حوارات

السفير المصري حسام عيسى: نسعى لتحقيق التكامل بين البلدين وأن يدخل السوداني إلى “القاهرة” كأنه يدخل “الخرطوم”

 

أكد سفير جمهورية مصر العربية لدى السودان، حسام عيسى، أن أعداد السودانيين طالبي تأشيرة الدخول إلى مصر هذا العام تفوق كثيراً الأعوام السابقة مما يخلق حالة تكدس لدى القنصلية المصرية متوقعاً أن تلغى تأشيرة الدخول كما حدث في ثمانينات القرن الماضي، وقال عيسى إن هناك بعض السماسرة يحاولون استغلال الزحام على تأشيرة الدخول المصرية ببيعها بمبالغ وصلت إلى أكثر من 40 ألف جنيه، وكشف خلال الحوار عن العديد من الخطط والبرامج السياسية والأدبية المرسومة لتدعيم علاقات السودان ومصر فماذا قال..

كيف نستفيد من المبادرات الثقافية لدعم العلاقات مابين السودان ومصر ؟
هذه المبادرات تستند على رصيد كبير من العلاقات الثقافية بين مصر والسودان فنحن جيل السبعينات كنا أكثر انفتاحاً على الثقافة الخاصة بوادي النيل والثقافة العربية عموماً أما الجيل الجديد فهو أكثر انفتاحاً نحو الشمال أما جيلنا نرى إن الكل كان كان يعرف الفنانين السودانيين الكبار سواء في مجال الغناء أو التمثيل أو حتى في مجال الرياضة وكانت إذاعة ركن السودان تذيع 6 ساعات في اليوم فعندما كنا أطفالاً كنا نحفظ أسماء الفنانين الكبار أمثال محمد وردي والكابلي وسيد خليفة وكنا نردد معهم الأغاني السودانية ” ازيكم كيفنكم ” والبامبو السوداني وغيرها الكثير بالإضافة إلى تأثير الصحف السودانية كصحيفة الخرطوم والأهرام والفنانين المصريين وإذاعة وادي النيل فقد كنا نقرأ للكتاب و أنا شخصياً قرأت كل الأعمال الكاملة للروائي الطيب صالح من موسم الهجرة إلى الشمال وعرس الزين والروايات القصيرة فقد كان هناك تبادل ثقافي واضح وهذا رصيد مهم جداً وهذا في النهاية يجعل العقلية والأفق والخلفية واحدة ونتمنى أن يعود مرة أخرى فلا مانع أن ننفتح على ثقافات أخرى دون أن نترك جذورنا وتاريخنا واحد وأنا سعيد بمبادرة الدكتور راشد دياب ووجود هؤلاء الفنانين الكبار الذي بهرتنا أفكارهم وتصاويرهم وأتمنى أن تتكرر مثل هذه المبادرات وأنا كسفير مصر أشجع هذه الرؤية والرصيد الحقيقي وهذه القوة الناعمة التي تجمع بين الشعبين حتى في كافة مراحل العلاقات السياسية فهذه لا تنفصل .
هذه المبادرات دائماً تكون بمجهودات شخصية أين دور الحكومة هنا ؟
المفروض الدور الشخصي له القيادة في كل شيء لأن الفرد هو الأساس في أي نشاط سواء نشاط إقتصادي أو سياسي أو إجتماعي أو فني و دور الحكومة هو المشجع الأساسي لهذا النشاط .
فنحن نخلق لهم المناخ المناسب و نعمل على التسهيل و الدعم وبلا شك وجود مثل هؤلاء الفنانين الذين يعملون فى هذا الصدد أيضاً و الفترة القادمة ستشهد العودة للتواصل الثقافي على المستوى الرسمي للدولتين وهي كانت من الأفكار المطروحة ولكن توقفت نسبة للظروف السياسية في السودان .. كنا نريد أن نصنع عملاً فنياً (يحكى التاريخ المشترك بين مصر والسودان مسلسل يشارك فيه النجوم المصريون و السودانيون المقيمون في مصر على أساس أن يعرض الروابط بين الشعبين المصري و السوداني بالإضافة لوجود العديد من المنح الدراسية و الدورات التدريبية وبالتالي يصبح هذا رصيد للدولتين لدى الأخرى ونحن نشعر بالفخر عندما نرى مثقفين أو مسؤولين أو سياسيين أو إعلاميين خريجي جامعات مصر مثلاً أو خريجي جامعة القاهرة فرع الخرطوم هذه هي المشروعات التي نسعى إليها أن ترجع جامعة القاهرة فرع الخرطوم ، هذه من الأرصدة العلمية التي نسعى لها وهذه هي الروابط الحقيقية التي تنشئ روابط الشعوب هي التي تبقى ولا تتزلزل و تعبر عن علاقات حقيقية وأنا لي 36 سنة في وزارة الخارجية لم أجد دولتين لديهما روابط وعلاقات مثل مصر و السودان فكل أنواع العلاقات التي توجد بين دولتين موجودة بين مصر والسودان حدود مشتركة وقبائل مشتركة زيجات مشتركة جاليات كبيرة نهر النيل البحر الأحمر الزراعة و الصناعة والعلاج بالخارج بالنسبة للسوداني في مصر التعليم والعقارات والكثير من التواصل البشري .

والآن أمام القنصلية المصرية في الخرطوم توجد أعداد هائلة غير موجودة في غيرها من القنصليات الأخرى للحصول على التأشيرات لقضاء شهر رمضان في مصر وفي كل شهور السنة هناك رغبة كبيرة في الذهاب إلى مصر من أجل أغراض كثيرة جداً.
فنحن نعتز بذلك وهذا هو هدفنا من الحكومة المصرية والسياسة المصرية نحو السودان الوصول بالعلاقات نحو مرحلة التكامل التام والدعم الكامل للسودان في الفترة القادمة لأن هذا الإمتداد الطبيعي لكلا الدولتين و العمق الإستراتيجي والعلاقة الشعبية التي تقوم على أساس قائم وصلب وتاريخي وجغرافي لايمكن أن يتزعزع .
هناك عقبات كثيرة في موضوع التأشيرات و الفيز وتكدس الكثير من المواطنين أمام القنصلية بالرغم من مجانيتها ويقال إن هناك من يستغل الوضع ويقوم بيبيعها ؟
نحن لا نستطيع بيع التأشيرات خارج القنصلية ونحاربها بكل قوة وأي شخص يقوم بذلك نمنعه من دخول القنصلية وأؤكد أن التأشيرات مجانية تماماً وهؤلاء هم مجموعة من الوسطاء الذين يحاولون أن يتكسبوا من الشعب السوداني وهذا ما لانقبله فلايمكن أن الدولة تصدرها مجانياً ويأتي وسيط آخر ليأخذ عشرات الآلاف وفي الأحيان تصل 40-50 ألف جنيه فهذا غير مقبول على الإطلاق . وعلى المواطن السوداني ألا يلجأ لهؤلاء الوسطاء فهو من حقه الكامل الحصول على تأشيرة مجانية في أسرع وقت وهناك 3 بعثات قنصلية موجودة في وادي حلفا وقنصلية عامة في بورتسودان وقنصلية في الخرطوم .. ولكن التكالب على مصر مهما نزود عدد الموظفين نجد إن عدد التأشيرات يزيد بصورة أكبر وهذه ظاهرة صحية لذلك لن تحل هذه المسألة إلا بالوصول إلى مرحلة التكامل يعني إلغاء التأشيرات تماماً وأن يدخل المواطن المصري السودان بالبطاقة و أن يدخل السوداني لمصر بالبطاقة .. وقد كانت قائمة بالفعل ولكن لبعض الظروف السياسية تم إلغاؤها وهذه إحدى الأهداف الرئيسية للسياسة المصرية في السودان في الفترة القادمة والعودة مرة أخرى للتكامل التام وبالتالي لن يكون هناك أي وسطاء ولا صفوف لأنه لن تكون هناك تأشيرة يدخل السوداني إلى القاهرة كأنه يدخل الخرطوم .
هذا موسم رمضان و أغلب الأسر السودانية ترغب في السفر للقاهرة هل من توجيهات لتسهيل الإجراءات في هذه الفترة بالذات؟
كلما زودنا العدد نجد أن عدد التأشيرات يزيد وفي هذه السنة عدد التأشيرات أضعاف العام الماضي أنا لي 3 سنوات في السودان ولكن هذه السنة الإقبال يفوق حد التصور ونحن دخلنا المرحلة الحرجة من كمية التأشيرات من كل الطبقات و الولايات وكل الأغراض من علاج وتعليم وقضاء رمضان في مصر و السياسة وهناك أيضاً من يحضر لإقامة زواجه في مصر و يعزم أقاربه ويقوم بحجز قاعات في مصر .
هل أنتم جاهزون لهذا العدد ؟
نحاول .. ولكن بصراحة لن نستطيع مواجهة هذا الطلب الكبير سيكون هناك تكدس ولكن نحاول التقليل منه قدر الإمكان ولكن منع التكدس سيكون مستحيلاً .
هناك مشكلة في أرقين في عدد البصات وتكدس البضائع، ماهي رؤيتكم للحل ؟
هذه المشكلة.. تحدثت فيها وزارة التجارة المصرية مع وزير التجارة السوداني .. وكل المشكلة تكمن في أوزان الشاحنات فمعظم المشاكل ليست من الباصات ولكنها من الشاحنات لا تزال لا تريد الإلتزام بالقانون فيما يتعلق بالوزن الشاحنات المصرية و السودانية فنحن لا نستطيع المساعدة في مخالفة القانون .
ونحن نتابع الحركة ولدينا قنصلية في وادي حلفا المشكلات الرئيسية تخص الشاحنات لأن هناك قوانين جديدة وضعها السودان بالنسبة للشاحنات فيجب أن يكون وزن الشاحنة 56كيلو وهناك شاحنات تزيد عن ال200 كيلو وعندما يمنع من الدخول لا نستطيع مساعدته للمخالفة .. لابد أن تكون ملتزماً حتى أستطيع أن أساعدك فليس من مهمتي أن أضعك فوق القانون ولكن مهمتي أن أطبق عليك القانون بعدالة .
أرجو أن يكون هذه المفهوم واضحاً لدى المواطن وهناك أناس يتخيلون أن السفير يمكن أن يعمل أي شيء ولكن في إطار ما تضعه الدولة من قانون ، وإحترامي لهذه الدولة هو إحترامي لقانونها .

حوار : خالدة اللقاني
الخرطوم: (صحيفة التيار)

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى