تحقيقات وتقاريررياضة

مصادر تفتح الملف المسكوت عنه وتطرح السؤال

 

أثارت حادثة استدعاء رئيس نادي الهلال هشام السوباط للتحقيق وإقامته في الحبس على خلفية بلاغات مفتوحة في مواجهته واتهامات تلاحقه، أثارت الكثير من الجدل في الوسط الرياضي بشكل عام والهلالي على وجه الخصوص.. وجاءت حادثة السوباط غير المفاجئة لتمثل امتداداً لسلسلة اتهامات الفساد التي باتت تلاحق قيادات أندية القمة في العقود الأخيرة حتى صارت سمة بارزة وتحولت إلى قضية مثيرة للكثير من التساؤلات لعل أبرزها (ما هو مصدر أموال رؤساء وقيادات أندية القمة؟) و(هل باتت كرة القدم السودانية ساحة لغسل الأموال؟) و(هل تمنح رئاسة أندية القمة أو تولي مناصب قيادية حصانة للشخص من المساءلة وتوفر له الحماية الشعبية بتوجيه عاطفة الجماهير للضغط على الدولة؟) كلها تساؤلات وغيرها سنحاول الإجابة عليها في سلسلة من عدة حلقات بدأناها أمس بتسليط الضوء على أسماء قيادات من أندية القمة طاردتها الاتهامات وتواجدوا خلف القضبان وقيد الإقامة الجبرية وصدرت بحق شركاتهم قرارات بتجميد الأرصدة.. ونواصل اليوم بإضاءات على جريمة (غسل الأموال) وعلاقتها بعالم كرة القدم.

 

ما هو غسل الأموال؟

غسل أو تبييض الأموال جريمة اقتصادية تهدف إلى إضفاء شرعية قانونية على أموال محرمة أو مكتسبة بطريقة غير مشروعة، لغرض حيازتها أو التصرف فيها أو إدارتها أو حفظها أو استبدالها أو إيداعها أو استثمارها أو تحويلها أو نقلها أو التلاعب في قيمتها عبر استخدامها في مجال مشروع.

ما هو الهدف من جريمة غسل الأموال؟

مجرمو غسل الأموال يتطلعون عادة من خلال هذه الممارسة إلى تحقيق عدة أهداف منها إخفاء المصدر الحقيقي للأموال وقيمة الأموال الحقيقية المكتسبة بطريقة غير مشروعة ومن ثم إضفاء شرعية عليها وبالتالي تكون الجريمة مزدوجة الأولى سابقة بكسب أموال غير مشروعة والثانية لاحقة باستخدامها في مجال واستثمارات مشروعة لطمس معالم الجريمة الأولى ومنح الأموال الصبغة الشرعية.

ما هي الآثار التي تترتب على جريمة غسل الأموال؟

ضخ الأموال المكتسبة بطرق غير مشروعة تؤدي إلى خلل في النظام المالي للدولة ومن ثم تؤدي إلى التضخم وإضعاف قيمة العملة المحلية إلى جانب آثار سالبة إضافية ومنها العجز في ميزانية الدولة وضعف الاستثمارات.. وفي مجال كرة القدم، فإن ضخ الأموال غير المشروعة يحدث خللاً مستقبلياً بميزانيات الأندية واستقرارها المالي ويهددها بالإفلاس لأن الاعتماد على أموال غير مشروعة يؤدي إلى رفع الميزانيات لمستوى كبير ومتى ما غابت تلك الأموال ينهار الوضع المالي للمؤسسة، كما أن غسل الأموال يرتبط دائماً بغياب الشفافية وعدم وضوح الرؤية في ميزانيات الأندية ومصادر دخلها وأوجه الصرف وهو ما يتسبب لاحقاً في إشكاليات عديدة ويضع الأندية في مواجهة ديون غير معلومة الرقم ومجهولة المصدر.

كرة القدم وغسل الأموال

خلال الألفية الثانية، تعرض عالم كرة القدم لغزو كبير من مجرمي غسل الأموال سواء من رجال الأعمال أو بعض رجال الأنظمة الحاكمة في بعض الدول، وذلك بعد أن بدأت الكثير من الدول في مكافحة ومحاربة غسل الأموال وهي الجريمة التي كانت ترتكب في مجالات أخرى وهو ما دفع بالكثيرين للاتجاه لغسل الأموال في مؤسسات كرة القدم .. وفي يوليو من العام 2009 حذرت هيئة دولية متخصصة في مكافحة غسل الأموال من أن لعبة كرة القدم باتت تستخدم كأداة لغسل الأموال.

وقالت هيئة الرقابة على المعاملات المالية في تقرير إن لعبة كرة القدم تواجه تحدياً يتعلق بقيام المجرمين بغسل الأموال عبر الأندية الرياضية.

الاتحاد الأوروبي

بتاريخ 25 يوليو 2019 قرر الاتحاد الأوروبي إضافة (كرة القدم الاحترافية)، لقائمة المؤسسات الخاضعة للرقابة، بسبب مخاطر عمليات غسل الأموال، التي تشهدها اللعبة.

ووضعت بروكسل (كرة القدم)، في قائمة تضم 47 قطاعاً، معرضة للتعاملات غير القانونية، حسب ما أشارت صحيفة “فاينانشال تايمز”.

ويأتي القرار في أعقاب فضيحة في بلجيكا العام الماضي، عندما بدأ المدعون الفيدراليون تحقيقاً في مزاعم دفع رسوم غير مشروعة للاعبين والحكام.

وقالت المفوضية الأوروبية في بيان، إن: “انعدام الشفافية في كرة القدم، خلقت أرضاً خصبة لاستخدام الموارد غير القانونية”.

وأضافت: “يتم استثمار مبالغ مالية مشكوك فيها بدون عائد أو ربح مالي واضح يمكن تفسيره في هذه الرياضة”.

 

تقرير – ناصر بابكر

الخرطوم: (صحيفة الصيحة)

 

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى