تحقيقات وتقارير

الجيش الوطني الموحد.. تحديات التكوين

تصدر تكوين جيش وطني موحد الجدل بين الحكومة والجبهة الثورية ضمن ملفات الترتيبات الأمنية المصاحبة لعملية السلام الشامل المزمع توقيعها قريباً، فمن جهته أعلن وزير الدفاع الراحل الفريق أول ركن جمال الدين عمر دخولهم بملف الترتيبات الأمنية آخذين في الاعتبار تكوين جيش وطني قومي موحد ومؤسسات أمنية مهنية بعيدة عن الانتماءات تعمل لمصلحة التحول الديمقراطي والسلام في السودان، وتذود عن الوطن وحماية أراضيه بمهنية عالية، الأمر الذي يتفق مع أهداف الثورة ويدعم التحول الديمقرطي إلا أن تكوين الجيش محاط بتحديات جمة، (السوداني) تناولت تلك التحديات مع السياسيين والعسكريين وأدرجت أبرزها..

 

الاتفاق على الدمج     

القيادي بالحرية والتغيير كمال بولاد أوضح من خلال حديثه لـ(السوداني) أن تكوين جيش وطني موحد يواجه عدداً من التحديات يأتي على رأسها الاتفاق مع الحركات المسلحة على طريقة الدمج وأيضاً الإرادة السياسة الضرورية لتكوين الجيش الموحد بالإضافة إلى طبيعة المؤسسة العسكرية الآن، مشيراً إلى ضرورة هيكلتها على ضوء دورها التاريخي الذي يجب أن يتكامل مع شعارات وأهداف الثورة ومعالجة التشوهات التي لحقت بها جراء النظام الإسلامي السياسي خلال الثلاثين عاماً الماضية.

وأشار بولاد إلى وجوب إعادة مراجعة كيفية مشاركة الحركات المسلحة والمليشيات المختلفة وفق العقيدة الوطنية التي انبنى عليها الجيش السوداني، منوهاً إلى أن استيعاب الرتب سيكون وفق أسس وقواعد الجيش السوداني.

تصنيف الرتب والتوظيف

الفريق ركن عثمان بلية النائب الأسبق لرئيس القادة الأركان المشتركة أكد لـ(السوداني) أن أبرز التحديات التي تواجه تكوين جيش وطني موحد تتمثل في كيفية الدمج وتصنيف الرتب وفق أسس وقواعد القوات المسلحة وأيضاً تصنيف الأفراد وتوظيفهم بحسب تخصصاتهم.

وأوضح بلية أن القوات المسلحة لا تقبل بالأميين ولا بالخارجين عن سلوكيات القانون، مشدداً على ضرورة الإلمام ببنود القانون العسكري والمدني وكذلك القابلية للتطور في القوات المسلحة.

وأضاف بلية: إن الترقي والتدرج سيحسم وفقاً لأسس الكفاءة و ستمنح الرتب بناء على معايير توظيفية دقيقة.

السيطرة عليه مستقبلاً

المحلل السياسي بروفيسور عوض السيد كرسني يذهب في حديثه لـ(السوداني) بالتأكيد على أن المحاصصة وفرد النفوذ من جهات دون أخرى يعتبران من أبرز التحديات التي تواجه تكوين جيش وطني موحد، مشيراً إلى أن بعض المكونات ستحاول السيطرة على الجيش الموحد مستقبلاً.

وأقر كرسني بوجوب توسيع عملية بناء الجيش لتشمل اللاجئين والنازحين وبعض المسارات غير الموجودة على أرض التوقيع لجهة أن هنالك تنظيمات لا تمثل كل السودان.

ويرى كرسني ضرورة استقدام خبراء داخليين وخارجيين لتحقيق المعادلة التي يتم بها الاستيعاب للجيش الوطني الموحد تكريساً لمبدأ الوحدة الوطنية وفق القوانين العسكرية لمؤسسة التاريخية.

وزير الدفاع يعلن

وكان وزير الدفاع الراحل الفريق أول ركن “جمال الدين عمر” أعلن نهاية الأسبوع الماضي دخولهم بملف الترتيبات الأمنية، مشيراً إلى أخذهم في الاعتبار تكوين جيش وطني قومي موحد ومؤسسات أمنية مهنية بعيدة عن الانتماءات تعمل لمصلحة التحول الديمقراطي والسلام في السودان، وتذود عن الوطن وحماية أراضيه بمهنية عالية.

وأكد عمر جاهزية الحكومة واستعدادها لتحقيق السلام الشامل بالسودان خلال مخاطبته الجلسة الإجرائية لملف الترتيبات الأمنية، ضمن المفاوضات بين الحكومة والجبهة الثورية، مشدداً إلى أنهم يدخلون المفاوضات في جوبا بقلب مفتوح ورغبة حقيقية في إنجاح المفاوضات قبل الفترة المحددة. وقطع بعزمهم في إكمال الترتيبات الأمنية في المنطقتين ومسار دارفور وصولاً للسلام الشامل قبل الموعد المحدد للتوقيع النهائي. وأشار عمر إلى أن التقدم الذي أحرز في الملفات السابقه يؤكد وجود رغبة من الطرفين لتحقيق السلام منوهاً للروح التي تسود بين الطرفين.

القوات المسلحة السودانية

أنشئت في عام 1925م وشاركت وحدات منها في الحرب العالمية الثانية، وتمتاز بعقيدة قتالية تقوم على أساس الدفاع عن الوطن والحفاظ على سيادته ووحدته الوطنية، كما أن لها نظام انضباط عسكري صارم وتقوم بمهام مدنية تتمثل في تقديم المساعدات أثناء الكوارث الطبيعية وحفظ الأمن في حالة الأوضاع الأمنية المضطربة.

و تأسست نواة الجيش السوداني الحديت قبل عام 1955م وقد وعرف آنذاك بقوة دفاع السودان وكانت تتكون من عدد من الجنود السودانيين تحت إمرة الجيش البريطاني المحتل وبعد العام عندما استقل السودان عن الحكم الثنائي الإنجليزي المصري تم تكوين جيش وطني جديد بكافة فرقه البرية والبحرية والجوية .

سن الخدمة العسكرية 18 عاما وقد خاضت معارك تزيد عن ال50 سنة، من قبل أن ينال السودان استقلاله بعام وتوقفت بعد توقيع اتفاقية نيفاشا في العام 2005 بجنوبه لتستمر في الاستعار بدارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق.

وتتكون البنية التحتية للقوات المسلحة السودانية من قوة عسكرية كبيرة تتمثل في الذخائر والمدرعات والآليات الثقيلة ومصانع للأسلحة بجانب الموارد بشرية تشمل أفراداً مدربين في عدة مجالات ذات صلة بالنشاط العسكري والحربي.

وقد أتت ثورة ديسمبر المجيدة لتعيد القوات المسلحة لتربيتها الوطنية وتزيل تمكين الإسلاميين بتربيتهم الجهادية بعد 30 عاما، ليبرز ملف تكوين جيش وطني موحد يضم القوات المسلحة والحركات والمليشات كترتيب أمني يسبق عملية توقيع السلام الشامل للجهات المتقاتلة.

تقرير: هبة علي

الخرطوم: (صحيفة السوداني)

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى