تحقيقات وتقارير

قطر بالسودان.. تفاصيل أجندة ومصالح

أتت زيارة وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني للبلاد (امس) بهدف عقد لقاءات مع بعض المسؤولين السودانيين، كما صرح بذلك الناطق الرسمى باسم الخارجية القطرية، دون افصاحه عن المواضيع التي ستطرح للمناقشة..
وتعتبر الزيارة الأرفع بعد ثورة ديسمبر المجيدة، وقد اتت عدد من الوفود في العامين الماضيين بعد أن شاع إعلامياً وافتراضياً رفض السودان لاستقبال اول وفد بعد الثورة لينفي ذلك الجانب السوداني فيما بعد، وقد حملت الزيارات ملفات وابعاد عديدة كالامن والاستثمار واخرى اتت بمساعدات انسانية.

مبتعثة للنظام العالمي
ويرى خبراء أن القطيعة واعادة العلاقات بين عدد من الدول الاقليمية ما هو الا رد فعل لمطالب نظام عالمي، المحلل السياسي د. الحاج حمد يذهب في حديثه بالتاكيد على أن قطر تنتمي للنظام العالمي الاقليمي وزيارتها للسودان ابتعاث لها من قبل الولايات المتحدة لاجل مصالح الاخيرة، لافتا الى أن قطر تتمتع بنفوذ اقليمي.
واشار حمد إلى وجود صراعات لاعادة التوازن لبلدان الخليج عبر اعادة العلاقات مع طرفي المعادلة (الامارات وقطر).
ويرى حمد أن وجود علاقة جيدة بين قطر والنظام السابق لا يعد سببا يمنع قطر من اعادة العلاقة مع النظام الحالي، واضاف: على الحكومة الانتقالية أن لا يكون لديها دور سياسي او موقف سياسي مسبق.
وتابع: الدولة اذا اقدمت على معاداة النظام السياسي لابد من مقاطعتها، بيد انه اذا ابدت حسن النية للتعاون المشترك بين الدولتين فلا يوجد سبب يمنع تطور العلاقة.

ضرورة رتق العلاقة
وقد اكدت حكومة الثورة مرارا وقوفها على مسافة واحدة من جميع الدول وجعل مصلحة السودان اولا، وعلى ذات الاتجاه قال الدبلوماسي الرشيد ابو شامة إن السودان يسعى لاصلاح العلاقات مع قطر لجهة انها تباعدت بعد قيام ثورة ديسمبر التي اطاحت بحكم اسلامي تنتمي له قطر ايدولوجيا.
واشار ابو شامة بحديثه الى أن اصلاح العلاقات مع قطر لا يضر السودان شيئا خاصة بعد عودة علاقات قطر مع السعودية والامارات بعد توتر وقطيعة جعلتا السودان في المنتصف بين الفريقين وغير قادر على الميل لاتجاه احدهما.
وشدد شامة على ضرورة رتق العلاقة مع قطر وتحسينها لأبعد حد بسبب انها لديها مشروع متوقف في دارفور، وصفه بالكبير جدا، واضاف: عندما كانت علاقة قطر جيدة بنظام البشير، قامت ببناء قرى بدارفور ووعدت بتأسيس بنك بذات المنطقة.

وتابع: بالمقابل تستفيد قطر من السودان بأراضيه واستثمارها في الزراعة بسبب انهم لايملكون اراضي زراعية ولا ثروة حيوانية ويمكن أن يدخل السودان في شراكات معهم.
ولفت شامة الى أن علاقة قطر بالسودان كانت ما قبل الثورة انطلاقا من دوافع اسلامية، منوها الى انها اتت بحركات دارفور بالدوحة واستضافتهم بالفنادق ورعت مفاوضات السلام بالكامل بين الحركات وحكومة البشير، قاطعا بضرورة فتح المجال لها بالاستثمار لاتمام مشروع دارفور خاصة بعد توقيع سلام مع الحركات ومن المؤكد انهم مرحبون بوجود قطر بمناطقهم.
و بين شامة أن هنالك مصالح وملفات تعاون اخرى بين البلدين تتعلق بملفات اخرى كالأمني، وتابع: تتم عمليات تدريب وتأهيل للجيش القطري بالؤسسات العسكرية في السودان وايضا هنالك خبراء سوانيون بالمجال يعملون بقطر والقطريين يثقون بالسودانيين اكثر من الجنسيات الاخرى.

من الأهمية بمكان
الوجود القطري بالسودان قديم خاصة في جانب الاستثمارات الموصوف بانه ضخم بمبالغ كبيرة، الخبير الاقتصادي د. محمد الناير اكد عدم امكانية رصد الاستثمارات القطرية بالسودان كمبالغ، مشيرا إلى أن بعض الجهات تصرح بأرقام غير حقيقية.
وجزم الناير بان زيارة قطر للسودان من الاهمية بمكان لجهة أن قطر من الدول التي لديها استثمارات مقدرة بالسودان ويفترض أن تتزايد بالمرحلة القادمة.
واضاف: يمكن للسوق القطري أن يبيع منتجات سوادنية عديدة كاللحوم والمنجات الزراعية على سبيل المثال باعتبار أن للسودان منتجات متميزة وبها جودة عالية.
واشار الناير الى دور قطر الذي لعبته في سلام دارفور ودعمها لتوطين النازحين من خلال مساندتها للحكومة السودانية على مراحل مختلفة، مؤكدا أن عودة العلاقات المميزة بين السودان وقطر سيكون لها ما بعدها، و سينعكس ذلك على حجم الاستثمارات والتبادل التجاري ودعم الاقتصاد السوداني من قبل الحكومة القطرية لاجل أن يتعافى من التعقيدات والتحديات التي تواجهه الآن.
وتابع: الاستثمار القطري موجود بالاساس ولكن بالفترة الماضية توقف قليلا ولكن بهذه الزيارة نتوقع أن يعود بقوة خاصة بعد التخلص من (قضية المحاور) التي كانت تمثل احد العوائق، مشددا على ضرورة أن يتوازن السودان ويتعاون مع الجميع، سيما أن العلاقات مع قطرة متماسكة وعلى مستويات عدة من رسمي وشعبي واقتصادي.

زيارة البرهان للدوحة
وقد زار السودان قطر في ابريل الماضي ممثلاً في رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وأثنى في زيارته على دولة قطر ودورها في سلام دارفور، طالباً منها مواصلة الدعم.
وجاءت تصريحات البرهان في أعقاب لقائه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الدوحة، حيث بحثا العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها بما يحقق مصالح البلدين والشعبين القطري والسوداني.
كما تناولت المباحثات -التي عقدت في الديوان الأميري بالدوحة- أبرز المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، والقضايا ذات الاهتمام المشترك و الاستثمار بين البلدين.
كما التقى البرهان بالدوحة ممثلين عن قطاع الأعمال والمؤسسات القطرية العاملة بالسودان وغرف التجارة، وأشاد بالاستثمارات القطرية، وتعهد بتذليل الصعاب التي تواجهها في السودان.

اول مسؤول رفيع
نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) كان أول مسؤول سوداني رفيع يقوم بزيارة دولة قطر بعد ثورة ديسمبر.
وأتت زيارة حميدتي و الوفد المرافق له مطلع هذا العام، لبحث العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وفي تغريدة عبر تويتر، قال حميدتي وقتئذٍ إن زيارته للدوحة تأكيد على عمق العلاقة بين البلدين.
وأضاف “أتوجه اليوم إلى دولة قطر الشقيقة التي تجمعنا بها أواصر الأخوة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة”.
وذكر أن وزير الخارجية عمر قمر الدين ومدير جهاز المخابرات العامة جمال عبد المجيد سيرافقانه خلال الزيارة، دون ذكر تفاصيل أكثر عنها.
وقد اجتمع حميدتي بنائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وجرى خلال الاجتماع استعراض علاقات التعاون الثنائي، والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

تقرير – هبة علي
الخرطوم: (صحيفة السوداني)

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى