تحقيقات وتقارير

حوادث الطيران.. أخطاء أم استهداف؟

عمر جديد أو أن أيامهم في هذه الدنيا لم تنته بعد، حيث نجا والي النيل الأزرق المكلف اللواء ركن يس إبراهيم، والوفد المرافق له من الموت جراء تحطّم مروحيتهم بعد إقلاعها من مطار مدينة قيسان في طريق العودة إلى الدمازين حاضرة الولاية بسبب عطل جعلها تسقط على شجرة.

وحسب رصد قامت بجزء منه  وكالة “الأناضول” لحوادث طائرات سودانية، فقد  لقي 12 عسكرياً سودانياً مصرعهم عند تحطم طائرتهم غرب مدينة أم درمان بالعاصمة الخرطوم، وكان ذلك في 7 أكتوبر 2012.

كما لقي 32 شخصاً مصرعهم بينهم ثلاثة وزراء وضباط من الجيش والشرطة وهم في طريقهم لأداء صلاة عيد الفطر في ولاية جنوب كردفان بسبب سوء الأحوال الجوية وكان ذلك في أغسطس 2012.

وبتاريخ  16يوليو 2012 تحطمت مروحية عسكرية بمنطقة خزان تنجر غرب الفاشر وأسفر الحادث عن مصرع سبعة عسكريين كانوا على متنها.
وفي فبراير 2012 لقي  مدير هيئة البحوث الزراعية بولاية الجزيرة بروفيسير الطاهر الصديق  والناطق الرسمي باسم وزارة الزراعة الاتحادية وأحد أفراد طاقم الطائرة حتفهم إثر تحطم مروحية كانت تقلهم بمنطقة الفاو بولاية القضارف، ونجا من الحادث وزير الزراعة حينها عبد الحليم المتعافي وخمسة من مرافقيه.

وفي مارس 2010 سقطت مروحيتان عسكريتان تتبعان للجيش بمنطقة شطايا بجنوب دارفور بين مدينتي كاس ونيالا، ولم تسفر عن أي خسائر في الأرواح.
أما في يونيو 2008 فاحترقت طائرة من طراز إيرباص تتبع  للخطوط الجوية السودانية قادمة من العاصمة السورية (دمشق) على أرضية مطار الخرطوم مما أسفر عن مقتل 30 راكباً وإصابة حوالي 20 آخرين ونجا 160 راكباً.

طائرة قرنق
وشهد شهر يوليو  2005 وقوع الحادثة الأشهر، حيث لقي النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب الدكتور جون قرنق مصرعه  بعد تحطم مروحية رئاسية أوغندية كانت تقله في منطقة نائية، وهو في طريق عودته  إلى “نيوسايت” بجنوب السودان.

أما في يوليو 2003 فتحطمت طائرة مدنية وقتل 115 مواطناً هم جميع ركابها، وقد سقطت بعد وقت قليل من إقلاعها من مطار بورتسودان متجهة إلى الخرطوم.
حوادث أم تصفيات؟
في إبريل 2001 تحطمت طائرة عسكرية لدى انحرافها على مدرج عدارييل بأعالي النيل نتيجة عاصفة رملية مما أسفر عن مصرع العقيد إبراهيم شمس الدين مساعد وزير الدفاع وأحد أبرز أعضاء مجلس قيادة ثورة الإنقاذ بجانب 14 من كبار ضباط الجيش، وتحدث البعض أيضاً عن عملية تصفية، مؤكدين أن الحادث لم يكن قضاء وقدراً.
وفي يونيو 1999 لقي أكثر من خمسين ضابطاً بولاية كسلا مصرعهم بعد تحطم طائرة عسكرية بعطل فني أصاب المحرك..
أما في فبراير  1998 فقد لقي النائب الأول للرئيس الفريق الزبير محمد صالح مصرعه، إثر سقوط طائرته التي كان على متنها خلال جولة تفقدية له بولايات الجنوب، وانتشرت الشائعات حول عملية تصفية تمت للزبير بسبب خلاف مع مجلس قيادة الثورة يتعلق بملف السلام.

لأسباب متعددة

حوادث الطيران المدني، وأن كانت كثيرة، إلا أنها تعتبر قليلة إذا ما قورنت بحوادث الطيران الحربي، سألنا عن أسبابها مصدر رفيع  بسلطة الطيران المدني ـ فطلب حجب اسمه ـ وقال إن 85% منها تعود للأخطاء البشرية من قيادة وتصنيع مثل طائرة أثيوبيا التي أوقفوا تصنيعها، وكذلك الترخيص وصحة الكابتن وبقية التقديرات، و5% تعود  لمشكلات بيئية كالجو وأحيانا حالة المدرج، فإذا كانت هنالك أمطار فإنها تسبب انزلاقات  و10% لأسباب  هندسية فيما يخص الماكينة وغيرها.

شماعة المقاطعة

هي دائماً حاضرة، وبالطبع لن تغيب عن حوادث الطيران حيث تتحجج الدولة بها في عدم توفّر قطع الغيار، ومن ثم فإن محدثي يؤكد أثرها، لأن الأسبير لا يتم شراؤه من مصدره مباشرة بل بـ(اللفة)، وتدفع الدولة أضعاف ثمنه.

بسبب التمرد

مما سبق، يتضح أن الطائرات الحربية هي الأكثر سقوطاً الأمر الذي جعل الكثيرين يتساءلون عن أسباب ذلك السقوط ويربطه بعمليات تصفيات، ولكن ما لم تبرز الأدلة، فإن الأمر يظل مجرد شكوك لا يؤخذ بها.

الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة سابقاً العقيد الصوارمي خالد سعد، سألته “الصيحة” عن الأسباب التي جعلت الطائرات العسكرية هي الأكثر سقوطاً فقال (لدينا نظرية أن أي عطل فني هو عطل بشري، وبالتالي فهذا العطل ليس من الطيار ولكن بسبب الصيانة والملحقات الكثيرة التي تتبع لهندسة الطيران، الطائرات العسكرية في فترة من الفترات سجلت رقماً قياسياً لهذا السبب، حيث كانت العمليات على أشدها والطائرات العسكرية لا تجد كفايتها من الصيانة أو الكادر الفني الذي يصين هذه الطائرات، ومن ثم كنا نعاني من النقص الكبير في الكادر وفي المعدات نفسها نتيجة للمقاطعة الأمريكية التي ألقت بظلالها على الطيران العسكري، وكذلك كنا نعاني من تمرد كبير في جنوب السودان وغربه وفي جبال النوبة والنيل الأزرق، وهذا التمرد رسخ في النفوس شيئاً من الغبائن ومن ثم نقول إنه كان له دور في ذلك الواقع، وبالتالي أقول إن سقوط الطائرات الحربية ارتبط بظرف محدد، هو ظرف التمرد).

لم تثبت تصفيات

الصوارمي قال إنه لم يقف على أي نتيجة تقول إن طائرة ما سقطت بفعل فاعل، وليس ذلك في طيران الجيش ولكن حتى في الطيران المدني، يكون هناك توقع بأن تكون الطائرة سقطت بفعل فاعل.

طيران الشرطة

لعل أشهر الحوادث في هذا القطاع هو ما تعرضت له طائرة وزير الزراعة وقتها المهندس إبراهيم محمود الذي نجا من كارثة جوية أثناء توجهه من النيل الأزرق إلى الخرطوم، حيث أصيبت الطائرة بعطل دفع الكابتن للاتصال ببرج المراقبة بالخرطوم  طالباً مده بأفضلية الهبوط، بعدها تم الهبوط بسلام.

نتائج التحريات

سقوط الطائرات المتكرر من ناحية أمنية أحد أسبابه عدم تجديد رخص الطائرات، والكوادر العاملة في المجال، هل هي مؤهلة للعمل  في هذا المجال؟ هنالك أخطاء فنية كبيرة جداً حسب الخبير الأمني والإستراتيجي حسن دنقس، الذي قال لـ”الصيحة” (إذا كانت الحجة قطع الغيار غير المتوفرة بسبب المقاطعة الأمريكية فيمكنهم  أن يتجهوا لروسيا وروسيا لديها علاقات عسكرية واسعة جداً مع السودان. والمح لوجود مشكلة في الجوانب الفنية يجب على هيئة الطيران العسكري مراعاتها.

هويدا حمزة

الخرطوم: (صحيفة الصيحة)

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى