تحقيقات وتقارير

(أزمة) أُكسجين بالمشافي.. رحلة البحث عن (نَفَس)!!

لا يعرف قيمة الأكسجين إلا من وجد نفسه فجأةً يبحث عن مثقال ذرة من (تنفُّس) دون أن يجد لذلك سبيلا، وما أكثر هؤلاء لأنه وباختصار فعدد الذين يُعانون من أمراض الرئة على قفا من يشيل؛ نقول ذلك قبل (عالم كورونا)، أما بعدها فالأمر أصبح أكثر تعقيداً لأنَّ عدداً لا يُستهان به من مرضى (كوفيد 19) يحتاجون للأكسجين بمُدَد متفاوتة تصل إلى (24) ساعة في اليوم؛ لكيما يبقوا على قيد الحياة؛ إنْ مدَّ الله في آجالهم.

وسط هذه (التعقيدات) وجد مئات المرضى من الذين يرقدون بالمشافي – خصوصاً – مراكز العزل، وجدوا أنفسهم في موقفٍ لا يُحسدون عليه بسبب أزمة كبيرة ونقص حاد في هذا (العلاج) المهم جداً بالنسبة لهم.

ويقول طبيب يعمل بأحد مراكز العزل المعروفة – طلب حجب اسمه- إن الحاجة للأكسجين مهمة لكل المستشفيات خصوصاً في أقسام الطوارئ والعناية، لكن أهميته بالنسبة لمراكز العزل مُلِحَّة، ليس ذلك فحسب بل هو (لُب العمل) لأنَّ جُل المرضى يحتاجونه، وأشار إلى أن مشكلة نقص الأكسجين تتفاوت بين المراكز؛ لكن أكثر المتأثرين بها هم مرضى مراكز العزل بأم درمان، مُستدلاً بأنه يجب أن يكون مع كل مرض (4) أسطوانات أكسجين، لكن هذا الشرط غير متوفِّر الآن لمرضى مراكز أم درمان، وأشار إلى أن شركة الهواء السائل كانت تعمل بكل جدٍّ وانتظام لكن يبدو انها التزمت للوزارة بالمستشفيات التي تُغطيها، أما غير ذلك فلم تلتزم به، ما جعل جهات الاختصاص تلجأ لشركة (الإقبال) وهي شركة ذات إمكانات محدودة، ولذا فشلت في الوفاء بالتزاماتها تجاه بعض المراكز ما تسبَّب في المشكلة الحالية.

وبحسب معلومات توفَّرت لمصادر مطلعة من أطباء يعملون بمستشفيين حكوميين (مراكز عزل) فإنَّ عدد مصانع الأكسجين بالسودان يصل إلى حوالي (10) لكن قُرابة نصفها خارج دائرة الإنتاج حالياً، لأسبابٍ لا يعلمونها، وأنَّ المتبقية كانت بالكاد تُغطِّي المستشفيات لا سيما في موجتي (كورونا) الأولى والثانية، لكن يبدو أن ثمَّة معوِّقات – ربما – مُتعلِّقة بالالتزامات المالية من جهة وزارة الصحة هي التي أدَّت إلى تفاقم المشكلة حالياً، وشدَّدوا على أنه غضّ النظر عن المُسبِّبات فمن الضرورة بمكان أن يتم البحث بأعجل ما تيسَّر، عن حلولٍ ناجزة وناجعة وإلَّا نكون قد حكمنا على هؤلاء المرضى بالإعدام مع سبق الاصرار والترصُّد..!!

 

تقرير – ياســــر الكُــردي
الخرطوم: (صحيفة السوداني)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى