الطيب مصطفى

الطيب مصطفى يكتب: بين المفكر الجهبذ د. محمد عمارة وجهالات بني علمان!!!

من خلال رصد دقيق لصحيفة (الديمقراطي) التي أنشئت مؤخراً أكاد أوقن أن أحد أهم أهدافها ، وقد إمتلأت صفحاتها بعتاة تلاميذ الهالك الملحد ماركس من الشيوعيين وكذلك من بقية المستلبين ثقافياً من قبيلة اليسار وبني علمان في الدول العربية بل ومن كل أطراف الدنيا ، أقول أكاد أوقن أن من بواعث إنشائها أن تنشر الفكر العلماني المتطرف مع تأييد سياسي كاسح للشلة اليسارية المتمكنة حالياً والمناهضة للإسلام التوحيدي الشامل خاصة ما يسمى بالإسلام السياسي.
صحيح أن مهمتهم تكاد تكون مستحيلة بحول الله وقوته ولكن ما يدعمهم بقوة تمكنهم من مفاصل الدولة من خلال ما أحدثه الحزب الشيوعي من تغيير هائل خاصة في مجال التشريع سواءً في الوثيقة الدستورية التي أقصت الشريعة بل واللغة العربية أو في التشريعات الأخرى التي نفدها الحزب العجوز من خلال مغفله النافع عاشق العلمانية نصر الدين عبدالباري بما في ذلك إباحة الخمور والدعارة وإلغاء النظام العام الذي أشاع قلة أو إنعدام الحياء في المجتمع خاصة وسط كثير من الفتيات المتحررات والشباب الماجن الخارج على قيم وتقاليد المجتمع السوداني المحافظ.
من أراد ان يستيقن من صحة المقولة المنسوبة للخليفة الراشد عثمان بن عفان (إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن) فليلق نظرة سريعة في ما أحدثه رجل واحد هو أتاتورك بالإسلام في تركيا خلال سني حكمه الطاغوتي الذي رسخ للعلمانية (المتوحشة) المختلفة تماماً عن العلمانية الأوروبية المتسامحة نسبياً ، فقد غير الرجل المستلب ثقافياً ، وبالإكراه ، هوية تركيا وسعى بقوة لأن يجعل مجتمعها مجتمعاً أوروبياً خالصاً ، وبالرغم من كل ما بذله أردوغان في سبيل تخفيف تأثيرها السالب على حياة المسلمين فإن العلمانية لا تزال تمسك بخناق تركيا منذ مائة عام ولم يفعل أردوغان من خلال خوضه معاركه الضارية ضدها أكثر من تحويلها إلى علمانية أوروبية متسامحة تتيح حرية التدين بعد أن كان مسلمو تركيا محرومين من الحرية المتاحة في أوروبا التي تقول دساتيرها (نظرياً) إنها تقف على مسافة واحدة من جميع الأديان ، رغم الردة التي تتعالى أصواتها من قبل اليمين المتطرف.
أعجبني مقال للمفكر الإسلامي الجهبذ الدكتور محمد عمارة في رده على بعض بني علمان أحببت أن تشاركوني قراءته خلال الأسطر التالية :
يقول الدكتور محمد عمارة ، رحمه الله:
في أحد المجالس، ألتفت أحد المدعوين العلمانيين تجاهي، وخاطبني مستهزئاً، وقال:
هل أفهم من كتاباتك أنك تريد تطبيق أحكام الشريعة والعودة بنا إلى الوراء؟!
فأجبته- متسائلاً:
هل تقصد بالوراء يعني حوالى 100 سنة، عندما كان السلطان عبدالحميد الثاني يحكم نصف الكرة الأرضية ، أم عندما كان ملوك أوروبا يحكمون شعوبهم بتفويض من السلطان العثماني ، أم قصدك بعبارة (إلى الوراء) أكثر ، زمن حكم المماليك، الذين أنقذوا العالم من المغول والتتار ، أم إلى الوراء أكثر عندما حكم العباسيون نصف الأرض ، أم إلى الوراء أيام الأمويين ، أم قبلهم سيدنا عمر بن الخطاب الذي حكم أكثر الكرة الأرضية ، أم قصدك عندما بدأ هارون الرشيد رسالته إلى ملك الروم نقفور:
(من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم)؟ ، أم إلى زمن عبدالرحمن الداخل، الذي طوّق جيشه إيطاليا وفرنسا؟
هذا سياسياً
أم قصدك علمياً عندما كان علماء العرب مثل إبن سينا والفارابي وإبن جبير والخوارزمي وإبن رشد وإبن خلدون إلخ، يعلّمون العالم العربي والغربي الطبّ والصيدلة والهندسة والفلك والشعر، أم قصدك من حيث الكرامة.. عندما عبث يهودي كافر بعباءة إمرأة فصاحت وامعتصماه ، فجرّد المعتصم الجيش وطرد اليهود من أرض الدولة، بينما النساء اليوم تُغتصب إغتصاباً والحكام مسرورون ، أم قصدك عندما أنشأ المسلمون أول جامعة تعرفها أرض أوروبا في إسبانيا ، ومن وقتها أصبح الزيّ العربي (العباءة) هو لباس التخرج في كل جامعات العالم، ولليوم وقبعة التخرج مسطّحة، لأنه كان يتم وضع القرآن فوقها في إحتفال التخرج ، أم قصدك لما كانت القاهرة أجمل مدينة بالعالم ،أم عندما كان الدينار العراقي يساوي (483) دولاراً ،أم عندما كان الهاربون من أوروبا الفقيرة يتوجهون إلى الأسكندرية ، أم عندما طلبت أمريكا من مصر إنقاذ أوروبا من المجاعة؟
وختم دكتور محمد عمارة رده على ذلك العلماني الجهلول بالعبارة التالية :(منتظرك تشرح لي قصدك وتخبرني كم تريد أن نرجع إلى الوراء؟).

 

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى