تحقيقات وتقارير

إغلاق المطار.. وقائع الساعات الأخيرة

أحدث إغلاق مطار الخرطوم المفاجئ بعد أن أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل حالة وفاة واحدة من فيروس كورونا وسط مخاوف من تفشي المرض (ربكة) أرضاً وجواً، وعلى الرغم من أن القرار غير مسبوق ويمثل طوق نجاة للسودانيين من الإصابة بالوباء، إلا أن تداعيات المسألة شملت مسافرين وعالقين بمطارات وآخرين على متن طائرات في الجو، (الصيحة) رصدت الأوضاع قبل وبعد الإعلان الرسمي لإغلاق المطار الدولي، وحالات التعنت التي شهدتها صالة الوصول من قبل قادمين من كندا ودول أوربية الخضوع لإجراءات الحجر الصحي قبل توجههم إلى مقار إقامتهم بالبلاد.

 

حيثيات القرار      

اشتملت حيثيات القرار الصادر من مجلس الأمن والدفاع (الإثنين) الماضي على إغلاق كافة المعابر والمداخل الحدودية أمام حركة الدخول والخروج من البلاد، باستثناء السفريات الخاصة بإيصال المؤن والمواد الطبية الخاصة لمواجهة فيروس كورونا، ويشمل القرار جميع المطارات الأخرى بما في ذلك مطارات الهبوط يُسمح فقط برحلات الطيران المجدولة وغيرها من الرحلات الجوية الإنسانية للعمل في كل حالة والرحلات الجوية المحلية، وتبين موجهات سلطات الطيران المدني بحسب إفادات تحصلت عليها (الصيحة) أمس، أنه مسموح لطائرات الكارقو والطائرات العابرة للقارات الهبوط بالمطار للتزود بالوقود، وأوضحت الإفادات أن المطار سيظل يعمل بكافة كوادره لمدة (24) ساعة تحسباً لأي طارئ أو إجراءات تستدعي تقديم المساعدة لأي طائرات عابرة قد تتعرض لأعطال .

رحلات ملغاة

وكشفت متابعات (الصيحة) من مطار الخرطوم عقب صدور قرار إغلاقه، عن إلغاء الرحلات القادمة عبر طيران فلاي دبي من دبي وطيران العربية القادم من الشارقة، وإخطارهم بالعودة، وطيران بدر القادم من استنبول بتركيا أيضاً عبر برج المراقبة  لكباتن الطائرات مباشرة.

وعقدت السلطات المختصة بمطار الخرطوم اجتماعاً منتصف ليل صدور القرار تمخض عنه إرسال إشارات لجميع المطارات بالعالم بإغلاق الخرطوم مطارها أمام الرحلات العالمية، ونفذت الجهات المعنية بالمطار القرار على أرض الواقع لكون أن المطارات غير معنية بما يتم الإعلان عنه عبر وسائل الإعلام ما لم تتسلم إخطاراً رسمياً عبر السلطات بمطار الخرطوم مباشرة.

تداعيات سالبة

وتسبب القرار المفاجئ في إحداث (ربكة) كبيرة طالت عدداً كبيراً من الأشخاص المسافرين الذين تعذرت عليهم العودة إلى أماكن عملهم خارج السودان، وعاد شاب كان في طريقه إلى السفر إلى الامارات التي حضر منها إلى السودان ليتلقى واجب العزاء في والده الذي كان يعمل بمطارالخرطوم، وانتقل إلى جوار ربه الأسبوع الماضي، كما علمت الصحيفة بوجود حالات كثيرة لمواطنين سودانيثن حضروا إلى البلاد لأسباب اجتماعية مختلفة، وفي الوقت ذاته وقعت أضرارعلى شركات طيران ، نسبة لأن إبلاغ الشركات لم يتم بصورة عاجلة قبل إصدار القرار، كما أن أي خسائر تتحملها شركات الطيران، وكما أن هنالك أضراراً لحقت بالقادمين إلى مطار الخرطوم، من أوروبا عبر إسطنبول يعانون ظروفاً صعبة بسبب احتجازهم داخل طائرة لساعات طويلة.

وكشف المسافرون في بث مباشر على الفيسبوك تابعته الصحيفة وعددهم ٣٣ راكباً مأساتهم واحتجازهم داخل طائرة تركية بمطار أسطنبول، واحتج المسافرون على عدم استثنائهم من القرا ، لكن طائرتهم كانت قد أقلعت وليس لديهم  مستندات تسمح لهم بالإقامة بتركيا، كما أنه ليست لهم إمكانيات مادية على الإعاشة والسكن إلى وقت إنهاء حظر الدخول إلى السودان.

خلف الكواليس

أغلقت معظم المطارات أجواءها لمجابهة الكورونا كما أن أخرى قلصت رحلاتها، وفيما أن المطار تم إغلاقه أمام الرحلات الخارجية، لكنه يظل في حالة (استعداد) خلال (24) ساعة، وأشارت متابعات (الصيحة) لمجريات الأحداث بالمطار أمس عن إخضاع صالة الوصول والمغادرة للتعقيم الكامل، في الوقت الذي شهدت فيه الساعات التي سبقت قرار الإغلاق أحداثاً مثيرة خلف الكواليس لرفض وافدين إجراءات الحجر الصحي  لمجابهة المرض، وشهدت صالة الوصول مشادات كلامية حادة بين السلطات بالمطار والكوادر الطبية من جهة والقادمين من جهة أخرى، وعلى الرغم من وجود جهاز الكشف المبدئي الذي يحدد درجة الحرارة في الجسم وفي حال ارتفاع درجة الحرارة يفصل الجهاز ويكون الشخص في حالة اشتباه، إلا أن هنالك سيدة قادمة من كندا على طيران الإمارات رفضت إخضاعها للحجر بينما كانت درجة حرارتها مرتفعة وأجهشت بالبكاء هي وبناتها الثلاث اللاتي كن في معيتها، ورفضت في ذات الاثناء فتاتان قدمتا من دولة أوربية العزل بينما كانت لمبة الجهاز حمراء في إشارة لارتفاع درجة حرارتهما.

رحلات سارية

وبينما دار جدل كثيف بين السلطات المختصة بمطار الخرطوم حول استمرار السفريات الداخلية من عدمه، قررت السلطات الابقاء على بعض السفريات، وأكد مصدر مأذون في حديثه لـ(الصيحة) على أن التخوف حول السفريات الداخلية بسبب أن الخشية من أن يكون هنالك أفراد تسللوا براً من دول أخرى ومن ثم الدخول إلى الخرطوم عبر الطيران الولائي، ونبه المصدر إلى إجراء اتصالات مكثفة أمس من قبل الجهات المختصة بسلطة الطيران المدني مع المسئولين بالمطارات الولائية لتقييم الموقف، في حين أن منسوبي وزارة الصحة بمطار الخرطوم شددوا على ضرورة إغلاق كل المطارات وضرورة أن يكون تكون هنالك جدية في التعامل مع المسألة.

تقرير: منال عبد الله

الخرطوم: (صحيفة الصيحة)

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى