رأي

عبداللطيف البوني يكتب : يا اللوري تشيل منو ؟

(1)
عندما وضعت الهند سياسات زراعية جادة للخروج من المسغبة والموت جوعا أفردت حيزا مقدرا لقطاع النقل لما له من تأثير مباشر على السياسة الجديدة ومجمل الحالة الاقتصادية، فوضعت في صلب الدستور أمراً بمنع توقيف أية شاحنة تحمل في جوفها منتجا زراعيا أو حيوانيا اللهم إلا اذا ارتكبت مخالفة، فأصبح أصحاب العربات المهكرة التي تعمل بالحد الأدنى من المطلوبات وتنقصها النواحي الإجرائية كرخصة السيارة ورخصة السائق يجوبون القرى ليحملوا المنتجات الزراعية والحيوانية حتى ولو مجانا ليتمكنوا من دخول المدن، فازدهرت التجارة في المحاصيل والخضروات والفواكه والحيوان ومنتجاته، فزاد الإقبال عليها فأصبحت الهند من أكثر الدول انتاجاً وتطورا في الزراعة ويكفي أننا في السودان اليوم نستورد منها أجود أنواع التقاوي في الذرة والقطن المحور ومحاصيل أخرى مش كدا وبس بل وآليات زراعية متقدمة.

(2)
بعد جائحة الكورونا قررت اللجنة القومية العليا لمكافحة الكورونا استثناء الشاحنات والعربات التي تحمل المحاصيل والخضروات والفواكه وكافة السلع التي تتزود بها البقالات من حظر التجوال، وهذا أمر طبيعي لأن حظر التجوال لا يعني أن يموت الناس جوعا في المدن وغيرها، ولكم تمنيت أن يكون القرار أكثر تفصيلا وذلك بالطلب من كافة السلطات , بوليس الحركة والضرائب والزكاة والجبايات الولائية عدم توقيف أي متحرك يحمل تلك الضروريات للأسواق المحلية او الصادر اللهم إلا اذا ارتكب مخالفة أي تتحرك وكأنها سيارات دبلوماسية في شوارع الخرطوم.

فوالله العظيم ثلاثاً ما أضر الزراعة والإنتاج في هذه البلاد إلا هذه الصفافير والمعاملة القاسية والرسوم وكثرة التوقف للشاحنات والعربات التي تحمل تلك المنتجات، لقد تحولت الطرق القومية المعبدة منها وغير المعبدة الى شرايين تضخ في جيب الدولة وبعض المؤسسات وكثير من الأفراد أكرر الأفراد المصاريف اليومية بدلا من أن تضخ العافية والنماء والتطور في شرايين الاقتصاد السوداني.

(3)
أها اليوم العلينا دا عندنا محاصيل العروة الشتوية التي يتسيدها القمح نسبة لحاجة البلاد الماسة له كما أنه لدينا صادر الحيوان فدول الخليج التي منعت (الضبان الطائر) من دخولها استثنت وارد الحيوان وكافة السلع المرتبطة بالغذاء فياليت يصدر أمر صريح بعدم توقيف أية شاحنة أو عربة تحمل في جوفها منتجا زراعيا أو حيوانيا مباشرا أو غير مباشر مثل (قصب ذرة , سيقان قطن , , قش قمح, تبن فول, زبالة،شوالات فاضية ,جركانات فاضية , حديد خردة , فوارغ بلاستيكية و..و..)من شرطة الحركة أو غيرها لأننا في ظرف استثنائي ولا سيما وأن منع بصات وحافلات الركاب بين الولايات قد قللت الحركة في الشوارع ليكون ما حدث (رب ضارة نافعة) بالمناسبة حركة السودانيين بين المدن والأقاليم أكثر من اللازم وهذا ناتج من عدة عوامل وهو خلل اقتصادي واضح، فليتنا نسعى لتقليل سفر البشر، وفي ذات الوقت نعمل على انسياب المنتجات، وأكاد أجزم ان أثر ذلك على الزراعة ومجمل الإنتاج سوف يظهر بأسرع مما نتصور، ولكن أشارطكم ثانية بأن هذا لن يحدث مش لو جات كورونا لو جا النقر ذاتو وهاكم الصفارة دي.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

صحيفة السوداني

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى