تحقيقات وتقاريرمنوعات وفنون

مرافقو المرضى.. تفاصيل وجع مرتين

كثيرة هي الظروف التي تمر على المواطنين خصوصاً المرضية، بيد أن المعاناة الحقيقية برغم آلام المرض، إلا أن التعب الحقيقي يقع على كاهل المرافقين للمرضى خصوصاً في ظل تكدس المستشفيات بالحالات المرضية بأنواعها وبالأخص عقب ظهور فيروس كورونا..

نظرة عن قرب
كشف أفراد من مرافقي المرضى داخل مستشفيات الخرطوم المختلفة عن المعاناة التي يعيشونها خلال فترة مرافقتهم لمرضاهم، موضحين أن أكبر مشكلة يعانون منها عدم وجود أماكن مخصصة لهم، وأضافوا: ذلك يجعلنا كالمشردين خلال تلك الفترة حيث نتجول بين مقاعد المطاعم والكافتيريات وبائعات الشاي تحت الأشجار ومساطب المباني نهاراً، وتابعوا: نلجأ ليلاً إلى المساجد قرب المستشفيات أو نقوم بفرش السجادات والكرتون قرب المشافي التي بها مرضانا، متوسدين أمتعتنا وحقائبنا حتى صباح آخر لتبدأ فيه مسيرة جديدة من المعاناة بما في ذلك النساء باعتبارهن مرافقات في هذه الرحلة بكل تفاصيلها من التجوال نهارا وحتى النوم في الشارع ليلا.

الواجب واللوم
وأكد المرافقون أنهم يأتون كزوار بغرض الاطمئنان على المريض، وأضافوا: لو علمنا بعدم السماح لنا بدخول المستشفى تأبى أنفسنا إلا أن نقوم بزيارة المريض وأداء الواجب، منوهين إلى أن الكثيرين منهم يظنون أن عدم الزيارة عيب يجلب اللوم إن لم يقوموا به وذلك لأن الإنسان السوداني تحكمه العاطفة.

إمكانات ضعيفة
وكشف مرافق آخر أنه رغم وجود شقق وغرف فندقية للإيجار إلا أن ميزانيتها عالية نظراً لما تطلبه المسيرة العلاجية من تكاليف مادية عالية وكذلك ميزانية الاحتياجات الأخرى من طعام شراب، وأضاف: الأطعمة الجاهزة التي تباع في المطاعم التي يعتمد عليها المرافقون ميزانيتها عالية أيضاً وغير ذلك من الاحتياجات التي تتطلب ميزانية مادية عالية. واستدرك:عندما تتوفر ميزانية لإيجار تلك الغرف الفندقية فإن المسافة بين موقع المستشفى وتلك الفنادق تقف عائقاً أمام المرافق خوفاً من حصول أمر طارئ للمريض ولا يستطيع المرافق أن يكون إلى جوار مريضه.

ولايات بعيدة
مرافقون آخرون اعتبروا أن معظم المرضى داخل مستشفيات الخرطوم هم وافدون من الولايات ولا يوجد لديهم أقارب بالعاصمة حتى يلجأوا إليهم خلال تلك الفترة وإن وجد أقارب فإن بعد المسافة أيضاً يصبح عائقاً لذلك من المهم إقامة أماكن للمرافقين حتى وإن كانت مظلات تقيهم شمس النهار وبرد الليل، وأضافوا أن معظم تلك المستشفيات قطاع خاص يعني بإمكانها تخصيص أماكن للمرافق نظراً للتكلفة المادية العالية التي يدفعها المريض لتلقيه العلاج داخل تلك المستشفيات فإن إقامة أماكن مخصصة أمر ضروري نرجو النظر فيه.

مريض في الشارع
المفاجأة الصادمة لم تتمثل في وجود مرافقين بلا أماكن داخل المستشفيات بل في وجود مرضى بلا أماكن في المستشفيات التي يتلقون فيها العلاج.
وأوضح أولئك المرضى أنهم يدخلون المستشفى عندما يحين زمن الجرعة العلاجية ثم يخرجون منها بعد تلقي الجرعة ويقومون باستئجار (أسرة) ليناموا فيها جوار المستشفى ليلا حتى يحين موعد الجرعة التالية وهم بلا أقارب في الخرطوم ولا يملكون تكلفة استئجار شقق أو غرف فندقية وليس لديهم القدرة على الذهاب والعودة كلما حان زمن تلقي العلاج لذلك يقومون بالمكوث أمام المستشفيات مستغلين السجادات نهارا والأسرة المستأجرة ليلا حتى تنقضي فترة تلقي العلاج..

تقرير – ماريا أبكر
الخرطوم: (صحيفة السوداني)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى