تحقيقات وتقاريرمنوعات وفنون

(شيشة) النواعم…مزاج أم (برستيج)..؟

جلسن في ركن قصي داخل إحدى الكافيهات الشهيرة التي تقع وسط العاصمة الخرطوم و كن على ما يبدو من خلال تصرفاتهن زبونات معتمدات للمحل، لحظات وتقدم النادل نحوهن و هو يحمل (قائمة) الطلبات فتركزت الطلبات جميعاً في (الشيشة) أو بما يعرف بـ(النارجيلة) في معظم الدول.

(١)

انتشرت مؤخراً ظاهرة تناول الفتيات لـ(الشيشة ) في الأماكن العامة على مرأى الجميع و أخرى خاصة بهن،عكس ما كان في السابق عندما كانت الفتيات يتناولنها في الخفاء تفادياً لنظرات الاستغراب التي يمكن أن تبحلق فيهن كأنما ارتكبن جرماً شنيعاً نسبة للعادات والتقاليد السودانية التي لا تسمح بتدخين النساء لها خاصة في العلن ، فيما ترى فئة أنها حرية شخصية ولكن يجب أن تكون في أماكن خاصة مغلقة كما يحدث في كثير من البلدان العربية، فيما ترى الفئة الأخرى أنه لا غضاضة في الأمر بأن تدخن الفتاة في مكان خاص أو عام ما دام الأمر يتعلق بمزاجها.

(٢)

(كوكتيل) استطلعت مجموعة من الفتيات في جامعة النيلين حول الموضوع لمعرفة ردود أفعالهن التي جاءت كالآتي.. الطالبة ميادة الهادي ابتدرت حديثها: (لدي زميلات يدخن الشيشة في محل شهير بالخرطوم و يذهبن يومياً بعد نهاية المحاضرات وعندما انتقدتهن باعتبار أنها لا تشبههن كإناث كان ردهن بأن الأمر شخصي و لا داعي للتدخل).

(٢)

فيما أقرت الطالبة (م،ح) بأنها تدخن الشيشة في الخفاء بأحد المحال الشهيرة بمنطقة امدرمان و أسرتها لا تعلم بالرغم من مرور خمسة أعوام على تدخينها للشيشة، مختتمة حديثها :(أنا زولة خرمة والشيشة بتونسني و دي حريتي ما لم ألحق الضرر بآخرين.)

(٣)

(أنا بدخن الشيشة بعلم زوجي وما عندي قضية بكلام الناس)..هكذا بدأت حديثها الطبيبة (ك،م) التي واصلت (كنت في البدء أدخن السجائر بادمان شديد فأصبحت أصاب ما بين الفينة و الأخرى بالتهاب حاد فنصحني زوجي بالإقلاع عنه وبالفعل تركته لمدة عام كامل إلا أنني عاودت مرة بتدخين الشيشة و لم يعارض زوجي، موضحة (بالنسبة لنظرة الناس لمدخنات الشيشة اختلفت كثيراً و أصبحت نظرتهم إيجابية عكس السابق لأنها شأن خاص و نوع من البرستيج).

(٤)

(ف،ك) سيدة تبلغ من العمر خمسة و اربعين عاماً تعمل موظفة بشركة خاصة أكدت لـ(كوكتيل) أنها تمتلك (ثلاث شيش) بمنزلها لها و لزوجها و ابنتها ،مشيرة إلى أن الغالبية العظمى من أسرتها وفتياتها و نسائها يدخن الشيشة أمام الأهل ،و في المناسبات الخاصة بهن يتناولنها في مجموعات بتوزيعها توزيعاً عادلاً بينهن، لذا الأمر عادي بالنسبة لهن).

(٥)

عدد من الشباب الذكور أكدوا لـ(كوكتيل) رفضهم الحاسم بتناول الفتيات للشيشة باعتبارها أمر يخص الذكور أكثر من الإناث و أنهم يشعرون بالحسرة من تواجد الفتيات داخل الكافيهات لتناول الشيشة بجانب أنها تخصم من إنوثتهن، فيما أكدت بعض الفتيات غير المدخنات بأنهن يشعرن بالخجل الشديد و الاشمئزاز عندما يشاهدن فتاة تدخن الشيشة،موضحات بأن الشيشة تقلل من أنوثة الفتاة فيما ينظر لها بعض الشباب نظرة سالبة مليئة بالشبهات.

(٥)

من جانبه قال الطبيب النفسي مجتبي صغيرون (أعداد الفتيات المدخنات في تزايد مستمر و لا يمكن حصرهن لأن الكثيرات يدخن في الخفاء بعيداً عن الأعين ، موضحاً (الغالبية العظمى من الفتيات اللائي يدخن الشيشة يشعرن بنقص و يعتقدن أن الشيشة تعمل على تقوية شخصياتهن و إكمال نقصهن خاصة الفتيات اللائي يتعرضن للعنف الشديد داخل المنزل ليجدن حريتهن بممارسة الممنوع في الخفاء لأنه مرغوب بالنسبة لهن ،فيما ترى فئة منهن أن تناولها فيه نوع من البرستيج و المواكبة و يتباهن بتناولها وسط رفيقاتهن خاصة في الأماكن المفتوحة،مبيناً بالرغم من الأضرار الصحية الناجمة عن التدخين إلا أن البعض من الفتيات يشعرن بأنها متنفساً لمشاكلهن و شعورهن بالارتياح الشديد و دخان الشيشة يرسم سحباً أمام أعينهن).

تقرير: محاسن أحمد عبد الله

الخرطوم: (صحيفة السوداني)

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى