تحقيقات وتقارير

ولاية جنوب دارفور.. تجدد أزمة المياه السنوية

مدينة (نيالا ) حاضرة ولاية جنوب دارفور يسكنها أكثر من (5)ملايين نسمة تعاني من أزمة مياه سنوية حيث وصل سعر برميل الموية إلى (200)جنيه فيما لاتزال عدد من المحليات البعيدة يشرب الإنسان والحيوان في إناء واحد فيما يعطل أحد أفراد الاسرة ليكون جالبا للمياه لمسافة يوم كامل ومبيت في الاحيان في مورد المياه ليجد حظه مع بقية الحيوانات العطشى… حكومة جنوب دارفور ممثلة في إدارة المياه والمنظمات بذلت مجهودات لكن لازال الوضع محلك سرك… فماذا هناك؟ .

 

شكوى دائمة
اشتكى عدد من المواطنين بمدينة نيالا بولاية جنوب دارفور من صعوبة الحصول علي المياه فيما أشار المواطن محمد آدم من نيالا شمال إلى أنهم اعتادوا على العطش سنويا مع وعود من حكومة الولاية بحل الضائقة كل سنة ولكن كل سنة تكون أسوأ من السنة التي مضت، منوها إلى وصول سعر برميل الماء إلى (200)جنيه فيما لفت عدد من أصحاب التناكر إلى صعوبة الحصول على الجاز إلا بشق الأنفس، منوهين إلى أن جالون الجاز ب(730) ج فيما بلغ باقة الجاز (2920)جنيه وجالون البنزين (680)جنيه. وتابع (رضينا بالهم والهم ما رضى بينا نكابس في موية والناس تكابس (مدافرة ) في الرفاهية).

وطالب محمد بأن تكون لحكومة ولاية جنوب دارفور وإدارة المياه خطة مدروسة معلومة للجميع تنفذ على مراحل بدل كل سنة تكرار أزمات وشكاوى بدون حلول.

 

انفراج نسبي
ولفت المواطن إدريس داؤود من تلس إلى أن هناك انفراج نسبيا لكن الوضع مازال صعبا جدا في سبيل الحصول على المياه للإنسان والحيوان وتابع (مازلنا ننتظر تنفيذ الوعود من حكومة الإنقاذ إلى حكومة الثورة سمعنا كلام كتير لكن عمل مافي).

وأكد مدير هيئة مياه ولاية جنوب دارفور المهندس بشير مختار أن مشكلة مياه نيالا سببها خروج (20) بئرا فى وادي نيالا من الخدمة من جملة (41) بئرا في فصل الخريف، مشيرا الى أن الآبار العاملة منها (19) بئرا، منوها إلى دخول عدد ثماني آبار للخدمة كانت معطلة و بدء العمل الآن تركيب الطلمبات الغاطسة الجديدة .

 

ولفت بشير (للصحفيين) الى أن الهيئة تضم كل محليات الولاية ال(21) محلية فيها (145) محطة مياه تدار بواسطة سبع إدارات، مضيفا أن محليات الولاية تعتمد على مصادر المياه الجوفية ،الحفائر ، السدود منها سد ام دافوق الذي يحتاج إلى صيانة .

إضعاف الهيئة
واشار بشير الى أن قرار إلغاء الهيئة القومية وجعلها هيئة ولائية أضعف عمل الهيئة على مستوى الولايات حيث أغلب المشاريع الآن من المنظمات الدولية والأممية مشيرا إلى وجود عجز كبير في خدمات المياه نتيجة لزيادة السكان ووجود معسكرات النازحين حول المدن بسبب الحروب بجانب نزوح المواطنين من المحليات إلى نيالا ضاعف من حجم الخدمات الموجهة للمياه. وقال بشير هذا الواقع أفرز إشكالات في نيالا التي تعتمد على الحوض الجوفي سعة (10) ملايين متر مكعب المتاح منها (8) ملايين متر مكعب، لافتا إلى أن الهيئة تمتلك (41) بئراً في وادي نيالا تنتج (20) الف متر مكعب تخدم عدداً من المواطنين المشتركين .

 

ولفت بشير الى أن الهيئة تعتمد على تعرفة مياه محلية تجيزها المجلس التشريعي مما يحدث فجوة في ظل ارتفاع المرتبات وضعف الجنيه. وتابع (الهيئة الآن غير قادرة على تسيير مدخلات المياه والمرتبات قامت الولاية بدفع المرتبات وتمت المعالجة مؤخرا) وكشف بشير مختار أن التسعيرة الجديدة المتوقع للمياه خمسمائة جنيه للشهر، واصفا اياها بأنها اعلى تعرفة مياه فى السودان لبعد المسافة من المركز بجانب ارتفاع تكاليف الوقود .

واشار بشير الى أن المشاكل التي تعاني منها الهيئة هجرة العمالة المدربة إلى المنظمات وترك العمل بسبب ضعف المرتبات مما أفقر الهيئة من الكوادر الهندسية بيد أن الجهود مبذولة لتوفير مدخلات إنتاج المياه .

 

جهود مثمرة
وقال بشير إن جهودهم مع المسؤولين في الخرطوم بوزارة الري وهيئة مياه الخرطوم أثمرت في جلب معدات ومعينات لمياه نيالا والمناطق الريفية تمثلت فى عدد (17) طلمبة غاطسة منحة من وزارة الري إدارة السدود منها عدد(12) طلمبة موجهة إلى مياه الريف تعمل بوحدات الطاقة الشمسية بالإضافة إلى (5) طلمبات موجهة الى مياه نيالا ، (3) طلمبات من هيئة مياه الشرب والصرف الصحي الخرطوم لمياه نيالا ومثلها موجه إلى مياه الريف واشار الى أن الحاجة ماسة لمولدات الطلمبات الغاطسة في الريف، مبينا أن قيمة اقل مولد مليونا جنيه لا تستطيع الهيئة توفيرها.

 

واكد بشير ان الجهود متواصلة فى إكمال مشاريع حصاد المياه الذي يضم (55) بئرا تم حفر (17) منها بينما تبقى (38) بئرا بالاضافة الى (15) حفيرة متوقفة بسبب التمويل. واضاف ان مشروع شبكة مياه نيالا الجزء الشمالى للمدينة لم يكتمل بعد وينفذ بتمويل من صندوق إعمار دارفور، لافتا الى وجود (30) الف مشترك لايتمتعون بمياه مستمرة لجأت الهيئة الى توزيع المياه بالايام و تشوبها عدة إشكالات، مؤكدا حاجة الولاية الى التمويل الاتحادي لتكملة مشاريع المياه .

واشاد بشير بالعاملين فى هيئة المياه الذين يعملون بتفان ونكران الذات في تقديم خدمات المياه، مشيرا الى أن هيئة مياه الشرب والصرف الصحي الخرطوم وعدتهم بتدريب شامل للعاملين وبتدريب متقدم ل(8) مهندسين في الهندسة المدنية اولا .

ولفت الى اهمية مجلس إدارة الهيئة فى وضع الخطط والتحرك الى المركز لجلب التمويل اللازم لمشاريع المياه بجانب المصادقة على ميزانية المياه وتعيين المدير العام للهيئة.

 

مشروع معطل
وقال بشير إن مشروع مياه نيالا من قريضة بدأ العمل فط تنفيذه عام 2007 بتكلفة (50) مليون دولار قرض صيني لكن للظروف الامنية توقف المشروع من 2008م الى أن تمت المخالصة مع الشركة الصينية في 2013م وتم التعاقد مع الشركة الشيكية لتوصيل الخط الناقل وشركة قولدن إستار لحفر الآبار ونقاط تجميع المياه بجانب تعيين مدير ولائي للمشروع بيد أن إرتفاع الاسعار اوقف العمل في المشروع. وقال بشير فى زيارتهم الاخيرة للخرطوم تم التعلية للمشروع وهناك لجنة فنية وإدارية تصل الولاية لمراجعة موجودات المشروع ومدى صلاحية استخدامها بإشراف الولاية، مؤكدا أن المشروع محتاج الى سند ووقفة من مجتمع الولاية لتنفيذه.

صحيفة السوداني

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى