تحقيقات وتقارير

بعد انقطاع تام.. عودة التواصل بين شركاء الحكومة.. سيناريوهات الحل

بعد فشل وساطات سابقة كان يقودها مدنيون في مجلس السيادة في احتواء الأزمة بين المكونين والتي عطل بمجوبها عمل مجالس السيادة والأمن والدفاع والبرلمان المؤقت، لاحت في الأفق بوادر حل للأزمة السياسية بعد اجتماع ثلاثي بين رئيس الوزراء عبدالله حمدوك ورئيس مجلس السيادة ونائبه حميدتي لبحث الأزمة بين المكونين المدني والعسكري، وقد خلص لتفاهمات مهمة لتجاوز الأزمة الراهنة، لكنه لم يفصح عن طبيعة تلك التفاهمات حتى الآن.
وهنالك مشاورات مكثفة حالياً تجري لتسوية هذه الأزمة بين المكونين المدني والعسكري، وهذه ليست المرة الأولى التي يلتقي فيها رئيس الوزراء عبد الله حمدوك برئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وتناول الخلاف القائم بين المكونين المدني والعسكري. وكان حمدوك التقى البرهان مطلع الأسبوع الجاري للمرة الثانية بعد لقاء سابق في الأيام القليلة الماضية، ولم يرشح من اللقائين ما يشير إلى توصل الطرفين إلى حلول بشأن الخلاف بينهما.
حالة الاحتقان الشديد والملل في الشارع بسبب تفاقم الضائقة المعيشية في ظل استمرار تأزم الأوضاع بين شريكي الحكم والدعوات للخروج في مليونية (٢١) أكتوبر لإسقاط الحكومة، يطرح سؤالاً حول هل يتوصل حمدوك لحل الخلاف الماثل بينهم والمكون العسكري؟ حول التغيرات التي يمكن أن تفضي إليها أكتوبر في المعادلة السياسية؟ وهل تنتظر الأوضاع (٢١) أكتوبر؟.

قضايا الانتقال
ونذكر أن المكون العسكري قد رهن في وقت سابق احتواء الأزمة مع المدنيين بإبعاد محمد الفكي سليمان كما اشترط اعتذار سليمان عن عباراته في حق العسكريين، كأحد شروط قبول الوساطة بينهم وبين المدنيين. إلا أن المجلس المركزي أوصد الباب أمام قبول أي حل للأزمة مع العسكريين باشتراطات، رافضاً اعتذار الفكي للبرهان لجهة أنه لم يخطئ.
ولكن هنالك مؤشرات مرونة من أطراف الحكومة لحل الأزمة السياسية كشف عنها القيادي في الحرية والتغيير الواثق البرير، وقال في تصريح منسوب إليه “إن هنالك مؤشرات مرونة من كل الأطراف للجلوس في حوار يفضي إلى حل”.
وأشار إلى أن آلية إنفاذ مبادرة رئيس الوزراء “الأزمة الوطنية وقضايا الانتقال – الطريق إلى الأمام”، أبلغتهم بوجود “مرونة من المكون العسكري لإنهاء الأزمة”.

تصعيد الخلافات
وشهد الأسبوع الفائت مشادات كلامية ساخنة بين البرهان وحميدتي من جانب ومحمد الفكي من جانب آخر بعد تصعيد العسكريين اللهجة ضد الشركاء المدنيين في خطابين منفصلين، قابلها محمد الفكي برد عنيف اتهم فيه المكون العسكري بتنفيذ انقلاب أبيض من خلال محاولة تغيير المعادلة السياسية لصالحه، أعقبها رد أعنف من المكون العسكري علق على إثره الاجتماعات مع المدنيين وسحب الحراسة عن رئاسة لجنة التفكيك.

تجاوز الخلافات
وفي ذات المنحى أوضح المحلل السياسي د. عبدالرحمن أبو خريس أن تحفظات المجلس العسكري على تصريحات بعض المدنيين في مجلس السيادة، وفي المقابل تمسك المدنيين بتفكيك المؤسسة العسكرية والتشكيك في نوايا المكون العسكري بشأن التغيير، قد يكون له تأثير في المفاوضات وهو جزء من الأزمة. وقال خريس إن اللقاء بين حمدوك والبرهان لقاء مزدوج يفترض أن تحل فيه الأزمة الداخلية للحكومة الانتقالية وأزمة الشرق.
وقطع خريس بعدم قدرة حمدوك لوحده القيام بهذه المهام ومعالجة التوتر مع العساكر بدون دعم المكون المدني، ولكن لا يعني عدم المقدرة على الحل .

الالتزام بالوثيقة
وأوضح خريس أن أزمة الشرق هي “الثيرموميتر” بين العسكر والمدنيين لأن لها علاقة بالعساكر بدليل مطالبة ترك بحكومة عسكرية، وبالتالي حمدوك في موقف صعب ولكن يقدر على تجاوز الخلافات. وأكد على أهمية الالتزام بالوثيقة الدستوربة التي نصت على تكوين حكومة تكنقراط. وقال إن الالتزام بها يعني حل مشكلة الشرق، لجهة أنهم يرون أن هذه الحكومة حكومة محاصصات حزبية، لذلك غير مرحب بها وهي واحدة من أسباب توتر العلاقة بين العسكريين والمدنيين .

ضمانات الاستمرار
وفي ذات الاتجاه أكد المحلل السياسي والإعلامي عبدالله آدم خاطر أن أساس أي حل للأوضاع أو ضمانات لاستمرار المرحلة الحالية، هو رغبة الشعب في السلام والحياة الكريمة والصبر على المعاناة وبها يمكن التوصل للواقع المأمول. وأكد خاطر أن المكونين يتمتعان بحكمة كافية وإدراك لمخاطر الصراع بينهما، وأن انهيار المرحلة انهيار للبلاد وأحلام الجميع. وقال “هنالك عدد كافٍ من الحكماء والمستنيرين داخل هذه المؤسسات، بحيث ينظر إلى الموضوع من زاوية أنه بناء دولة وليس سياسياً.

السند الدولي
وأشار إلى أن حمدوك برؤيته الثاقبة استطاع إيجاد سند دولي وقانوني واقتصادي للبلاد، وبالتالي متوقع استمرار الوضع الانتقالي إلى الأحسن. وأضاف لايمكن أن نقول إن الأوضاع متأزمة للآخر رغم وجود صعوبات لكن البلاد تجاوزت الأزمة وحجمت الدولار وبدأ الجنيه ينافس أمام العملات .
وأكد خاطر أن الحراك الموجود سواء أكان مع أو ضد لا أحد يرغب في العودة إلى الماضي، والبلاد الآن في طور التعافي وتجاوز الأزمة. وقال إن السودان بوجوده الإقليمي والدولي يستطيع تجاوز الأزمة .

 

تقرير – حنان عيسى
الخرطوم: (صحيفة الحراك السياسي)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى