تحقيقات وتقارير

الأولى بعد 35 عاماً.. زيارة الرئيس الألماني.. الأجندة والتوقعات

تحظى زيارة رئيس الوزراء الألماني فرانك فالتر شتاينماير للبلاد الخميس المقبل باهتمامٍ واسع في الساحة السياسية. ومن المقرر أن تستمر زيارة الرئيس الألماني، فرانك فالتر شتاينماير ليومين، على رأس وفد يضم نحو سبعين شخصًا، ويلتقي رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك”.

جانبٌ من الاهتمام والترقب للزيارة يجيء لجهة أن آخر زيارة لرئيس ألماني إلى السودان كانت قبل 35 عامًا مضت، عندما زارها ريتشارد فون فايتسكر عام 1985.

وتوقع مراقبون أن يحظى السودان بدعم من خلال هذه الزيارة وأجندتها، وجاءت هذه التوقعات على خلفية إعلان ألمانيا عن حاجة السودان لدعم ومساعدة المجتمع الدولي لتحقيق الديمقراطية، بعد الإطاحة بالرئيس المخلوع عمر حسن البشير، جاء ذلك مع بدء الرئيس الألماني جولة في إفريقيا تشمل السودان.

وقال وزير التنمية الألماني غيرد مولر في وقتٍ سابق إن السودان بحاجة لمساعدات دولية على الفور، في طريقه نحو الديمقراطية، مشيرًا في حديثه لوكالة الأنباء الألمانية قبل جولة الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير الإفريقية، التي تشمل السودان: “يجب ألا يتم تضييع أي وقت، نحن مستعدون، سنبدأ على الفور”، وأشار إلى برنامج “80 مليون يورو” من ألمانيا، وأوضح أن النقاط المحورية للبرنامج هي ضخ استثمارات في التدريب والزراعة والطاقة وكذلك دعم الشباب والنساء.

أجندة الزيارة     

مدير الإدارة الأوروبية بوزارة الخارجية السفير محمد الغزالي، قال في وقتٍ سابق إن الرئيس الألماني والوفد المرافق له الذي يضم 70 شخصية، سيناقش مع المسؤولين السودانيين العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها خلال الفترة المقبلة خاصة بعد قرار البرلمان الألماني رفع الحظر التنموي عن السودان.

وأضاف الغزالي أن زيارة الرئيس الألماني المرتقبة للخرطوم ستمثل “انفتاحًا كبيرًا في العلاقات بين السودان وألمانيا وتتويجًا للتعاطي الألماني مع السودان في فترة ما بعد ثورة ديسمبر المجيدة”.

علاقات جديدة

السفير الرشيد أبو شامة اعتبر في حديثه لـ(السوداني) إن الزيارة تمهيد لفتح علاقات وأبواب جديدة، وأن الزيارة في حد ذاتها لن تقدم الكثير من مساعدات، لجهة أن منصب رئيس الوزراء هو منصب تشريفي لا يستطيع أن يقدم مساعدات معلومة وملموسة، أو أن يقرر حجمها لافتًا إلى أنه حتى تقديم المساعدات والبت فيها تمر عبر البرلمان الألماني أولًا، وأستدرك الرشيد: لكن ذلك لا يمنع من فتح الطريق وتقديم مقترحات لبلده.

وأضاف: نرحب بالزيارة على أساس أنها ستفتح أبواباً بطريقة غير مباشرة إلا أن المهم أن نضع في الصورة موقفنا الاقتصادي، المشاريع المدروسة، وتقديمها.

ويرى أبو شامة أن زيارة السودان ضمن جولة إفريقية لألمانيا لا يقلل من أهمية الزيارة لكنها لن تخرج من إطار تحسين ألمانيا لعلاقاتها مع إفريقيا، والوضع الجديد الذي بات فيه السودان الآن.

ومما يُعزز الاتجاه لتطوير العلاقات بين البلدين هو القرار الذي أتخذهُ سابقًاً البرلمان الألماني برفع الحظر التنموي عن السودان. وكان البرلمان الألماني أصدر في 14 يونيو 1989 قرارًا حظر بموجبه الحكومة الألمانية من التعاون مع الحكومة السودانية وترك الباب مفتوحًا لتقديم المساعدات الإنسانية والدعم المباشر لمنظمات المجتمع المدني السودانية.

مساعدات حقيقية

قبيل الإعلان عن هذه الزيارة سبق وأن التقى رئيس الوزراء عبد الله حمدوك بالمستشارة الألمانية إنجيلا ميركل منتصف فبراير وخلال لقاء للطرفين عبرت ميركل عن تعاطفها مع السودان مبديةً رغبة بلادها في الشراكة مع السودان وقالت: السودان في وضع اقتصادي صعب للغاية بينما يتوقع الشعب نجاحات سريعة، سنعمل كل ما في وسعنا من أن يستفاد من هذه النافذة التاريخية وسوف ندعم السودان برفقة شركائنا بكل ما نستطيع”.

فك العزلة

القيادي بقوى الحُرية والتغيير كمال بولاد اعتبر في حديثه لـ(السوداني) أن الزيارة نتيجة للانفتاح الذي حدث بعد ثورة ديسمبر ونتيجة للسياسات الخارجية التي اتبعتها حكومة المرحلة الانتقالية مشيرًا إلى أنها جزء من محاولات فك العزلة وضخ صورة سودان الثورة.

وأضاف: تأتي الزيارة في إطار ترتيبات السلطة الانتقالية لمجموعة زيارات مسؤولة ومهمة للسودان، ونتوقع أن تفتح الطريق لمعالجة وضعية وصورة السودان في أوروبا، متوقعًا أن تناقش الزيارة حجم المساعدات والتعامل الذي يجب أن يتم بين السودان وألمانيا والمساهمة الألمانية في تحسين صورة السودان الجديد بعد الثورة أمام العالم.

ووصف بولاد هذه الزيارة بالخطوة الجيدة مبديًا أملهُ أن تساهم في الخروج من نفق الأزمة الاقتصادية وأزمة السودان في نظر العالم، متوقعًا أن تكون النتائج ايجابية إلى حدٍ كبير.

تقرير: إيمان كمال الدين

الخرطوم: (صحيفة السوداني)

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى