تحقيقات وتقارير

إعادة هيكلة تجمع (المهنيين).. هل يصلح الحال؟

في خطوة مفاجئة دفع الناطق الرسمي باسم تجمع المهنيين د. محمد ناجي الأصم باستقالته من سكرتارية التجمع، مما أبرز تساؤلات في أذهان البعض حول مبررات الخطوة في هذا التوقيت ومدلولاتها، في وقت بات التحليل السائد هو أن هناك خلافات داخل تجمع المهنيين.. (السوداني) توضح الحقائق.

 

معلومات خاصة        

في الوقت الذي راهن الكثيرون على دور أكبر لتجمع المهنيين في الساحة السياسية، إلا أن التجمع اختط خطاً بدأ فيه لمناصريه وكأنما قدم تنازلاً بالابتعاد عن المشهد السياسي السوداني، هي الخطوة التي بررها رموز تجمع المهنيين بأن دوره بالأصل ليس سياسياً بل مهني وأن طبيعة الحراك الثوري في البلاد فرض على التجمع التصدي لقيادة الثورة في ذلك التوقيت، وأنه يتراجع حالياً لصالح تصدي الأحزاب للقيام بأعبائها التاريخية في إدارة شؤون البلاد، بينما يعمل التجمع على ترتيب الساحة النقابية ترتيب البيت الداخلي.

وطبقاً لمعلومات (السوداني) فإن خطوة الأصم تأتي في هذا السياق الترتيبي، وكشف مصدر لصيق بدكتور محمد ناجي الأصم في حديثه لـ(السوداني) عن أن خطوة استقالته إجرائية وليست موضوعية لجهة أن أجل السكرتارية نفسها ينتهي بنهاية مارس الجاري وتأتي بهدف تعجيل عملية التسليم والتسلم للسكرتارية الجديدة.

وشدد المصدر على أنه لا توجد أي خلافات داخل التجمع، وأضاف: التجمع في أحسن أحواله حالياً بعد اكتمال كافة إجراءات إعادة الهيكلة والتحضير لاختيار السكرتارية البديلة .

و نوه المصدر إلى أن الشهور الثلاثة الماضية كان الأصم مهموماً بإعادة ترتيب ملفات التجمع الخاصة بالعمل الميداني، مشيرًا الى إعداد خطة كاملة تضع في اعتبارها المخاطر التي تتعرض لها البلاد .

من جانبها أكدت عضو مجلس تجمع المهنيين د. سماهر المبارك في حديثها لـ(السوداني) أن التجمع يعمل على إعادة الهيكلة لإعادة الترتيب، مشيرة إلى أنه أجل الأمر نسبة للمشاكل الراهنة والوضع السياسي المختلف، موضحة أن الأمر طبيعي جداً وأنه موضوع في الأجندة منذ زمن بعيد.

وعن ابتعادهم عن الساحة قالت سماهر، إن التجمع متواجد في كل المجريات إلا أن أمر إعادة الهيكلة ربما أبعده قليلاً وأن الترتيب الداخلي سيضع الإجابة لكل التساؤلات.

وعن استقالة د. الأصم أكدت أنه سيبقى في عضوية التجمع .

إعادة ترتيب البيت

تحليلات كثيفة تذهب إلى أن خطوة الاصم برغم طبيعتها إجرائية إلا أنها تتسق مع موقف كتلته الممثلة في التجمع الاتحادي الذي بدأ مؤخراً حراكاً نقدياً واسعاً، ويذهب عضو حزب التجمع الاتحادي علي جمال في حديثه لـ(السوداني) إلى أن د . محمد ناجي الأصم وكل الاتحاديين في التجمع وكل الأجسام المطلبية والنقابية والعمالية الأخرى ليست لهم عِلاقة بالتجمع الاتحادي، وأنهم لا يتحركون من منصة حزبية، موضحاً أنهم يديرون شؤونهم من قواعد نقاباتهم المستقلة وليس من أضابير الحزب. وأضاف أن التجمع الاتحادي لطالما كان وسيظل ينادى بحرية واستقلالية وديمقراطية الحركة النقابية التي عانت من التسييس المستتر.

أما بخصوص استقالة د. الأصم قال جمال، إنها من سكرتارية تجمع المهنيين وليس من مجلس تجمع المهنيين، موضحاً أن تجمع المهنيين كيان نقابي حليف في قوى الحرية والتغيير، متمنياً أن يطلع بمهامه وفعاليته كمكون أساسي من مكونات الثورة، مضيفاً أن جزء من الفاعلية هي تجديد الدماء والأفكار وفتح المجال للتداول في هياكل التجمع كما يحدث هذه الأيام في قوى الحرية والتغيير والتي ستشهد تغيراً جذرياً في الهياكل وتوسيع دائرة المشاركة.

و شدد جمال على أنه لا شك أنهم حالياً يواجهون معركة لا تقل ضراوة من معركة الثورة وهي معركة الانتقال، موضحاً أن التجمع لم يكن ضعيفاً أو متخاذلاً لكنه تعرض لضغوط واستقطاب جعلت من أدائه بطيئاً، لافتاً إلى أن الأمل الآن معقوداً على إعادة ترتيب البيت الداخلي للتجمع ليواجه متطلبات المرحلة الجديدة.

تأثير على الحرية والتغيير

عضو تنسيقية قوى الحرية والتغيير الحبيب العبيد يقول لـ(السوداني) إن د.محمد ناجي الأصم تقدم باستقالته قبل ما يقارب الشهر من تنسيقية قوى التغيير، مبرراً ذلك بانه سيتجه لاهتماماته الأكاديمية.

وأضاف ربما هناك خلافات في العمل العام وربما تصل إلى مرحلة مختلفة، موضحاً أن الأصم متميز في عمله وواجبه تجاه البلاد، وجهوده واضحة ، وأنه من الطبيعي أن يتقدم باستقالته لمنح فرصة للآخرين .

وأوضح العبيد أن الأصم كل الفترة الماضية كان عمله لتجمع المهنيين ولم يكن لحزبه التجمع الاتحادي، بل كان ملتزماً بخط المهنيين، واصفه بالنزيه في عمله وواجباته في خط التنسيقية ، مشيراً إلى وجود ثلاثة أعضاء من التجمع الاتحادي ولم يكن هناك خلاف بينهم وبين التنسيقية.

ونوه إلى أنه ربما تحدث خلافات بين التحالفات حال حدث خلاف داخل تجمع المهنيين، واصفاً الأمر حال حدث بالطبيعي لأن تحالف التغيير يضم عدداً من المكونات، وتابع : رغم البيانات التي صدرت من البعض ومآخذ بعض القيادات إلا أن قوى الحرية تؤكد أنها بحاجة إلى مراجعات وترتيبات داخلية، موضحاً أنها كانت تسعى لعمل ذلك إلا أن الظروف الصحية التي تمر بها البلاد منعتها من قيام المؤتمر لإعادة الهيكلة والترتيب.

تقرير: مشاعر أحمد

الخرطوم: (كوش نيوز)

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى