حوارات

نائب الأمين العام بمجلس وزراء الاتحاد الأوروبي كريستوفر بيليارد: سندعم حمدوك من أجل حكومة راشدة في السودان

كريستوفر بيليارد نائب الأمين العام للشؤون السياسية بمجلس وزراء خارجية دول الاتحاد  الأوروبي بدأ مهموماً بالسودان، وملماً بكل تفاصيل التطورات التي مرت به مؤخراً في أعقاب ثورة التاسع عشر من ديسمبر المجيدة.

ظل  متابعاً لتفاصيل زيارة رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك لبروكسل واللقاءات الكثيرة التي تمت خلالها . بيليارد قال إن هنالك سوداناً جديداً، واصفاً التغيير الذي تم بالسلمي و الحضاري قاده الشباب والنساء.

ووصف التجانس الذي تم بين مُكوِّنيْ المجلس السيادي والعسكري والمدني بالجيد، وأكد أن الاتحاد الأوروبي سيدعم السودان وسيشارك في اجتماعات مؤتمر أصدقاء السودان بجانب العمل على حث طرفي التفاوض (الحكومة والحركات) على الانخراط بشكل إيجابي في مباحثات السلام. ونبه بليارد وطالب عبد الواحد محمد نور بالجلوس للتفاوض لأن (حمدوك ليس البشير).

 

*زيارة رئيس الوزراء الدكتور حمدوك كيف ينظر لها الاتحاد الأوروبي؟

– هذه الزيارة التي قام بها الدكتور حمدوك مهمة، تم خلالها وضع برنامج مكثف. الاتحاد الأوربي يضم حتى الآن ثماني وعشرين دولة، التقى حمدوك بعدد من المؤسسات التابعة للاتحاد الأوربي ووزراء الخارجية الأوربيين في المجلس الأوروبى برئاسة موغريني والتقى أيضاً بأعضاء البرلمان.

*هناك اهتمام بالسودان الآن؟

– نعم، هم مهتمون جدًا بالأوضاع الجديدة في السودان، استمعنا إليه وعرفنا منه ما يجرى في السودان حالياً.

*الاتحاد الاوروبي تابع ما يجري فى السودان إبان الثورة؟

– نعم نحن في أوروبا تابعنا باهتمام ما يجري في السودان إبان الثورة، الشباب والنساء واصلوا ثورتهم بطريقة سلمية وحققوا الانتصار بطريقة حضارية جداً، الآن نتيجة لهذه الثورة تشكلت مؤسسات الحكومة الانتقالية، وهنالك حكومة مدنية ومجلس سيادي مكون من مدنيين وعسكريين، وإن  هنالك توزان وتجانس بين المكونيين  المدني والعسكري في المجلس السيادي، وأعتقد هذا  شيء جيد.

الحكومة الانتقالية بعد انقضاء مدتها  ستجرى انتخابات لتشكيل حكومة ديمقراطية .

*لقاءات مكثفة تمت خلال الزيارة مع رئيس الوزراء بماذا خرجتم؟

– نحن استمعنا لحمدوك، ووضح لنا أين يقف السودان الآن،

أعتقد أن من ضمن  أسباب الزيارة هو أن الأوضاع الاقتصادية في السودان صعبة جداً. حدث فساد كبير خلال الفترة الماضية وحمدوك نفسه رجل اقتصادي ويعرف الأوضاع الاقتصادية جيداً في بلده ووضح لنا الوضع الاقتصادي في السودان.

*ماذا سيقدم الاتحاد الأوروبى لدعم السودان في هذه المرحلة؟

– بالطبع، نحن سوف ندعم السودان على  مرحلتين، المرحلة الأولى ندعم برامج اجتماعية وإنسانية، لأن هنالك احتياجات إنسانية عاجلة، وفي الفترة القادمة سندخل في نقاشات ومباحثات مع الولايات المتحده الأمريكية، لأن هنالك عقوبات مفروضة على السودان، ونعتقد أن  السودان يجب أن يقوم بدوره كذلك، ونحن من جانبنا سنقود تحركاً وبعد رفع العقوبات ستبدأ المرحلة الثانية لدعم السودان بالمساهمة في إعفاء الديون، نعتقد أن السودان لا يمكنه أن يدفع ديوناً قيمتها 56 مليار دولار، وهو أمر من  الصعوبه بمكان، لهذه الأسباب زار حمدوك بروكسل .

*هنالك مباحثات سلام بدأت جولاتها فى جوبا، ومعلوم أن تحقيق السلام يمثل أولوية للحكومة ما الذي يمكن أن يقدمه الاتحاد الأوروبي لإنجاح عملية السلام؟

– دكتور حمدوك  تحدث لنا عن السلام . هنالك مباحثات بدأت بين  الحكومة وحملة السلاح. السودان ظل ينفق ما بين 70 إلى 80% من موازنته على الحرب، هنالك حروب في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، وأعتقد قيام مفاوضات توجُّه إيجابي، الاتحاد الأوربي سيعمل على مخاطبة الحركات المسلحة لإقناعها بالسلام والتوصل لحل إذا تم التوصل لسلام لن تكون هنالك حاجة لصرف الأموال، على الدفاع والأمن وسوف تحول الميزانية  للتعليم والصحة والبنية التحتية.

*وجود حمدوك في المجلس والبرلمان الأوروبي كيف تنظر إليه؟

– أعتقد أنها أول زيارة لأكبر مسئول سوداني للاتحاد الأوروبي منذ أكثر من ثلاثة عشر عاماً.. لأن السودان في الأعوام  الأخيرة موضوع على قائمة الدول الراعية للإرهاب، وأيضاً هنالك  ملاحقات محكمة الجنايات الدولية، هذه مرحلة جديدة للسودان، وأعتقد جيد جداً أن يزور حمدوك بروكسل، فهي زيارة مهمة وسيتوجه  بعدها لنيويورك، وهي أيضا زيارة مهمة، بجانب ذلك، فإن زياراته الأخيرة لنيويورك إبان اجتماعات الجمعية العامه للأمم المتحدة وزيارته لباريس والتقائه بالرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، وجولته للإمارات والسعودية هذه كلها خطوات مهمة، هذه الدول دعمت السودان ووقفت إلى جانبه. الآن هناك سودان جديد.. والسودان دائماً كان من الدول المهمة، والآن نريد أن نرى السودان، وقد عاد إلى وضعه الطبيعي.

أنا كمسئول سياسي لمجلس وزراء خارجية الدول الأوربية  سعيد بهذه الزيارة، وكاتحاد أوربي لدينا مبادئ، وسندعم السودان وحكومة حمدوك من أجل حكومة راشده تحترم حقوق الإنسان، وتسعى لتوصيل المواد الإنسانية للمحتاجين في المناطق الثلاث المتثرة بالحرب النيل الأزرق، وجنوب كردفان ودارفور، فهي زيارة مهمة جداً في توقيتها.

*فيما يتعلق بالسلام، ما الخطوة المتوقعة منكم كاتحاد أوروبي؟

– نحن ندعم السلام في السودان وندعم الخطوة التي بدأها حمدوك في هذا الإطار، علمنا هنالك لجنة شُكّلت للتفاوض  وقد بدأت المفاوضات وسنضغط على الحركات المسلحة من أجل التوصل لسلام.. لن نفرض شروطاً هم سودانيون، ولكن سندعوهم للجلوس للتفاوض وسنراقب،  حمدوك قام بزيارة جوبا وأجرى محادثات مع قيادات الحركات وكانت إيجابية

*ماذا سيفعل الاتحاد الأوروبي في حال نجحت المفاوضات وتم التوصل لاتفاق سلام؟

– بالطبع سنقدم الكثير للمناطق الثلاث المتأثرة بالحرب. بالطبع نحن نعرف أن كل مناطق السودان تحتاج للدعم، ولكن هذه المناطق تأثرت وعانت بسبب الحرب، هنالك نزوح  عدد كبير من المواطنين، وما زال النازحون في المعسكرات، ولذلك سندعم اقتصاد هذه المناطق لتنميتها عقب تحقيق السلام. ويجب أن أؤكد هنا أن السودان بلد غنى جداً لديه المياه والأرض  والمعادن والزراعة.

*سبتمبر المقبل سيكون هنالك اجتماع لأصدقاء السودان ما المتوقع من مشاركة الاتحاد الأوروبي؟

– نعم، سينعقد اجتماع لأصدقاء السودان في سبتمبر المقبل والاتحاد الأوربي سيكون هنالك مشاركاً، نحن ندعم الآن برامج إنسانية، ولكن هذا غير كافٍ وهي البداية، هذه برامج إنسانية سريعة، لأن الناس يعانون والمواطنون يحب أن يروا أن هنالك تغييراً قد حدث . صحيح هناك حرية، ولكن الناس تحتاج أيضاً للخبز، الحياة أصبحت غالية جداً، السودانيون صبروا كثيراً . لابد أن ندعم السودان، ولذلك الاتحاد الأوربي سيكون هنالك مشاركاً فى المؤتمر.

*رغم أن مباحثات السلام بدأت، إلا أن رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور ما زال رافضاً الحوار هل الاتحاد الأوروبي سيُمارس أي نوع من الضغوط لحثه على الانضمام للمباحثات؟

– هناك  اتصالات كثيرة مع عبد الواحد محمد نور لإقناعه بالانضمام، وعبد الواحد التقى  حمدوك في باريس. عبد الواحد لديه تحفظات ومطالب يرى أن تتم الموافقه عليها. ونحن قلنا  لعبد الواحد إن حمدوك ليس البشير، ومن السهل التحدث إليه ويتوجب عليهم  أن يجلسوا إلى بعضهم البعض، وما علينا هو تشجيع الطرفين  على الجلوس ومناقشة القضايا والتفاوض حولها، وعليهم أيضاً أن يعلموا أن لمصلحة السودان عليهم جلب السلام، وعبد الواحد لديه مؤيدون في معسكرات النزوح وفي الخرطوم، وسوف نتحدث معه، عليه أن يعلم أن هنالك تغييراً في السودان وأن أحسن طريق لحل مشاكل السودان هو الجلوس إلى مائدة التفاوض.

حاورته ببروكسل: مريم أبشر

الخرطوم: (كوش نيوز)

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى