تحقيقات وتقارير

(كوش نيوز) تنقل الأوضاع المأساوية من مناطق قرى جنوب طوكر(2)

 مقدمة :

“سئيت “وتعني” العشم” باللغة المحلية لقبائل البني عامر كانت هي المفتاح والاسم الجاذب الذي جعل ضرورة التفاعل مع سكان تلك المناطق الكثيرة الواقعة جنوب محلية طوكر وعلى وجه الخصوص محلية عقيق دافعي القوي إلى التوجه هناك ولمعرفة ما يقال عنها و لما سمعناه من قبل من تهميش وغياب تام للخدمات والعلاج والمأوى وغيرها من ضروريات الحياة ولكن لأن من “رأى ليس كمن سمع” يممت وجهي متوجهاً إلى هناك عازماً على أن أنقل لكم كل ما سمعته وشاهدته فإلى تلك البقاع.

فلاش باك
ذكرت لكم في الحلقة الأولى من هذا التحقيق كيف يعاني المواطنون هناك من التردي المريع في الخدمات الصحية وإنعدام أمصال الثعابين والأدوية المهمة التي يضطرون لاستجلابها من المدينة وعن كيف ينهار التعليم هناك بفعل التسرب بين التلاميذ وزواج القاصرات والغياب الملحوظ لمعلمي المرحلة .
كما حدثتكم عن إنعدام المياه والكهرباء الخاصة بالمراكز الصحية وما ينقصها من ألواح الطاقة الشمسية وصعوبة الطريق الذي يقترب من ال300 كيلو مترا وصعوبته والغلاء الفاحش الذي يضرب تلك المناطق ولسعات حكومة الولاية المقيدة لحركتهم في البيع والشراء بفعل تفعيل قانون الطوارئ الذي ظل سارياً منذ العام 1997م حتى كتابة هذا التحقيق.

إمكانيات سياحية – جزر ومناطق وميناء طبيعي

من المعلومات الجديدة التي علمتها بأن محلية عقيق بها عدد من الجزر التي بها مقومات سياحية هائلة يمكن الالتفات إليها وإستثمارها ، منها جزر( عمارات ، باكياي ، أم القروش ، المقرونات ، فرجيني ، إبن عباس وهذه بالتحديد بها مرعى للانعام ومياه شرب ) هذه(6) جزر يعرفها أهل المنطقة وما لها من أهمية سياحية .

كذلك من العوامل الطبيعية التي وهبها الله سبحانه وتعالى إلى محلية عقيق الساحل النظيف المليئ بالثروة السمكية الضخمة والشعب المرجانية الكثيفة هناك إضافة للموقع الطبيعي والمميز لإستيعاب ميناء مساعد لميناء بورتسودان
.
حيث قال لنا خبراء محليون أن ميناء عقيق يعتبر من أهم المواقع الاستراتيجية التي يمكن أن تستخدم كميناء في مقبل السنوات وما يمكن أن يحدثه من نهضة وعمران في تلك المناطق بعد ربطها بالطريق القاري مما يساعد في العودة الطوعية إليها ومن ثم إعمارها .

هنود في عقيق

كان قد قال لنا محمود درار بأن منظمة يعمل بها هنود كانت قد أخذت عينات من التربة في مناطق متفرقة من محليته وقيل لهم فيما بعد بأن بعض المناطق داخل البحر بها كميات من الغاز الطبيعي واليورانيوم والذهب والنفط وغيرها من المعادن في مناطق جبلية عملاقة اشهرها منطقة “آ آر” الغنية بمربعات الذهب الخالص .

جرافات بموافقة السلطات

ويواصل محمود درار حديثه بالقول بأنهم ظلوا يعملون في مهنة الصيد لسنوات حتى وصل إنتاجهم الى( 7 )اطنان من السمك تغذى بها أسواق الأسماك المركزية في بورتسودان وسواكن بواسطة منسوبيهم المنضوين تحت إتحادهم الذي ظل يعاني في الفترات الآخيرة من تغول الجرافات العملاقة التي أصبحت تجرف السواحل بصورة مدمرة للبيئة بصورة أبشع ما تكون كأنه دمار ممنهج وتابع بأن المبكي والمخزي والمحزن في الأمر هو سماح السلطات لتلك الجرافات الاجنبية بعقود دولارية موقعة مع حكومة الولاية تسمح لها بالجرف دون المراعاة لتضرر السكان الذين يعملون في مهنة الصيد مشيراً إلى أن ما يحدث هو سرقة للموارد الخاصة بالدولة بواسطة عقود مريبة وزهيدة لا تسوى ربع قيمة ما يتحصلون عليه .

حلم النساء هناك مشغل يدوي

تحدثنا في منطقة عقيتاي لجمع من النسوة اللاتي يعملن في التثقيف المجتمعي فيما يختص بتغذية الاطفال ومتابعة الحالة الصحية لهم .
حيث ذكرت لنا بالقول أفراح صالح بأن احلامهن بسيطة تتمثل في إنشاء مركز للاشغال اليدوية حتى يحترفن صنعة تمنعهن السؤال وتملأ عليهن الفراغ الموجود بتوفير تمويل بنك يغطي تلك الاحتياجات .
كذلك إنشاء رياض للاطفال وتدريب البعض منهن للعمل في مراكز محو الامية بالمنطقة لأنه لا توجد بها أية مراكز لمحو الأمية ، إضافة لمطالبتهن بتدريب معاونات صحيات و قابلة صحية لتوليد النساء بدلاً عن ذهابهم إلى بورتسودان .

عيتربة
عيتربة هي من القرى التي كانت تعج بالحركة والنشاط ويحكي عنها في ذلك المدارس والمركز الصحي والمباني القديمة التي كانت شاهدة على تلك الحقبة .

وصلنا من عقيتاي إلى تلك القرية في يومنا الثاني ونحن في طريقنا إلى قرورة في ساعة متأخرة من الليل وإلتقينا بالشيخ والاستاذ حسن أحد أعيانها حيث حكى لنا عن منطقته وما تعانيه من التردى و النقص في كل شي وشكى من تشييد قرية موازية لهم شيدتها السلطات” أرضيات فقط” ولم تكملها وتابع بأنهم يسكنون في منازل لا تقيهم الحر ولا البرد مشيراً إلى أنها ظلت هكذا منذ الستينيات بالرغم من العودة الطوعية التي حدثت لأبناء المنطقة مؤخراً كانت عشما في أن يجدوا مايريدون من خدمات تجنبهم إزدحام المدن ولعنتها ولكنه لم يحدث .

في الحلقة الثالثة سوف أتناول لكم ملف مكافحة الالغام والمناطق السياحية الواقعة بالقرب من مناطق عيتربة وقرورة واشهرها منطقة هقر بالاضافة إلى أهم إحتياجات منطقة تقدرا وختام برنامج القافلة في منطقة قرورة الحدودية .

 

عقيتاي – عيتربة : سعيد يوسف

الخرطوم (كوش نيوز)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى