رأي

أسامة عبد الماجد يكتب: تطبيع أم تعايش أم تماهي ؟

٭سعى مرشح الحركة الشعبية لرئاسة الجمهورية في انتخابات 2010 ياسر عرمان للاستئناس برأي المفكر د. منصور خالد .. ياسر لبى دعوة عشاء بمنزل منصور وكان ينتظر بعد الطعام الشهي تلقي حزمة من النصائح .. تعينه على المنافسة الرئاسية.
٭كانت نصيحة منصور واحدة فقط .. وذلك بعد الثناء على أدائه في افتتاح الحملة الانتخابية، حذره من الطرق على ملف المحكمة الجنائية .. وقال له: (القضية دي بتخربش وجدان الشعب السوداني) .. ولكن اليوم تغير الموقف من الجنائية.
٭وبذات المقدر فإن مسألة التعاون والتطبيع مع إسرائيل .. هي الأخرى بـ(تخربش) وجدان الشعب السوداني .. على الأقل قبل سنوات قلائل .. الخبر الذي عم أرجاء المعمورة عن لقاء رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يستحق وقفة.
٭وغض النظر عن صحة اللقاء من عدمه أو إنكار الحكومة له فإن السؤال ماهي الفائدة التي سيجنيها السودان من إسرائيل في الوقت الراهن ؟ .. على الأقل أن كل الهموم المثقلة على كاهل السودان والضيق الذي نحن فيه .. كانت معارضة الأمس حكام اليوم ترميه على الإنقاذ.
٭ ويقولون ليس من شيء أورد السودان مورد الهلاك سوى المشروع الحضاري للإسلاميين .. لكن الأخيرين اليوم لا يملكون أي (سُلطات)، بل هم داخل (المعتقلات).. ولا يملكون قراراً بل أياديهم مكبلة .. ولا أحد يستطيع أن يفسر بقاء السودان حتى الآن على لائحة الدول الراعية للإرهاب.
٭وبالتالي ما الذي يمنع أن ترفع كل العقوبات عن السودان بعد ذهاب البشير .. بل ما من سبب يجعل السودان محمل بديونه وديون دولة مجاورة .. منحناها الانفصال طواعية وبكل سماحة .. وكان من الممكن أن تأخذ الحكومة (أتاوات) مقابل الاعتراف بالدولة الوليدة.
٭لم تسأل الحكومة الانتقالية بشقيها السيادي والتنفيذي نفسها عن سبب عدم حصول السودان على أي حوافز أو امتيازات جراء إطاحة الإنقاذ .. إن الحديث عن أي تقارب مع إسرائيل أشبه بالمشي على حد السكين .. محفوف بالمخاطر .. ويتطلب من الحكومة توافر قدر كبير من التعامل بحكمة وفطنة.. بحسب ما جاء في الجزيرة مباشر فإن وزيرة الخارجية أسماء محمد عبد الله برأت ساحتها من اللقاء المشار إليه وقالت: (لا علم لي).
٭ بذات التحول الذي حدث لدى الكثيرين تجاه الجنائية .. هل جرى ذات الأمر من الموقف من إسرائيل ؟ .. المعلوم أن موقف السودان ثابت من القضية الفلسطينية .. وكان ضمن الاجماع العربي الذي رفض صفقة القرن.
٭ قبل الحديث عن أي تقارب مع إسرائيل .. ننقل لكم حديث قاله لنا مدير جهاز الأمن الأسبق صلاح قوش في لقاء جمعنا به في ديسمبر 2018 .. وكان وقتها ليس للنشر .. قال قوش الآن هناك (3) معسكرات أحدها مع التطبيع مع إسرائيل وآخر مع التعايش وثالث مع المواجهة ونحن مع إرادة الشعوب.. ونوَّه إلى أن كل معسكر يريد أن يضم السودان إليه، وأضاف لكن السودان يتماهى مع كل معسكر لتجنب المواجهة.
٭فهل انتهى عهد التماهي ؟

 

 

 

 

 

صحيفة أخر لحظة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى