اللغف) محاولين ترتيب صفوفهم من جديد وهم لا يعلمون بأن التأريخ لا ولن يعيد نفسه وأنه ينطبق عليهم قول تلك الأغنية للفنان العملاق (وردي) :
– فرصة وضيعتيها تاني وين تلقيها !
حقا لقد أضاع القوم (الفرصة) لإنزال مشروعهم (المزعوم) إلى أرض الواقع بعد أن تسنموا السلطة لثلاث عقود بعد (زوغانات) ومراوغات أقسموا فيها (كذباً) على أن انقلابهم المشؤوم في يونيو 1989 هو ليس إلا إنقلاب ضباط أحرار و(لا حقهم لا حاجة) ثم ما لبثوا أن رموا بتلك الأقنعة وكشروا عن أنيابهم ورموا بكل من ليس معهم في السجون والمعتقلات وبيوت الأشباح ومن سلم منهم كان مصيره الفصل من الخدمة (وقطع الرزق) … ونسوا الله فأنساهم أنفسهم … و(حدس ما حدس) !
من الطبيعي جداً عند إنهيار الإنقاذ أن يطالب الشعب وكل القوى السياسية الحية بمحاسبة كل من ارتكب جرماً في عهدها يحاكم عليه القانون إذ أن مسألة النظر للكيزان بأنهم حرامية ولصوص إستباحوا هذه البلاد لأكثر من ربع قرن (الناس ما جابتا من بيتا) فهي إعترافات مسجلة (صوت وصورة) لقيادات جماعتهم بثتها قناة العربية ولكن للأسف الشديد بدلاً عن أن يخضع (الكيزان) أنفسهم لنقد تجربتهم وتعرية كل من كان سبباً في إنهيار مشروعهم ومحاسبته (تنظيمياً) والتبرؤ منه على الملأ والمطالبة بمحاسبته قانونيا (يبدو أنو شافوها شينة) فأخذوا يدافعون عمن كانوا سبباً في ذهاب حكمهم (من إخوانهم) وعن التجربة ككل وذلك باتهام بقية المكونات السياسية بالعلمانية والإلحاد ويلقون في روع البسطاء والسذج من المواطنين أن القضية قضية إسلام وعلمانية وبين الإلتزام والتقوى والفسوق والفجور متناسين أن فترة حكمهم قد شهدت كل ما يغضب الله سبحانه وتعالى من قتل للأنفس وزنا في نهار رمضان وإستباحة للمال العام و(الهروب به إلى تركيا) وإغراق البلاد بالمخدرات التي (تهبط) في المطارات الحربية (وكلو عندنا موثق) !
ومن عجب أنهم يعمدون إلى تشويه صورة (شباب الثورة) وتصويرهم بأنهم مجرد (عطالى) غارقون في المخدرات والمسكرات وأخذوا في تصوير ونشر مقاطع الفيديو (المفبركة) وآخرها مقطع فيديو مفبرك شاهده العبدلله بالأمس يقول بأنه تم القبض على أحد الثوار وهو يقوم بتوزيع مبالغ مالية على الثوار (قبضت معه) وكمامات ومعاها كمان (حبوب فياجرا) وهو تلفيق واضح قصد من قام بتأليفه إشانة سمعة (في غير مكانها) لكنه الكسب الرخيص والسلوك الذي لا يشبه الإسلام في شيء .
من الواضح أن (الكيزان) يقرأون من كتب بالية عفا عليها الزمن ويستخدمون (كل ما يمكنهم) من أسلحة (قذرة) في سبيل أن يقنعوا (الشعب الفضل) أن (حكمهم) قد كان في سبيل الله وأن كل من يشارك في فضحهم وتعريتهم إنما هو مارق مأجور ولا يتورعون في سبيل ذلك من إستخدام أي أسلحة كانت أو ارتكاب أي جرائم و (موبقات) مهما كانت تتعارض وجميع الأديان السماوية (وغير السماوية) وهم بذلك إنما يؤكدون بأن المسألة (ما هي لله) إنما مسألة (دنيا) و (سلطة) ومثنى وثلاث ورباع ؛ غير أن استخدامهم للدين كتجارة قد انكشف وبان وبأدلة لا يرقى إليها الشك أثر سكوتهم المطبق وصمتهم المريب حيال التطبيع مع العدو الصهيوني وبدلا من أن يخرجوا في مليونية من أجل رفض التطبيع مع العدو الصهيوني ومن أجل الأقصى فقد خرج القوم لتفويض البرهان (قائد التطبيع ذاااتوو) !
لن يحكم (الكيزان) البلاد من جديد ولن يستطيعوا إستباحتها مرة أخرى ولن يفيد تصنيفهم لكل من يشير إلى فسادهم بأنه شيوعي وملحد (وشنو ما عارف) فهذه بضاعة (منتهية الصلاحية) وكذبه (ما بتمشي على الناس تاني) فالشعب السوداني من أكثر الشعوب تديناً وحرصاً على إسلامه وقد تكفل الله سبحانه وتعالى بحفظ هذا الدين إذ قال جل وعلا في الآية التاسعة من سورة الحجرات (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)
لقد كان حري بالإسلاميين (الجد) التبرؤ من حقبة الإنقاذ علانية بل والمطالبة بتقديم رموز الفساد فيها إلى القانون بل أكثر من ذلك الوقوف مع هذه الثورة كتنظيم (نضيف) غير (ملوث) يسعي مع إخوانه في التنظيمات السياسية الأخرى إلى المساهمة في بناء هذا البلد أما ما قاموا به ويقومون به الآن من (قنص) للثوار وترويع للمواطنين فأقل ما يوصف به أنه (إنتحار) وعداوة تترسخ يوماً إثر يوم بينهم وبين هذا الشعب الذي لن ينسى ولن يغفر : يقول الله تعالى : (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) صدق الله العظيم .
كسرة :
الثورة مستمرة !
كسرات ثابتة :
• مضى على لجنة أديب 837 يوماً …. في إنتظار نتائج التحقيق !
• ح يحصل شنووو في قضية الشهيد الأستاذ أحمدالخير؟
• أخبار الخمسة مليون دولار التي قال البشير إنه سلمها لعبدالحي شنوووووو؟
• أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنووووووووووووو؟
• أخبار ملف هيثرو شنوووووووووووووووو؟ (لن تتوقف الكسرة حتى نراهم خلف القضبان).

 

 

 

 

صحيفة الجريدة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى