تحقيقات وتقارير

بعد إرجاء رفع الدعم ” الموازنة”.. التفكير خارج الصندوق

تساؤلات عدة تدور في أذهان قطاعات واسعة بالبلاد ووسط نقاشات أهل الاقتصاد عن ماهية الخيارات البديلة التي ترتكز على التفكير خارج الصندوق لإنقاذ الاقتصاد السوداني خاصة بعد إرجاء الحكومة الانتقالية رفع دعم الوقود إلى حين وما يمكن أن يصل إليه الاقتصاديون من حلول في العلم الذى يعرف بعلم البدائل.

ربما لن يعجز الخبراء وأهل الاقتصاد في السودان عن الوصول لخيارات بديلة توقف النزيف المستمر للاقتصاد والوصول إلى معالجة أزماته وتحقيق معدلات نمو جيدة خلال سنوات قليلة إذا ما تم التفكير بعيداً عن الطريقة التقليدية لإدارة الاقتصاد.

 

ويرى الخبير الاقتصادي برفيسور عز الدين إبراهيم في حديثه لـ(السوداني) أنه من الممكن اتخاذ خيارات بديلة. وأضاف “هي ليست امراً مستحيلاً، مقترحاً اتخاذ اجراءات إسعافية قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى لإصلاح الاقتصاد متزامنة مع بعضها إذ تشمل الاسعافية والقصيره المدى التحكم في الكتلة النقدية من خلال سياسات نقدية جديدة ومتشددة تتناسب مع معدل التضخم والتدهور الحالى في سعر الصرف للعملة المحليه مقابل وضع اجراءات للتحكم في الاستدانة من الجهاز المصرفي من خلال السياسات المالية بتقليل عجز الموازنة لجهة أنها سبب رئيس في ما يواجهه الاقتصاد من مشكلات”.

مصروفات

ويمضي ابراهيم بأن سياسة الحكومة الانتقالية من خلال ما ظهر من موازنة العام الحالى تهدف لالغاء الدعم السلعي مقابل زيادة الدعم الاجتماعي واضاف “الا أن تلك أيضاً مصروفات تزيد من عجز الموازنة”، مشيراً إلى أنه من الممكن أيضاً الاشتراط في استيراد السيارات التي لاتستهلك كميات كبيرة من الوقود برفع الرسوم الجمركية لاستيرادها، لافتاً إلى أنه في معظم الدول هناك أنواع من البنزين في محطات الوقود بأسعار مختلفة من البنزين وخلطه بعناصر أقل تكلفة مثل الايثانول والغاز لتقليل الدعم.

تنويع الإنتاج

ويذهب إلى أن السياسات الطويلة والمتوسطة يحب أن تعتمد على تنويع الإنتاج الزراعي ووجود إنتاج صناعي بغرض التصدير إلى جانب تطوير الصناعات الأخرى (الأسمدة والحديد والاسمنت ومواد التشييد فضلاً عن التوسع في تصدير الخدمات العلاجية والتعليمية إلى جانب استغلال موارد السياحة والدخول في مشاريع الشراكة ما بين القطاعين العام والخاص لتحقيق التنمية إلى جانب ضرورة الإصلاح المؤسسي والتدريب، مؤكداً أنه من الممكن تفعيل زيادة الايرادات عن طريق إيقاف التجنيب لتوحيد الموازنة وفرض رقابة المالية على المال العام وابقاء رفع الدعم عن الوقود.

النهج التقليدي

ولم ينس الخبير الاقتصادي البرفيسور ابراهيم اونور في حديثه لـ(السوداني) التذكير بالنهج التقليدي المتعلق برفع الدعم عن الوقود، مشيراً إلى أن التجارب السابقة لرفعه لم تؤدِ إلى نتائج جيدة كما انها أظهرت تشوهات في الاقتصاد وارتفاعاً في معدلات التضخم إلى جانب تراجع قيمة العملة الوطنية، داعياً إلى اهمية دراسة تداعيات مسألة رفع الدعم على الاسر الفقيرة خاصة أن زيادة الفقر تعني أيضاً زيادة التكلفة على الدولة.

بدائل

اونور طرح خيارات بديلة يمكنها أيضاً المساهمة في معالجة أزمة الاقتصاد تتمثل في ضرورة حصر الواردات وايقاف استيراد الكماليات التي يستهلكها نحو 1% من المواطنين مقابل توظيف موارد العملة الصعبة في استيراد الضروريات إلى جانب وجود استراتيجية لزيادة التصدير للمنتجات المصنعة وتحقيق قيمة إضافية علاوة على إدارة موارد الذهب بصورة تمكن البنك المركزي من بناء احتياطي نقدي لإدارة سعر الصرف مشيراً إلى أن أيا من تلك الخطط لم تلجأ اليها السياسات الحالية، مشيراً إلى أنه من الممكن تطبيق تلك الخيارات والاستمرار في الدعم حالياً لجهة أنه أيضاً مرتبط بسعر الصرف. وقال إنه في حال توفير موارد مثلاً تصل إلى مليار دولار أو أقل منه جراء رفع الدعم فإن تلك الموارد النقدية لا تحقق اي فوائد كبيرة للاقتصاد لجهة تدني سعر العملة الوطنية مقابل الدولار، مشدداً على أهمية دراسة كافة البدائل والخيارات والابتعاد عن روشتات البنك الدولي ومشاركة أهل الاختصاص من الاقتصاديين لدراسة البدائل المتاحه عوضاً عن رفع الدعم.

محفظة المغتربين

ويقترح الخبير المصرفي عثمان التوم في حديثه لـ(السوداني) إن من بين الخيارات التي يمكن تفعيلها انشاء محفظة لتحويلات المغتربين لذويهم بالداخل بعملية مشاركة بينهم والحكومة يتم استيراد الضروريات عبرها مثل الوقود والقمح على أن يتم توزيع ارباح للمغتربين المساهمين كما أنه أيضاً يجب أن تعمل الحكومة على استثمار مدخرات المغتربين بالاتفاق معهم وإرجاع الأرباح بعد عامين أو ثلاثة او تسليمهم مقابلها ذهباً إلى جانب تقليل استهلاك القمح المستورد وحث المواطنين على استهلاك البدائل أو توفير الخبز بأنواع متعددة واسعار مختلفة إضافة لترشيد استهلاك الوقود للمؤسسات الحكومية والخاصة وخلط الوقود المستورد بالعناصر الأخرى بجانب استخدام الطاقة الشمسية في المشاريع الزراعية عوضاً عن الجازولين.

الخرطوم : الطيب علي

الخرطوم: (صحيفة السوداني)

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى