تحقيقات وتقارير

تغييب الولاة عن زيارات “البرهان” تهميش متعمد أم صدفة..؟!

أعادت زيارة رئيس مجلس السيادة إلى ولاية غرب دارفور دون التنسيق مع والي الولاية مولانا محمد عبد الله الدومة إلى السطح وبشكل واضح المسافة الموجودة بين المكون العسكري والمدني داخل حكومة الفترة الانتقالية، ففي تصريحات صحفية أدلى بها السيد والي غرب دارفور، قال فيها لم أخطر بهذه الزيارة أو الترتيب لها، وأضاف: البرهان له الحق في أن يزور الولاية لكن لا أجد تفسيراً لعدم التنسيق، وهنا يحق لأي شخص أن يفسر بطريقته، ولفت إلى تواجده بالخرطوم من أجل مهمة عمل وتلقي العلاج، مؤكداً أن هناك تواصلاً مستمراً مع أعضاء حكومته بالولاية التي تباشر أعمالها.

رؤية غير واضحة
لاستبيان ردود الفعل حول هذا الأمر مصادر متطلعة أجرت اتصالاً بالأمير تاج الدين بحر الدين أمير أمارة دار مساليت بغرب دارفور حول عدم احاطة والي الولاية بالزيارة فقال: “نحن كمواطنين الرؤية غير واضحة تماماً بالنسبة لنا عن عدم وجود والي الولاية وغياب التنسيق بينه وبين قيادة الدولة الوضع الطبيعي أن يرفع السيد الوالي تقريره لرئاسة الحكومة الزائرة وليس العكس بأن يذهب البرهان ويحط الوالي بتوصيات الزيارة.

 

وأضاف الأمير تاج الدين: نحن لا نعلم إن كان تمت إحاطة الوالي أو لم تتم احاطته واذا كان يعلم بهذه الزيارة وتم التنسيق معه فهنا يوجد تقصير وخلل غير مقبول، أما اذا تم تجاهل السيد الوالي وهو يمثل رأس الدولة هنا في ولايته فهذا يضعنا في موضع حيرة كبيرة ويفتح الباب واسعاً أمام التكهنات وولاية غرب دارفور آخر ما ينقصها مثل هذه التصرفات فالولاية ترزح تحت وضع أمني غير مستقر ومعسكرات يوجد فيها وضع إنساني يحتاج لوقفة الجميع ومثل هذا الذي حدث يمكن أن يؤدي لعدم فرض هيبة الحكم في الولاية ويمكن أن يعطي المبرر لأطراف لالستغلال هذه الفجوة بين مكونات الحكم في البلاد.

رسالة
نائب هيئة محامي دارفور الأستاذ الصادق الحسن أفاد في هذا الجانب بقوله: تجاهل الوالي أثبت بما لا يدع مجال للشك أن التغيير الذي حدث في السودان تغيير شكلي فقط تمت إزاحة المخلوع ولكن سياساته موجودة وباقية ومعروفة ومتبعة من لجنته الأمنية التي تستعين ببعض رجالات الإدارة الأهلية وأضاف: البرهان بهذه الخطوة أراد أن يرسل رسالة كرد على مؤتمر السيد والي غرب دارفور الذي اتهم فيه وزير الدفاع ووزير الداخلية والدولة عموماً بالتقاعس عن حماية مواطني ولاية غرب دارفور، وهذه تداعيات خطيرة تفتح الباب أام تساؤلات كثيرة عن الانسجام والتنسيق بين مكونات الحكم في الحكومة الانتقالية.

الخلاف أصبح واضحاً
ويرى محمد فزاري أن الشقة والخلاف بهذا الموقف أصبح واضحاً بين المكون العسكري والمدني والعسكر لا يثقون في الولاة المدنيين وهذا الموقف حدث من قبل للسيدة والي ولاية نهر النيل إبان زيارة البرهان لشركة زادنا، أما فيما يخص الزيارة الأخيرة للبرهان في ولاية غرب دارفور وتجاوز الوالي وذلك بتهميشه وعدم إخطاره بالزيارة أو التنسيق، وبحسب وجهة نظري فإن هذال الأمر يرجع لتصريحات الوالي في “منبر سونا” حيث ذكر بأن وزير الدفاع أو الداخلية لم يوجها عسكرياً واحداً لحماية المواطنين بالولاية في مشكلتها الأخيرة بين المساليت وبعض القبائل العربية، وهذا الموقف عكس بشكل واضح مدى الهوة بين المكون المدني والعسكري وولاية غرب دارفور لما فيها من هشاشة أمنية واضحة باقتتال هذه القبائل فظهور هذه الجفوة والهوة بين المكونين يمكن أن يشجع بعض الأطراف على استغلال هذا الوضع في تأجيج الصراع الذي ما إن يخمد حتى يظهر للسطح مرة أخرى.

تقرير – نهي الحكيم
الخرطوم: (صحيفة الحراك السياسي)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى