ضياء الدين بلال

ضياء الدين بلال يكتب: (حقارة عدييييل)!!

-١-
هذا ما أوردته مجلة (فورين بوليسي) ذات الصلة القوية بدوائر المخابرات الأمريكية:
أمسك وزير الخارجية الأمريكي بومبيو بهاتفه وهو يجالس رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك.
بصلفٍ وغُرورٍ، طلب بومبيو من حمدوك الحديث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
حمدك لم يستجب لذلك الطلب المُستفز المُفاجئ، وقدّم تبريرات الامتناع، مصحوبة بعتابٍ، في مقدمتها: ملف التطبيع خارج اختصاصات الفترة الانتقالية.

-٢-
زيارة بومبيو الفاشلة في طلب تطبيع العلاقة بين الخرطوم وتل أبيب، وما صحبها من تصرف طائش وغير لائق بالأعراف الدبلوماسية، تُوضِّح بُؤس موقف ترمب الانتخابي.
جائحة “كورونا” وما تبعها من أزمات اقتصادية وسُوء إدارة الأزمة، أضعفت حظوظ ترمب في مقابل توسيع فرص بايدن.
أصبح ترمب يسعى لاهثاً لكسب تأييد وإسناد اللوبي الصهيوني في أمريكا.
يُريد فعل ذلك عبر إدخال عدد من الدول العربية تحت مظلة التطبيع.

-٣-
المعلومات المُؤكّدة أنّ قرار رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب وُضع منذ فترة على مكتب ترمب!
الحكومة السودانية صرّحت بوضوح أنها أوفت بكل المطالب الأمريكية، آخرها دفع التعويضات ولم تستبقِ شيئاً.
ترمب أجّل وضع توقيعه على القرار ربما حتى يضمن انخراط السودان في مشروع التطبيع.
الديمقراطيون كذلك يُريدون الزَّج بالسودان في ملف تفجيرات سبتمبر!
ربما ينتظرون تعويضات سُودانية أخرى (خزنة واتفتحت)!

-٤-
أمريكا ترمب ذات نزوعٍ تجاري متوحش، تُريد أن تأخذَ الكثيرِ ولا تُعطي إلا القليل، إذا لم تتمكّن من الأخذ مجّاناً!
تجاوب السودان بدفع تعويضات – غير مستحقة – في ملف تفجير السفارتين أغراهم بطلب المزيد (الحكاية هاملة)!
وقد تأتي بعد فترةٍ، أسر ضحايا تفجير السفارة الأمريكية ببيروت، مُطالبين بتعويضات تُصرف من خزينة السودان!
فنصيحة الكاو بوي الأمريكي واضحة: (أطلب ما تريد وأنت تتحدّث حديثاً ناعماً وفي يدك عصا غليظة)!
يُطالب السودان بتسديد تلك التكاليف الباهظة رغم عدم إثبات مشاركته في تلك العمليات الإرهابية!

-٥-
يحدث ذلك، في ذات الوقت الذي تشرف فيه الولايات المتحدة الأمريكية على مفاوضات مع طالبان بالدوحة!
(طالبان) التي وفّرت الأرض والدعم للقاعدة، وآوت زعيمها أسامة بن لادن إلى اغتياله.
يجلس إليها بومبيو بالدوحة وعلى وجهه ابتسامة بلاستيكية مدهونة بمادةٍ لزجةٍ!
والسودان (الطيب المسكين)، الذي لم تثبت مشاركته في تلك العمليات ولم يكن ابن لادن بأراضيه، أثناء وقوعها، مُدانٌ ومُجرمٌ ومُلاحقٌ بالتعويضات!
والسودان الذي صنع ثورة أطاحت بحكم الإسلاميين المتهمين بتلك الحوادث، يُطالب بدفع تعويضات متناسلة من خزينته الخاوية!

-أخيرا –
كتبت من قبل تحت عنوان (استهبال أمريكي):
واشنطن المُتصالحة مع طالبان، الحامية والداعمة لأسامة بن لادن إلى مقتله، تفرض في المُقابل على الخرطوم غرامات مالية، تضطر لدفعها مُرغمةً وصَاغرةً، من أموال المعاشيين الفقراء!
الأمر الآن تَجَاوَزَ الاستهبال لـ(الحقارة عديل)!

 

 

 

صحيفة السوداني

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى