زاهر بخيت

زاهر بخيت الفكي يكتب: لا عمار ولا المسار يا حمدوك..!!

ببساطة شديدة صبّ السيد حمدوك براميل من الزيت في هشيمِ الشرق اليابس (لاطفاء) النيران المُشتعلة مُنذ تعيينه للوالي عمار (المرفوض) من بعض مكونات المنطقة ، نيران اشتعلت من لحظة تعيينه لم يُسارع حمدوك في إقالته في نفس اللحظة التي بدأت فيها الأصوات الرافضة لعمار تزحف نحو كسلا ، ولم يستقيل عمار من نفسه لاخماد النيران وهو أعلم من حمدوك بالتعقيدات وبالعواقب الكارثية ، ولم يُبالي بل حاول فرض نفسه عليهم مستنداً على سُلطة المركز التي يعلم الجميع هشاشتها وعدم قدرتها على فرض هيبة الدولة حتى في المنطقة المُحيطة بالقصر ، تجاهل حمدوك الموضوع وتمادى عمار ولم يتقدم باستقالته ، ولم تسعى الحاضنة المشغولة بصراعاتها الجانبية وفوبيا الدولة العميقة في البحث عمّن يُناسِب المقعد بتعقيداته المناطقية.
وهل تُطفى النيران برش المزيد من الزيت عليها يا حمدوك ..؟
لسنا مع زيد ضد عبيد ويكفي ما أحدثته الإنقاذ من صراعات ما زلنا نتجرع في كؤوس مرارتها بسبب ايقاظها لفتنة القبلية النتنة والتي لم تستطيع أن تُسيطر عليها عند انفجار الأوضاع وتمدد القبلية ، وظلت الدولة تلهث لكسب ود القوي على حساب الضعيف ، وتكرار التجربة لن يُجدي بل يُعيدنا إلى نفس مربعات البؤس التي اعتقدنا بأنّا خرجنا منها ببوابات الثورة ولن نعود إليها بأي شكل من الأشكال ، وتظل الأسئلة تترى والاجوبة المُقنعة الشافية عليها لا وجود لها في الواقع السياسي المُضطرب.
من يُفكِر لحمدوك وماذا يُريد من يحرص على إدخال الرجُل (قليل) التجربة في مثل هذه الصراعات ، وهل خرج منها من دخلها من قبل..؟
هل تعافى السودان من العللِ التي أورثتنا لها الأنظمة المُتعاقبة عليه منذ الإستقلال (عسكرية ومدنية)..؟
بحّ الصوت والتهبت الحناجر وجفّ مداد الأقلام في السؤال عن خُطط السيد حمدوك ورؤى من يلتفون حوله في حلول مثل هذه الأزمات ، وقد يتجاوز المواطن عن فقدانه للخبز أو غاز الطبخ ويلجأ لبدائل أخرى تُغنيه عنهما إلى حين ، ولكن لمن يلجأ يا حمدوك من احترقت داره واشتعلت النيران في منطقته أحرقت الزرع وجففت فيها الضرع وضيّعت المُدخر ، بمن يلوذ من فقد السلام والاطمئنان بين أهله وعشيرته والقاتل والمقتول للأسف يتشاركان المُصيبة وكلاهما يتجرعان معاً من كأس الخسارة ويتذوقا قسوة فقدان الأمن والأمان ، وما من رابح في نهاية الأمر سوى الحمقى من أصحاب المطامع الشخصية .
لقد هيّأنا الملعب وقنطرنا الكُرة لمتمرد جديد بهذه الاقالة المُتأخرة وعمقنا الجراح وصببنا الزيت صباً على النار والله وحده أعلم بالمآلات ، وليعلم حمدوك أنّ الصراع في الشرق لن توقفه اقالة عمار ولا انسحاب المسار إنّما يتوقّف فقط بالعودة (للحكمة) والخروج من طور المُراهقة السياسية إلى العقلانية وفرض هيبة الدولة.
والسلام في الأول والختام.

 

 

 

صحيفة الجريدة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى