تحقيقات وتقارير

كواليس خلافات في الجبهة الثورية !

خلافات حادة داخل الجبهة الثورية ومابين إتهامات باستخدامها كمظلة أيدلوجية وبين فشل تسويق مشروع مناوي داخلها يهدد الكيان عملية السلام

شهد الإجتماع الأخير للمجلس القيادي للجبهة الثورية بجوبا اليومين الماضيين خلافات حادة وإتهامات متبادلة بين مكونات الجبهة، حيث فاجأت حركة جيش تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي الجميع ببيان شديد اللهجة حول مخرجات الإجتماع ذكرت فيه أن إجتماعات المجلس القيادي وبعد مناقشات مستفيضة أمّنت فيه الأطراف على وجود خلل إداري يستوجب الاصلاح، وأضاف البيان أننا وحلفائنا سوف نقدم الى إتخاذ ما نراه من معالجات حقيقية تضمن مصالح الأطراف المكونة للجبهة ، وسوف نملك جماهير الشعب السوداني في حينه بهذه المعالجات، في وقت جددت فيه الحركة تأكيد إلتزامها الكامل بإعلان جوبا وما ترتب عليها من مواثيق.

 

اخفاقات التجربة

ولفت البيان إلى إخفاقات صاحبت التجربة العديد في عامها الأخير أخطرها محاولة جرجرة الجبهة وإستغلالها كمظلة لأطر ايدولوجية إستجابة لرغبة بعض مكوناتها، وأنها أصبحت منصة لإستهداف أهم مكوناتها، وهى حركة جيش تحرير السودان الأمر الذي هدد بقاءها كتحالف متماسك يحفظ توازن مصالح مكوناتها المختلفة، وأنه إزاء هذه التطورات ولعدم رغبة بعض أطراف الجبهة في إجراء معالجات تنظيمية ترتقى إلى مواجهة التحديات الماثلة، فإن الحركة وحلفائها سوف يقدمون إلى إتخاذ ما يرونه من معالجات تعيد للجبهة قدرتها وحيويتها ، ولمنع الجبهة من الإنزلاق إلى أتون المعارك الأيديولوجية و تلطيخ سمعة القوى المسلحة التي تنطلق من دارفور عبر علاقات مشبوهة بالتطرف التي تضر بقضية اهل دارفور، وعموم القضية السودانية ، علاوة على إستغلال مسار دارفور للسلام لمآرب أيدولوجية وتحويلها الى ثغرة تسرب لقوى أخرى تتحين الفرص لتقويض ما يمكن أن يصل إليه من سلام وإستقرار.

 

مناوي من جانبه زاد على بيان حركته بتغريدة على تويتر قال فيها أن جعل مسار دارفور حكرا لرغبات البعض أمر معيب لجميع الأطراف ومستقبل لا يحتمل تبعاته، متهما أشخاص لم يسمها بأنهم يسعون لنيل مكاسب سياسية على حساب الآخرينن متوعدا بكشفهم قريبا.

 

خلفيات إسلامية

وعلمت (اليوم التالي) من مصادرها داخل حركة مناوي أن الخلاف مع الحركات التي لها مرجعيات إسلامية في إشارة لـ(العدل والمساواة)، واتهمت المصادر أصحاب هذه الخلفيات بأنها ترغب في تحقيق السلام بسرعة واستعجال وقبول بأي تفاوض حتى تدخل البلاد وتشارك في السلطة وتستوعب وزراء إسلامين سابقين بالإضافة إلى كتائب الظل والدفاع الشعبي،

 

مبينا أنهم يقفون مع الحكومة في التفاوض أكثر من مسار دارفور نفسه، وأضافت المصادر نطالب بـ (30%) في السلطة لدارفور وهم يعترضون ويقولوا لماذا، ونتحدث عن قضايا مازالت عالقة وهم يقولوا تجاوزنا كل القضايا، وتابعت نرى أن الترتيبات الأمنية لابد وأن تكون بتفاوض مباشر لأنها من أهم قضايا التفاوض ولايمكن أن نبدأ فيها عبر الفيديو كونفراس وهم يعارضونا أيضا في ذلك، وأوضحت المصادر أن حركة مناوي هي أساس الجبهة الثورية وعلى المتضرر الخروج منها،

 

وقالت تنازلنا عن رئاسة الجبهة قبل نهاية فترة مناوي في الدورة السابقة بستة أشهر، ولكن عندما رأينا الامور تسير بهذه الطريقة داخل الجبهة كان لابد من إجراء إصلاحات فيها، مؤكدة ان هناك كثير من الامور سيتم الكشف عنها في حينها.

فشل التسويق

وعلق أحمد تقد لسان كبير مفاوضي الجبهة الثورية والقيادي البارز في العدل والمساواة على ماجاء في بيان حركة مناوي مؤكدا أنه رد فعل للفشل في تسويق مشروع مناوي في الجبهة الثورية، موضحا أن حركة مناوي تقدمت بمشروع لإصلاح الجبهة الثورية في إجتماعها القيادي وتم رفضه بالإجماع. وقال لسان إن الجبهة تكونت قبل أقل من عام في أغسطس الماضي قبل بداية العملية السلمية بجوبا، وإنها إعتمدت النظام الأساسي وأجازته، وتم تكوين هياكلها التنظيمية بناءا على مخرجات المؤتمر وعلى ماجاء في النظام الأساسي،

 

مضيفا أن المؤتمر الذي تم عقده في جوبا كان توحيدا لجبهتين الجبهة التي كانت بقيادة مالك عقار والجبهة التي كانت بقيادة مناوي، وكانت الأخيرة على وشك الإنتهاء قبل عقد المؤتمر الأخير وتنازل مناوي بحر إرادته من واقع دمج الجبهتين وإختيار قيادة جديدة وتابع كان الشرط الأساسي أن تكون الرئاسة لشخص لم يتبوأ موقع رئاسي من قبل كمناوي وكعقار وجبريل في فترات سابقة، وتم التوافق على أن يتولى الهادي إدريس قيادة الجبهة الثورية لهذه الدورة بإجماع كل الحضور وتم إعتماد النظام الأساسي وتشكيل الهياكل التنظيمية وملء المقاعد بناءا على مخرجات المؤتمر الأخير،

 

وقال إنه بدون مبررات تحتاج إلى إعادة النظر في تغيير النظام الأساسي أو في تغيير الهيكل التنظيمي للجبهة تقدم مناوي بمشروع طالب فيه بإلغاء النظام الرئاسي والأمانات بما فيها الأمانات العامة، وأخضعنا هذا المشروع لدراسة لكل مكونات الجبهة من التنظيمات التسع للجبهة، وبالإجماع تم رفض فكرة تغيير الهيكل التظيمي للجبهة، مبينا أن الإجتماع أمن على أنه إذا كان هناك ضرورة للإصلاح لابد من تقديم تصور جديد عبر لجنة حتى تتمكن من دراسة التصورات من التنظيمات المكونة للجبهة، وأن يجتمع المجلس الرئاسي للجبهة إذا كان هناك ضرورة لإجراء هيكلي في نظام الجبهة، لأن التغيير في الهيكل التنظيمي يتم عبر مؤتمر تنشيطي يحضر فيه القيادات وبترتيب مسبق وفق أجندة وجداول زمنية معروفة ويتم إتخاذ القرار وفق هذا الترتيب، وقال لكن الذي تقدم به مناوي جاء بدون مقدمات موضوعية ولا أي أسباب تستدعي التغيير خاصة وأن الدورة التنظيمية لرئيس الجبهة ونوابه والأمانات لم يمضي عليها أكثر من ثماني أشهر، وبالتالي سابق لأوانه الحديث عن تغيير النظام الأساسي وتغيير قيادة الجبهة الثورية وحتى إجراء إصلاح هيكلي داخل الجبهة،

 

مشيرا إلى أن الذي يدور في الإعلام حول هذا الأمر لايمت للواقع بصلة، وقال نحن نقدر ونحترم الذين يريدون أن يغيروا لكن الرأي في النهاية للأغلبية وهي قالت كلمتها برفض مشروع مناوي وتم حسم هذا الموضوع بهذا الشكل، وزاد ولكن فتح الباب مواربا لقبول أي تصورات جديدة من التنظيمات المكونة عبر لجنة تتشكل لهذا الخصوص تستمر وتنظر في الخيارات المتاحة لتحسين الأداء في داخل الجبهة الثورية.

 

القاهرة: صباح موسى

صحيفة ( اليوم التالي)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى