حوارات

مسؤول بالخارجية الإسرائيلية: “أحلى من الحلاوة.. الصداقة بعد العداوة”

 

يبدو أن الخطوة التي اتّخذتها الحكومة الانتقالية بطي صفحة العداء مع إسرائيل، والتي أتت مُتزامنةً مع رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب تحت رعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، قد قُوبلت بارتياحٍ كبيرٍ من قِبل المسؤولين والشارع الإسرائيلي، بدا ذلك واضحاً في الإجابات والردود الصريحة والمتفائلة لمدير إدارة مصر والمغرب في قسم الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الإسرائيلية، السيد ليور بن دور على أسئلة (الصيحة) بإمكانية التغلب على ذكريات الماضي وفتح صفحة جديدة بين الشعبين السوداني والإسرائيلي يلمؤها التعاون والتنسيق المشترك لغدٍ أفضل، وقال إنه سعيدٌ بالانفتاح الإعلامي، وإن الكثير من الإسرائيليين يفهمون الشعب السوداني ولا يحتاجون لمترجم، وأضاف بأن بلاده سعيدةٌ بالانتقال من حالة المقاطعة مع السودان إلى التعاون والاعتراف المُتبادل، وجدّد الدعوة إلى نبذ خطاب الكراهية والعمل على التعاون المشترك من أجل رفاهية شعب البلدين، هذا إلى جانب كثيرٍ من الإفادات المتفائلة في ردود ليور خلال الحوار التالي:

 

* دعنا أولاً نبدأ بالسؤال حول كيف تنظر للقفزة التي حدثت في العلاقات بين الخرطوم وتل أبيب من المقاطعة التامة إلى التعاوُن والسلام؟

أولاً، إنني سعيد جداً بتوجهكم إليّ وبفرصة الحديث مع (الصيحة)، وهذا يدل على الصفحة الجديدة التي نفتحها الآن سوياً.

يسرنا جداً بأننا ننتقل وإياكم من حالة المقاطعة إلى حالة التعاون والاعتراف المتبادل، وزي ما بيقولوا بالعربي: “إيه أحلى من الحلاوة؟ الصداقة بعد العداوة”.

نحن دائماً نطمح إلى التعايش السلمي مع كل جيراننا، حتى مع هؤلاء الذين ليست لهم حدود مباشرة معنا، ونُرحِّب بكم لانضمامكم إلى محور السلام.

* ولماذا تبدو إسرائيل مُهتمة بحدوث اختراق كبير في العلاقة مع دولة فقيرة في إقليم شرق ووسط أفريقيا كالسودان؟

عن سؤالك عن كون السودان فقيرة.. كل دولة لها ميزاتها وقدراتها، وأهم من كل شئ هو الشعب ومواهبه ورغبته في الحفاظ على القيم الإنسانية وفي ضمان مستقبل أفضل لنا وللأجيال القادمة، ونحن في إسرائيل لا نختار صداقتنا مع الدول وفقاً لكمية الدولارات في جيوبها، وإنما وفقاً لإمكانية تطوير العلاقات والاستفادة المتبادلة من القدرات الإنسانية.

* وما هي الخطوات الدبلوماسية المُنتظرة بين البلدين خلال الفترة المقبلة في تقديركم؟

أما عن الخطوات الدبلوماسية المقبلة.. هدفنا المُشترك هو ترجمة الإعلان عن العلاقات السلمية إلى أعمال، ونعني بذلك فتح سفارات وتبادل وفود ووضع البنية التحتية للقيام بالتعاون في المجالات المُختلفة، ومنها الزراعة والتجارة والتكنولوجيا والعلم والطب والأكاديميات والسياحة والاستثمارات.. علينا أن نمضي قُدُماً في هذا الاتّجاه وبالتأكيد سنتعرّف على بعض وسنتفق سوياً على السُّبل الكفيلة بتنسيق وتطبيق هذا التعاون.

* وهل نتوقع أن تقيم تل أبيب سفارة ضخمة لها بالعاصمة الخرطوم في مُقبل الأيام؟

عن حجم السفارة.. أقول من السابق لأوانه الحديث عن حجم سفارتنا في الخرطوم وحجم سفارتكم عندنا، لكننا بالتأكيد نمشي في الاتّجاه الصحيح.

* إذن ما هو صدى التطبيع بين السودان وإسرائيل في الشارع الإسرائيلي؟

وحول الصدى في الشارع الإسرائيلي.. كلما نشاهد التقارير والأخبار في وسائل الإعلام عن السلام مع السودان، هذا يفرح قلوبنا ويقوِّي تمسُّكنا بمباديء السلام والتعايش. شعبنا معروفٌ باعتداله وببراغماتيته، وأعتقد أن الشعب السوداني أيضاً شعبٌ يحب السلام ويدرك أهمية التعاون بين الأمم والدول. ويمكنني أن أضيف على سبيل المثال مباراة الشطرنج التي عقدت قبل عدة أيام بمشاركة أكثر من خمسين لاعباً سودانياً، إلى جانب عدد مماثل من اللاعبين الإسرائيليين، حُظيت بتغطية واسعة من الجمهور الإسرائيلي وكان متحمساً جداً تجاه ثمرة سلام من هذا النوع.

* برأيكم إلى أي مدىً يُمكن أن يسهم السودان بحكم موقعة الجيواستراتيجي المُميّز في حل الأزمة بالشرق الأوسط وتغليب السلام في المنطقة بدلاً من الحرب؟

أمّا بشأن الأهمية الاستراتيجية للسودان.. كل دولة تختار الالتحاق بمحور السلام تُساهم استراتيجياً في تقوية الاستقرار والنمو والازدهار التي يستحقها كل سُكّان منطقتنا. حان الوقت لنتحرّر من الخطاب الكئيب والمَرير الذي تم إملاؤه علينا في العقود الأخيرة لنتبنّى حوار التعاون وحُسن الجوار والسلام.

* السيد ليور البعض يتحدّث عن أن السودان اندفع إلى هذه الخطوة مُضطراً أو تحت الضغط.. ما هو تعليقكم؟

قطعاً السلام بيننا وبينكم لا ينبع إلا عن رغبتنا المُشتركة في التعايُش السلمي.

* هناك قضايا واتّهامات مُوجّهة من السودان لإسرائيل تتعلّق بهجمات على مواقع صناعية وعسكرية، هل تتوقّع مُناقشة هذه الملفات في الوقت الراهن وكيف ستُحل؟

فيما يلي الاتّهام بالهجمات.. إسرائيل تعيش في سلام مع مصر والأردن وهذا يدل على خبرتنا بالتغلب على ذكريات الحروب والقتال وسفك الدماء فإنّني مُتأكِّد أنّ شعبنا وشعبكم سيتحلّون بالذكاء لكي ننظر إلى الأمام.. ويجب أن أشير هنا عندما نشاهد التقارير ونسمعكم تتكلّمون، هنالك الكثيرون من الإسرائيليين الذين يفهمونكم ولا يحتاجون إلى ترجمة، فعلى كل حال يمكننا أن نتحاور بلغة مشتركة وطالما في نيّة وفي طريقة اللغة لن تكون حاجزاً أمامنا.

 

حوار- مريم أبشر

الخرطوم: (كوش نيوز)

 

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى