عبداللطيف البوني

عبداللطيف البوني يكتب: مع ياسر في وظيفته وتوجهاته الجديدة

(1 )
بيني وبين السيد ياسر عرمان اصرة مودة وتواصل أسفيري، ففي آخر رسالة بمناسبة تعيينه مستشارا سياسيا لرئيس الوزراء كتبت متمنيا له التوفيق في وظيفته الجديدة وقلت له أنت الآن سيد ياسر وليس أستاذ ياسر لأنك أصبحت موظف حكومة، والمعلوم ان ياسر تقلب في الألقاب تقلبا كثيرا من كموريد الى كوماندر الى استاذ وأخيرا سيد . لم التق بالسيد ياسر كفاحا طوال حياتي إلا مرة واحدة وكان ذلك في عام 2008 عندما جاء الى قريتنا على رأس وفد من الحركة الشعبية (يومها كانت الحركة موحدة) معزيا في وفاة والدتي رحمها الله رحمة واسعة، وكان الوفد معظمه من الإخوة الجنوبيين وقد أمضوا معنا ساعات طويلة من الليل مرت سراعا حيث أدار فيها ياسر حوارا سياسيا مع الشباب لدرجة ان أحد أعضاء الوفد علق قائلا (والله ياجماعة انتو حركة شعبية أكثر مننا).
(2 )
قبل يومين سمعت الأخ ياسر في رسالة صوتية يرد فيها على الأستاذة اشراقة محمود التي علقت على تعيين ياسر مستشارا لحمدوك قائلة ان تجربته السياسية الثرة تؤهله لأن يكون مستشارا ولكنه غير محائد اي أنه منحاز . وجدت نفسي مستغربا من وصف السيد ياسر بانه غير محايد لأن ياسر سياسي محترف وأكاد أجزم بانه من أكثر السياسيين وضوحا منذ ان كان طالبا الى كهولته الحالية، فهو كتاب مفتوح وأخيرا تم تعيينه في وظيفة سياسية في حكومة قامت على المحاصصات قبل وبعد اتفاقية جوبا، فما الذي دهى السيدة إشراقة لإدخال حياد ياسر من عدمه في الحتة دي ؟ ولكن الذي أثار استغرابي أكثر تصدي ياسر لإشراقة دون غيرها كما قال في رسالته الصوتية لا ليقول لها انه سياسي منتمي وله آراؤه الواضحة والمعروفة انما ليقول لها إنه فعلا غير محائد وانه منحاز، وفي تقديري انه قد وقع في الفخ الذي نصبته إشراقة وربما دون قصد منها.
(3 )
يتضح الفخ عندما بدأ ياسر رده بالأقرار بانه فعلا منحاز وغير محائد فبدلا من أن يقول انه سياسي ومنتمي ويدافع عن خياراته لجأ للتوضيح السلبي بانه ضد المؤتمر الوطني وضد الدولة العميقة ورسالته ستكون تفكيكها لتقوم مكانها دولة المؤسسات ودولة القانون التي قامت من أجلها الثورة، فان يكون ياسر ضد المؤتمر الوطني ويريد إخراج آثاره من الدولة فهذا موقف سياسي معروف بالنسبة للجميع ولا أحد يمكن ان يصادره منه ولكنه الآن في موقعه الجديد كرجل دولة طريقة عمله محددة وهي القانون ولا شيءغير القانون ,ولا يأخذ أحدا بهويته السياسية، فالتقاذف بالهوية السياسية مكانه الندوات والصحف والمهرجانات السياسية وليس مكانه دولاب الدولة فطالما ارتضينا دولة القانون فأي محاسبة او مساءلة يجب ان تكون بالقانون، فرجل الدولة لا يتعامل بالهوية السياسية .
(4 )
لقد بدا لي ان السيدة إشراقة تريد ان تقول ان وظيفة ياسر الجديدة تقتضي ان يكون على مسافة واحدة من جميع المواطنين لأنها وظيفة رسمية ،وياسر لن يستطيع ان يكون كذلك لأنه سياسي ومؤدلج ولكن حتى في هذه كل النظم السياسية يديرها السياسيون ولكن دون خلط بين الوظيفة الحزبية ووظيفة الدولة الرسمية ،فهو يعتمر قبعة الحزب في حالة ممارسة النشاط السياسي ثم يخلعها عندما يدخل مكتب الدولة لان الدولة للجيمع . الأهم الذي نود مناقشته ما أعلنه انه رمى السلاح نهائيا، فموعدنا الغد إن شاء الله.

 

 

 

صحيفة السوداني

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى