رأي

أحمد يوسف التاي يكتب: أربعة أشخاص وخامسهم..

بإلقاء نظرة فاحصة على قرار تعيين الولاة الجدد يدرك المراقب السياسي بوضوح تام أن القرار لم يحظ حتى بالحد الأدنى من التوافق والإجماع والاتفاق، وكان المطلوب بالضرورة الحصول على الحد الأدنى من التوافق حتى لا نهدر وقت الدولة بهذه الخلافات المتصاعدة والجدل العقيم، بحسبان حساسية المرحلة ودقة الظروف المحيطة التي تمر بها البلاد خاصة وأن المرحلة لا تحتمل الخلافات والجدل والصراع السياسي على المواقع والمناصب ، ولا تحتمل المحاصصات وارتباك الأداء بهذه الطريقة البائسة..
خمسة ولاة من الذين تم تعيينهم وُوجهوا برفض تام من قبل المواطنين في ولاياتهم، وهذا الرفض الشعبي في الغالب يعكس الصراع المدمِّر وحدة الاستقطاب السياسي، ففي كل الأحوال الأحزاب السياسية لها يد أيضاً في تحريض الشارع على بعضها في حلبة الصراع و»الدافوري»…
الجبهة الثورية كانت آخر الأجسام الفاعلة التي أبدت تحفظاتها على عملية تعيين الولاة وأشارت إلى أنها خالفت المعايير التي تم التوافق حولها وأصبحت موضعاً للتجاذب، وهي في ذلك تمضي بذات الاتجاه الذي مضى فيه حزب الأمة، وقالت الجبهة الثورية في بيان لها أمس إن اختيار الولاة صاحبته منذ البداية تحديات كبيرة انتبهت إليها الجبهة الثورية، فدعت إلى ضرورة إجراء مشاورات واسعة مع شركاء الثورة.. وكان حزب الأمة القومي بزعامة الصادق المهدي أول الرافضين لقرار تعيين الولاة بالطريقة التي تم بها، بسبب ما سماه عدم الالتزام بما تم التوافق عليه…
حزب البعث العربي عضو قوى الحرية والتغيير أكد أمس على لسان رئيسه التجاني مصطفى رفضهم للمعايير التي تم بها اختيار الولاة والمحاصصات، وكشف التجاني عن عدم موافقة كتلة الإجماع الوطني على الترشيحات التي تمت، ولم يقف الرجل عند هذا الحد بل قال إن التعيينات التي تمت تمثل مجموعة متسلقة قريبة من حمدوك وظلت تُملي عليه خياراتها.. التجاني مصطفى أيضاً قال إن حزب المؤتمر السوداني قدم والياً للشمالية انضم إليه حديثاً و(هي) في الأصل عضو أصيل بحزب المؤتمر الوطني المحلول..!!!!..
من خلال الوقائع أعلاه يدرك المراقب السياسي أن حكومة حمدوك لم تتحرر بعد من عقلية نظام المؤتمر الوطني، وإلا فكيف يتم الاتفاق على معايير محددة ومُجْمع عليها ثم تفاجئ شركاءها بالتنصل مما تم الاتفاق عليه، وهل هذا إلا سلوك المؤتمر الوطني ونظام الإنقاذ المخلوع.. ثم يبقى القول إن تسلق مجموعة صغيرة إلى كابينة القيادة واستحواذها على حمدوك والإملاء عليه قضية كثر الجدل حولها وتحتاج إلى وقفة جادة والتدقيق حولها والتأكد ما إذا كان الأمر صحيحاً أو مزايدة سياسية، وإذا صح ذلك فإن حكومة حمدوك حينها ستكون (الإنقاذ تو)، فالدولة في عهد البشير لا تدار بالمؤسسات ولا المشاورات بل كان يديرها أربعة أشخاص وخامسهم البشير… اللهم هذا قسمي فيما أملك.
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.

 

 

 

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



فاطمة احمد

محررة تختص في تغطية الأخبار الإقليمية، تسعى لنقل التطورات المحلية بشكل موضوعي ودقيق.
زر الذهاب إلى الأعلى