تحقيقات وتقارير

أسرار الاعتقال الثاني لبكري حسن صالح

قطع خبر اعتقال الفريق أول ركن بكري حسن صالح سيل الأسئلة التي كانت تدور خلف وأمام الكواليس عن أسباب بقاء رجل الإنقاذ القوي خارج أسوار المعتقلات، وهو الذي ظل أميناً على أدق أسرار سنوات حكم الرئيس البشير.

 

وبحسب معلومات صحيفة (مصادر)، نقل الجنرال بكري إلى سجن كوبر بعد ساعة ونصف الساعة قضاها أمام المتحري في بلاغ انقلاب الثلاثين من يونيو 1989م، وطيلة التسعين دقيقة لم يدلِ الرجل بما يفيد حول الأسئلة المطلوب إجابتها، ولم يجد معتقلوه خياراً غير نقله إلى سجن كوبر ليلتقي عمر البشير، وكبار قادة الإنقاذ في أول لقاء مباشر معهم منذ سقوط عهد كانوا حداته وقادته.

 

تأخر الاعتقال

عندما تم اعتقال الفريق أول بكري حسن صالح لم يجد ضابط القوة الأمنية التي أشرفت على ترحيل الجنرال الى سجن كوبر خياراً غير النزول عند إصرار النائب الأول الأسبق للرئيس البشير، ورفضه الدخول لسجن كوبر دون توجيه تهمة محددة له تبقيه رهن الاحتجاز داخل السجن، وقال لمحتجزيه :”إنه فريق في الجيش السوداني، ويعرف أصول وقوانين الاعتقال، ولن يقبل الدخول إلى كوبر دون اكمال باقي التحريات معه”.

 

وأمضى الفريق بكري حسن صالح أياماً في معتقلات جهاز الأمن الكائنة ببحري، وتم إطلاق سراحه لاحقاً دون التحقيق معه، وعند خروجه من المعتقل تحوّل منزله الكائن بحي الراقي جنوب الخرطوم إلى قبلة ارتادها عدد من السياسيين من كل ألوان الطيف السياسي، سبقهم إلى هناك عدد من كبار قادة القوات المسلحة داخل وخارج الخدمة، وهنا يكمن سر تأخير اعتقال بكري حسن صالح طيلة الفترة السابقة، حيث اتضح أن أبرز رموز الإنقاذ العسكريين يتمتع بنفوذ قوي ومؤثر داخل الجيش السوداني، وليس بعيداً أن تأخير اعتقاله يعود لترتيبات خاصة تتعلق بتوضيحات ولقاءات تمت وسط قيادات وجنود القوات المسلحة، وبعض الأجهزة الأمنية الأخرى وتطمينها حتى لا يشكل الاعتقال الثاني منطقة ضغط جديدة على المكون العسكري والأمني داخل التحالف الحاكم بالبلاد.

 

أدوار أخرى

عقب سقوط نظام الإنقاذ لزم الفريق بكري حسن صالح داره، ولم ينقطع عن المشاركة في المناسبات الاجتماعية لأهله وعشيرته، ولم يبتعد عن التواصل مع قواعد وقيادات الإسلاميين، وليس سراً أنه كان مشرفاً على تنسيق العلاقة بين حزب المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية السودانية، ولم يكن الرجل بعيداً عن فكرة تأسيس حزب جديد يمثل التيار الإسلامي والوطني قاعدته العريضة وفق أدوار وخطط جديدة تستجيب لحجم التحديات التي يواجهها الإسلاميون عقب سقوط الإنقاذ.

 

ويتساءل البعض هل كان بكري حسن صالح يعمل في خطوط خلفية وسرية للتواصل مع قيادات المؤتمر الوطني والقيادات العسكرية والأمنية التي تحكم السيطرة على الأوضاع الحالية في السودان.

 

والإجابة على هذا السؤال غاية في التعقيد ومايزيد تعقيدها أكثر أن توقيت اعتقال رئيس الوزراء الأسبق الذي تحمل أعباء كثيرة انتهت بإعفائه، وتعيين معتز موسى مكانه قبل أن يخلفه محمد طاهر إيلا، الذي سقط نظام الحكم الإنقاذي على رأسه.

 

الجنرال الصامت

طيلة سنوات الإنقاذ لم تتمكن أي وسيلة إعلام سودانية من استنطاق الفريق أول ركن بكري حسن صالح كما لم يتحدث في أي موقع عن أسرار المرحلة ورجالها، وهو الأكثر اطلاعاً علي تفاصيلها وخطوطها العريضة، واليوم وبعد دخوله سجن كوبر بتهمة المشاركة في انقلاب الثلاثين من يونيو ربما ينطق صالح بكلمة تكشف النقاب عن حقبة تاريخية لعب فيها دوراً مفصلياً إن لم يكن الأهم والأخطر بين كل الذين شاركوا في عهد الإنقاذ طيلة ثلاثة عقود من تاريخ السودان الحديث.
‫‫‫‫

الخرطوم ( صحيفة مصادر)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



تعليق واحد

  1. هههه دي الدولة العميقة ذاتها بين الولاء القبلي وتأليف القلوب المناطقي بين آل قحت وبني كوز

زر الذهاب إلى الأعلى