تحقيقات وتقارير

ثأثيرهن في صناعة القرار.. وراء كل مسؤول امرأة!

بينما تُسلّط أضواء الإعلام على رئيس الدولة وتنفتح الساحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية له، إلا أن من يقف وراء ذاك النجاح، امرأة وهي السيدة الأولى، ورغم أنها قد تكون أقل شهرة لكنها ذات تأثير على الرئيس..

تتفاوت الأدوار التي تقوم بها زوجات الرؤساء في العمل العام من زوجة لأخرى، فمنهن من تظهر دائماً في المحافل الرسمية بجانب الرئيس ولها دور فاعل سياسياً واجتماعياً، كما فعلت دكتورة منى عبد الله حرم رئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك أثناء محاولة اغتياله الفاشلة وتغريدتها التي وجدت متابعة كبيرة من قبل السودانيين وحسها السياسي المهم، ومنهن من لا تكاد تظهر في وسائل الإعلام، وقد لا يعرف العامة معلومات عنها وليست لها أدوار ظاهرة في العمل العام.. وقد لعبن أدواراً مهمة في الحياة وطابق هذا القول (وراء كل عظيم امرأة)..

وهذا التقرير يُسلّط الضوء على أبرز زوجات رؤساء السودان (نميري، البشير ود. عبد الله حمدوك) باختلاف أدوارهن التي قمن بها وحقبهن التاريخية.

بثينة خليل          

نقلت بعض المصادر، إنه وعند افتتاح أحد المصارف العريقة على يد الرئيس نميري في السبعينيات أهديت له 10 أسهم تزيد أو تقل بمناسبة الافتتاح لم يكن على علم بها، واكتشف المصرف مؤخراً بتنامي عائدات هذه الأسهم وقرر تسليمها لحرمه التي رفضتها قائلة (مال لم يستلمه زوجي في حياته لن أعذبه به)، وكان المبلغ حسب ما أورده المصدر حوالي (ثلاثة مليارات جنيه)، وقالت المصادر إن مثل هذا الرد كان متوقعاً من بثينة خليل التى تربت في مدرسة زوجها جعفر نميري، إذ كان عفيفاً بحق وصادقاً في قوله وترك هذه الفانية وهو لا يملك حتى منزلًا خاصاً به.

وأرجع بروفيسور الفاتح محجوب مدير مركز “الراصد” لـ(الصيحة) هذا الأمر إلى الاختلاف في طبيعة الفترة التي جاء فيها الرؤساء الثلاثة. وقال إن (بثينة) جاءت في السبعينيات وما قبلها ونشاط المرأة السياسي والاجتماعي وقتها في السودان كان ضعيفاً، ولا تكاد تجد دوراً للمرأة فيه، لكن البروز القوي للمرأة حدث في النصف الثاني من الثمانينيات، بوجودها في الجمعية التأسيسية.

أما النقلة الكبيرة للمرأة فكانت في عهد الإنقاذ، أما قبل الإنقاذ فلم تكن المرأة متواجدة في المناصب السياسية الكبرى، وليس لها تأثير كبير.. وبناء على ذلك فجمال عبد الناصر، لم يكن لزوجته أي دور لكن الدور الكبير بدأ مع انفتاح السادات وظهرت جيهان، ثم سوزان مبارك. وقبل الانفتاح على الغرب لم يكن حتى في مصر دور كبير لزوجات الرؤساء، وهذا انعكس على دور بثينة ووضعها المحدود.

وداد بابكر

هي الزوجة الثانية للرئيس المخلوع، عقب رحيل زوجها العقيد الركن إبراهيم شمس الدين وزير الدولة بالدفاع، وبدأ صيتها يذيع وبريقها يلمع بعد أن انخرطت في العمل المجتمعي بصورة كبيرة من خلال منظمة خيرية (سند) ونالت درجة الدكتوراه من جامعة كرري من خلال أطروحتها (دور التخطيط الاستراتيجي الإسلامي في تحقيق الأمن الغذائي). ولكن وداد بدأت تنغمس في الحياة الاقتصادية والسياسية بظهورها المستمر مع المخلوع ما جعلها عرضة للانتقادات بصورة مستمرة كرد فعل لما يبدر من نشاطها خاصة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية.

ويرى الفاتح محجوب أن فترة الإنقاذ هي الفترة التي شهدت بروز دور المرأة في الحياة الاجتماعية والسياسية بصورة أكبر من سابقها وبدأ دورها يكبر وهذا انعكس على زوجات كبار المسؤولين وليس الرئيس فقط. وقال إن وجود وداد وفاطمة زوجتا المخلوع البشير، كان لحد كبير مقارنة بما قبلهما أكبر بفضل طبيعة الاختراق الذي حصل في وضعية المرأة، وزاد: زوجتا البشير كانتا منغمستين في العمل الاجتماعي ودورهما كان كبيراً بغض النظر عن آراء الناس عن وجودهما من خلال المنظمات التي كانتا تعملان بها. وكان لنشاطهما تأثير كبير على أداء المخلوع في اهتمامه بالدعم الاجتماعي بإنشاء وزارة مخصصة للإدارة الاجتماعية.

منى عبد الله

ألهبت تغريدتها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فاندفع الكثيرون تجاوباً مع ما قالته السيدة منى خاصة تغريدتها عن استمرار الثورة رغم تربّص المتربصين بها. أثارت مشاركة د. منى عبد الله في اجتماع الدورة (٢٤) للجمعية العامة للسيدات الأول الذي انعقد على هامش اجتماعات الدورة العادية (٣٣) لمؤتمر الاتحاد الافريقي بأديس أبابا ردود أفعال واسعة على وسائط التواصل الاجتماعي. وثمن كثير من المتداخلين مشاركة د. منى باعتبارها أحد الكوادر السودانية المميزة والأكثر تأهيلاً. وحصلت د. منى على دكتوراه في التنمية في جامعة ليدن،  M.Ed. من جامعة مانشستر، المملكة المتحدة، ودبلوم متقدم في تنمية المجتمع، جامعة الخرطوم، وبكالوريوس من جامعة الزقازيق، مصر. وعملت مع مؤسسة محمد إبراهيم، أمريكا الشمالية مستشارًا للرئيس، وهي باحث أول في برنامج منع النزاعات (CPP)، معهد الدراسات الأمنية، أديس أبابا، بالإضافة إلى ما تقدم، أتيحت لها الفرصة للعمل في مختلف القدرات ومختلف المؤسسات الحكومية وغير الحكومية داخل القارة.. لكن بروف الفاتح محجوب يرى أنه من الصعب أن يقاس دور د. منى وهي لا زالت مرتبطة بارتباطات خارجية، لأنها موظفة خارج السودان وغير مقيمة بانتظام بالداخل ووضعها كموظفة يجعل دورها كزوجة لرئيس الوزراء في القضايا المحلية غائباً. وزاد إن تغريدتها كانت رد فعل وليست مشاركة أصيلة في الحياة السياسية أو الاجتماعية الداخلية. وأكد أنها لا زالت تنظر لنفسها “موظفة في الاتحاد الأفريقي”. وقال: رغم إمكانياتها التي لا تقارن بسابقاتها من زوجتي البشير وزوجة نميري، إلا أنها بعيدة عن الشعب.

تقرير: عبد الله عبد الرحيم

الخرطوم: (صحيفة الصيحة)

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى