تحقيقات وتقارير

هيكلة “الحرية والتغيير” .. أبرز السيناريوهات؟

اتزال البيانات والتصريحات لمكونات الحرية والتغيير تملأ المكان ضجيجاً، انحصر بين النقد والتشكيك في عجز بعض قياداتها لعبور المرحلة الانتقالية، بعض مكونات التحالف العريض تنشط في إصدار بيانات منفردة رافضه لبعض القرارات، لكنها سرعان ما تتراجع عنها في صمت.

عدد من مكونات الحرية والتغيير طالبت بإعادة هيكلة التحالف رغم مشاركتها في قيادته، ماهي دواعي الهيكلة ؟ ولماذا في هذا التوقيت ؟ وإذا تمت الهيكلة فعلاً هل سيخدم ذلك قوى الحرية والتغيير ؟

 

نتفق أو نختلف    

المطالبة بإعادة هيكلة الحرية والتغيير من بعض مكوناتها وصفها البعض بالغريبة، لجهة أنها أحزاب سياسية يجمعها برنامج إجماع وطني، واعتبروها تقع في خانة السذاجة السياسية أو مطالبة لا معنى لها، مشيرين إلى أنه كان الأوفق أن يبعدوا عن هذا التراشق غير الحميد وان يكونوا قدوة للأحزاب الأخرى خاصة وأن هذا التحالف وُلد بعد ثورة عظيمة أدهشت العالم بسلميتها، ويجب أن يكون همها نجاح الفترة الانتقالية، وحتى لا تتسع دائرة الخلاف بين تلك المكونات وبقتح الباب للثورة المضادة التي تتربص بالثورة.

آخرون اعتبروا أن الحرية والتغيير تحالف فضفاض لا تجمعه قواعد فكرية تتناسب مع أطروحاته السياسية وبالتالي هو تحالف مرحلي كان هدفه إسقاط النظام البائد وأعلن ذلك في بداية ثورة ديسمبر العظمية عندما رفع شعار (تسقط بس) ، ولكن ليس له رؤية واضحة لما بعد السقوط، أي مراحل إدارة الدولة، لذلك لا بد من هيكلة الحرية والتغيير لتسقط الأحزاب التي تمثل عبئاً ثقيلاً عليها.

وصف حاد

قيادات بالحرية والتغيير وصفت الهيكلة الحالية بالاقصائية، ونبهت إلى مراكز قوى داخل التحالف تسيطر على الأمور، ما يعني أن بعض الأحزاب تجلس في الرصيف وتقرأ القرارات بعد طباعتها بالحبر الأسود، وكرد فعل تخرج لتُسمع صوتها بالتصريحات التي تملأ الأسافير.

الناطق باسم الحزب الشيوعي فتحي فضل أكد في حديثه لـ(السوداني) أن المسألة الأساسية ليست إعادة الهيكلة فقط، ولكن طالبنا بإعادة النظر في التحالف العريض، وضرورة مشاركة من لعبوا دوراً أساسياً في ثورة ديسمبر المجيدة مثل لجان المقاومة وغيرها، وأضاف : هؤلاء غير موجودين في الحرية والتغيير ويجب أن يتم تمثيلهم في قيادة التحالف.

فضل أكد وجود حاجة ماسة لهيكلة الحرية والتغيير، وقال لا بد من مناقشة قضية الشراكة مع العسكر، والفترة الانتقالية التي حدد لها فترة 4 سنوات لكننا قبلنا بأن تكون 3 سنوات، بالإضافة إلى قضية السلام التي اختطفها المكون العسكري، قاطعاً بأن الأمر لا يتسق مع الوثيقة الدستورية، وقال هذه كلها خروقات تتم في ظل صمت الحرية والتغيير ولا بد أن يكون صوتها مسموعاً في هذه القضايا. وأضاف : نريد أن نحدد أي قوى سياسية يجب أن تكون ضمن مكونات الحرية والتغيير، إما نتفق أو نختلف المهم لا بد من مشاركة الجميع، ولا بد من الرأي والرأي الآخر ، وقال يهمنا أن يكون الحزب الشيوعي في الجبهة العريضة ونسمع مطالبة الجماهير ،رافضاً اتخاذ القرارات داخل الحرية والتغيير بمن حضر الاجتماعات –حد تعبيره.

حديث (مجاني)

ﺭﺋﻴﺲ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﺒﻌﺚ يحيى الحسين أكد في تصريحات إعلامية سابقة ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻫﻴﻜﻠﺔ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ، ﻭقال إن ﺑﻌﺾ ﻗﻴﺎﺩﺍﺗﻬﺎ غير ﻤﺆهلين ﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺒﻼﺩ، واضاف : ﺑﻌﺾ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ الحرية وﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻻ ﺗﻌﻲ ﺑﺮﺍﻣﺞ التحالف، مشيراً إلى تجرﺑﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﻧﺪﺍء ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻗﻮﻯ ﺍلإﺟﻤﺎﻉ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﻤﺎ ﻣﺮﺟﻌﻴﺎﺕ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ، ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺒﺮﺍﻣﺠﻬﻤﺎ .

عضو المجلس المركزي بالحرية والتغيير د. كمال بولاد يذهب في حديثه لـ(السوداني) إلى أن الحرية والتغيير تحالف عريض من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار وهو أكبر تحالف في تاريخ البلاد لقوى سياسية، مشيراً إلى أن طبيعة التمثيل به في مؤسسة رأسية هي المجلس المركزي ومؤسسة تنفيذية هي التنسيقية المركزية ولجانها ، وقال إن التمثيل في هذه المؤسسات يتم عن طريق الكتل المكونه للحرية والتغيير وهي قوى الإجماع الوطني ونداء السودان وتجمع المهنيين والتجمع الاتحادي والقوى المدنية وتيار الوسط والحزب الجمهوري، وبالتالي الحديث عمن يمثلون الحرية والتغيير ضعيف هو حديث (مجاني) والطبيعي الرجوع إلى الكتل التي كونت قوي الحرية والتغيير .

بولاد أكد أن قضية الهيكلة أو تقييم أداء الحرية والتغيير متروك إلى قيام المؤتمر التداولي الذي شكل له المجلس المركزي لجنة تحضيرية وتقوم الآن بإعداد ورقة سياسية وتنظيمية ومشاركة كافة قوى الحرية والتغيير ومن وقع على ميثاقها في هذا المؤتمر التداولي لتقييم التجربة، ومن ثم البناء على ما توصل إليه هذا التقييم. وأضاف : كان مقرر قيام المؤتمر في هذه الأيام لكن تم تأجيله استجابه لقرار الحكومة بمنع المؤتمرات تحسباً لوباء كورونا .

وقال إن الحزب الشيوعي وغيره من الأحزاب التي طالبت هيكلة التحالف له رؤية ومنهج ومن حقه أن يقيم أداء الحرية والتغيير، ولكن الصحيح أنه مشارك عبر كتلة قوى الإجماع الوطني في كافة مؤسسات الحرية والتغيير.

مرحلة حرجة

المحلل السياسي نصر الدين عبدالله الدومة أكد في حديثه لـ(السوداني) أن أداء الحرية والتغيير في الفترة الماضية كان ضعيفاً جداً، لذلك لا بد من إعادة الهيكلة ليقوم التحالف بالدور المطلوب منه في هذه المرحلة الحرجة والمهمه في تاريخ السودان ، مشيراً إلى أنه إذا استمر الأداء بهذا الضعف سيخلق بيئة صالحة لتحرك عناصر النظام البائد تؤدي إلى بلبلة وتململ وسط المواطنين.

الدومة شدد على ضرورة إعادة الهيكلة مواكباً الأساليب المتطورة التي أظهرها نظام المخلوع في الفترة الماضية ، وقال بعض قيادات التحالف ضعيفة وغير مؤهلة، مستدركاً : لا أقصد التأهيل الجامعي لكن لا بد أن يكونوا مدركين للأحداث والقضايا التي تتطلب القرار المناسب في الوقت المناسب ، لافتاً إلى أن ضعف بعض القيادات تسبب في عدم ظهور بعض نتائج لجان التحقيق في قضايا مختلفة.

تقرير: وجدان طلحة

الخرطوم: (صحيفة السوداني)

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى