تحقيقات وتقارير

حمدوك .. في ميزان مجابهة التحديات ؟!

(شكرا حمدوك) ماتزال هذه العبارة متداولة وسط السودانيين ، يرددونها بفرح ، فرئيس الوزراء عبدالله حمدوك الذي جاء من رحم ثورة ديسمبر المجيدة مايزال يحظى بحب السودانيين ، معتبرين أن دعمه مع قليل من الصبر يؤدي الى نجاح الفترة الانتقالية ، لكن في الضفة الاخري يرميه البعض باللوم والعتاب معتبرين انه بدد آمالهم وطموحاتهم لانه بطيء في اتخاذ قرارات تمسهم بصورة مباشرة.

اسلوب حمدوك :
رئيس الوزراء عبدالله حمدوك سياسي ودبلوماسي نقل السودان الى دائرة الضوء الدولي ، بدأ عهده بتحريك هذه المساحة لانه يجيدها، لكن آخرين رأوا انه بطيء في اتخاذ القرارات ومتابعتها مما اسهم في تعطيل الجهاز التنفيذي بهدوئه الدبلوماسي ، فالوضع الداخلي بالبلاد لا يتحمل البطء لانه سيؤدي الى مزيد من الانهيار الذي ورثته الحكومة الانتقالية من النظام السابق ، فالامر يحتاج نفس الحيوية التي بدأها في السياسة الخارجية لتحقيق حياة افضل للمواطنين .

 

رغم ما حققته الحكومة الانتقالية داخليا في مجال الصحة والتعليم وتغيير الانتقال من السياسات الداخلية من الربح الى الانتاج ، ووقف نمو الطفيليات بالاضافة للتحول نحو التنميه البشرية ، لكن مواطنين يعتبرون أن الاداء لم يرتق لمستوى تطلعاتهم ، منتقدين تمسك رئيس الوزراء بوزراء ومستشارين فشلوا في اخراج السودان من الازمات التي يعاني منها ، لافتين الى أن بعض الكوادر الداخلية المحسوبة على التغيير ليس لديها قدرات تنفيذية وآخرون كانوا في ادنى السلم الاداري حينما تخلصت منهم الانقاذ .

 

مراقبون اكدوا بحسب صحيفة السوداني، ان مكونات الحرية والتغيير ابدت ملاحظاتها حول الحكومة ، لكن الحكومة هي الجهة المناط بها اصلاح حالها في ظل غياب المجلس التشريعي ، والنقد البناء هو الذي يجعل حمدوك يغير اسلوبه خاصة وانه مايزال يتمتع بفوذ في الشارع.

دعمه وتنبيهه :
نتائج مرضية لا يمكن أن يحققها حزب واحد او قوى ثورية بعد تعقيدات وخراب استمر 30 عاما ، البعض يرى أن حكمة حمدوك جعلته يحقق هذه الانجازات ، بالمقابل توجد سلبيات لكن لا تعني انه فاشل ، فالامر يتطلب دعمه وتنبيهه لها ، فمثلا عليه اعطاء قضية معاش الناس مزيدا من الاهتمام، فثورة ديسمبر سببها (رغيفة) .

الناطق باسم الحزب الشيوعي فتحي فضل اكد في حديثه للصحيفة، أن رئيس الوزراء انجز مهاما كبيرة في فترة وجيزة، واستطاع الدخول الى كاودا التي كانت عصية على نظام الانقاذ ، واحدث اختراقا في علاقات السودان الخارجية ، وقال “لا يمكن تقييم اداء حمدوك دون النظر الى التغول الذي يحدث من مجلس السيادة على مجلس الوزراء” .

 

فضل يذهب في حديثه، إلى أن الحكومة المدنية مكبلة بوجود المكون العسكري الذي يسيطر على مفاصل الدولة وبالتالي لا تتمتع بالديمقراطية ، وقال “نحن في الحزب الشيوعي نرى أن السلطة المدنية الكاملة المتفق عليها في اعلان الحرية والتغير الموقع في 19 يناير 2019م لم تتحقق بسبب التدخل الاجنبي والضعف الذي لحق بالحرية والتغيير” ، مستدركا: إن الحكومة هذه لاتمثل وجهة نظر واحدة ، وقال “الشعب مايزال ينتظر تحقيق العدالة ونتائج فض اعتصام القيادة العامة” ، مشيرا الى أن اللجنة اخذت وقتا طويلا في التحقيق وهذا ما اغضب اسر الشهداء والسودانيين ، مؤكدا أن لجنة ازالة التمكين تقوم بعمل كبير ،لكن لا بد من تقديم المعتدين على مال الشعب الى محاكمة فورية ، وضرورة محاكمة رموز النظام السابق المعتقلين بسجن كوبر.

 

وقال إن الحكومة الانتقالية جاءت بعد ثورة ديسمبر المجيدة وبالتالي لا يمكن محاكمتها او مقارنتها بالنظام السابق ، واضاف : الحرية والتغيير لها اعلان يمكن الاستهداء به وليس التقيد به ، ويجب توسيع المشاروات بين الحكومة والقوى الحاضنة لها ، داعيا للالتفات للخبرات الداخلية واعطائها فرصا لحل مشاكل السودان.

    وجدان طلحة

صحيفة السوداني

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى