عُضو هيئة الدِفاع عن “البشير” محمد الحسن الأمين: مافي سبب يودينا المحكمة الجنائية
توقع عُضو هيئة الدِفاع عَن الرئيس المخلوع عمر البشير، محمد الحسن الأمين براءة البشير مِن التُهم المُوجهة إليه فِي الجلسة النهائية والمزمع إقامتها في (١٤) ديسمبر .واصفاً “الزنزانة”التي يُوجد فيها البشير بغير اللائقة، مُشبهاً غُرفة البشير بالسِلات الذي يُستخدم في الشرق لطهو اللحوم، وشددّ على أنها “ساخنة” جداً نظراً إلى أن سجن “كوبر” مبني من الحِجارة التي تحتفظ بدرجات الحرارة لفترات طويلة، وعزا تدهور نظره لسُخونة الغرفة ماقاده لمُقابلة طبيبه الخاص، وأشار إلى أنّ مياه الصرف الصحي تطفو على مقربة مِن غُرفة البشير غير المهُيأة،ولفت إلى أنه تم تركيب مُكيف “موية” لكنه يضطر لقفله لأنه يجلب روائح الصرف الصحي “الكريهة” التي لم يستطع البشير تحملها، إضافةً لوجود “الباعوض”، مُناشداً بترحيله لمنزل تتوفر فِيه سُبل الراحة حِفاظاً على صحته، “المطالبة بتسليم البشير للمحكمة الجنائية، حل المؤتمر الوطني، وأوضاع معتقلي رموز النِظام البائد بسجن كوبر” ،قضايا عديدة تطرقنا لها،وأجاب عليها “الأمين” بصدر رحب.
*المحكمة حددت (١٤) ديسمبر موعداً نهائياً للنُطق بالحُكم فِي قضية البشير، ماهي توقعاتكم؟
لا يمكننا التنبؤ بالحُكم، أو التحدث فِي الأحكام القضائية، لكننا نتوقع براءة البشير،الشهود كانوا واضحين جداً،كما أنّ الإتهام لم يكن مُؤسس، المبلغ المذكور وُجد فِي مكتب البشير ولكنه تصرف فِيه وفقاً لما تقتضيه مصلحة الوطن وأمنه القومي.
*فِيما أُنفق المبلغ؟
– فِي تقديرنا كهيئة دِفاع لا يُوجد سبب للإتهام مِن الأساس، المبلغ لم يُعثر عَليه فِي جيبه، وُجد فِي مقر عمله، والبشير سَلم جزءاً مِنه كما ذكر فِي المحكمة لنائب رئيس الدعم السريع وشقيق “حميدتي” عبدالرحيم دقلو، بينما تصرف فِي المُتبقي مِنه بوضوح تام وَهُناك “فواتير” سُلمت للمحكمة تُثبت ماذكرت.
*المحكمة وجهت له تُهمة حيازة أموال أجنبية غير مشروعة والثراء الحرام؟
حِيازة الأموال ليست مُشكلة، أما النقد الأجنبي فهي مُجرد تُهم فشلوا فِي اثباتها، كما أننا اثبتنا مِن خِلال الشُهود إنّ المبلغ المذكور لم يتصرف فِيه البشير، تركه فِي مكتبه المُلحق بدار الضيافة، وتصرف فِيه وفقاً لما تقتديه مسؤوليته كرئيس.
*ماهي الخطوة القادمة، فِي حال صدر الحُكم بالإدانة ؟
نحن على قناعة تامة بأن البشير كرئيس سابق لديه حصانة وحِماية دستورية بمقتضاها ما كان يجب أن يُحاكم، كما أنّ هذه المحكمة التي تجري فِيها مُحاكمته غير مُختصة، ولكننا أجلنا هذا الأمر بعد مُناقشة هيئة الدفاع للإستفادة مِنه لاحقاً، فِي الوقت الحالي، وإن صدر حُكم بعكس ما نتوقع سوف نستأنف الحُكم على الفور، وبعدها وإن صدر بعكس ما نُريد هُناك الاستئناف المكون من (٣) قُضاء، بعدها ” المراجعة ” المكونة مِن (٥) قُضاء، وبعدها سنلجأ للمحكمة الدستورية.
*مُطالبات عَديدة بتسليم البشير للجنائية؟
قال بإندفاع : نرفض وبشكل قاطع تسليم أيّ مُواطن سُوداني لمحكمة خارجية.
وَهُناك معلومة غائبة عن الكثيرين، السُودان ليس عضواً فِيما يُعرف بالمحكمة الجنائية مِثله والكثير مِن الدول على رأسها الولايات المتحدة واسرائيل، وهي دُول لم يحدث قطَّ أن سلمت مُواطناً للجنائية، الإنضمام للمحكمة الجنائية يتم عَقب المُصادقة والتوقيع عليها وهذا مالم يفعله السودان، بالمُختصر سبب ” يودينا ليها مافي “. دِي نُقطة،أما الأمر الثاني فهُناك نص يُشير إلى أنّ الإنضمام للجنائية يكون فِي حالة عدم مقدرة الدولة أو عدم رغبتها فِي مُحاكمة شخص ما. عندما نبعث بالبشير للجنائية فنحن نقول بطريقة أُخرى وتنقر بوضوح تام عَن عجز السُلطة القضائية وأجهزتها وعدم مقدرتها ونقدح فِي القضاء بالسُودان.أو عَدم رغبة الدولة فِي مُحاكمته، وكِلا الأمرين ” مُر“.
*هذا رأي شخصي أم قانوني..؟
نحن كقانونيين نرى إن المحكمة الجنائية ليست سوى محكمة أوربية ذات أجندات سياسية أُقيمت لمُحاكمة القادة الأفارقة فقط، لم نسمع بدولة أوربية قدمت رأس نِظامها للجنائية ولن نسمع.
*ذكرت في تصريحات سابقة تدهور صحة “البشير” النفسية؟
صحته فِي ” أمان الله “، والرجل في أقوى حالاته، ولكن هُناك بعض المشاكل العادية نسبة لعامل السن، ومِنها مشاكل فِي “عينيه “.
*بصفتك محامي البشير زرته أكثر من مرة، كيف الوضع بسجن “كوبر” ؟
البشير يعاني من ” سخانة ” شديدة في “الزنزانة ” المخصصة له، أنا شخصياً أصبت بأزمة مازلت أُعاني منها بسبب ارتفاع درجات الحرارة المفرطة بسجن كوبر.السجن مبني من “الحجارة”وللأسف تحتفظ بدرجات الحرارة ليلاً ونهاراً، أيّ أن الغرفة “مسخنة ” (٢٤) ساعة، ولكِ أن تتخيلي مدى تأثير هذا الأمر على صحة إنسان متواجد فيها طوال اليوم .درجة الحرارة بالغرفة التي وجدت فيها البشير تشبه “السلات” المعروف في شرق السودان، والذي يُستخدم فيه أهل الشرق الحجارة لطهو اللحوم نظراً لأنها تظل محتفظة بدرجات الحرارة لفترة طويلة، وللأسف “سخانة ” الغرفة بدأت بالتأثير على نظره ما جعله يذهب لمقابلة الطبيب الخاص به، فأقام الإعلام الدنيا ولم يُقعدها، بالرغم من أنه حق طبيعي يكفله له القانون وحقوق الإنسان.
*البعض يقول أن الغرفة مهيأة تماماً ؟
ذهبت لزيارته عُدة مرات بحكم أني محاميه، الغرفة غير مهيأة اطلاقاً،ولا يوجد وصف يمكن أن نطلقه عليها سوى أنها ” غير لائقة ” بتاتاً، ذاك المكان لا يليق بشخص عادي ناهيك عن رئيس دولة.
*ماذا تقصد بغير اللائق ؟
لكِ أن تتخيلي أن المياه وليست أيَّ مياه بل هي مياه صرف صحي ذات رائحة “كريهة ” تسيل من الأنابيب على أرض السجن بل على مقربة من غُرفة البشير.
ليس هذا فحسب، فقد تم تركيب مكيف “موية ” بالغُرفة نظراً لسُخونتها الشديدة.وقال بإستنكار : مكيف ماء في مكان تقطع فيه المياه بإستمرار . وَمع ذلك يضطر لقفل “المكيف” لأنه وبمجرد فتحه يجلب معه روائح مياه الصرف الصحي ” الكريهة ” وهذا مالم يستطع تحمله .وهناك أيضاً ” الباعوض ” وردد : للأسف مكان غير لائق ، مكان غير لائق. هذه الغرفة عادية جداً وغير مريحة. على الرغم من بذل ادارة السجن اقصى ماعندها لكن في النهاية لا يمكن أن نطلق عليه سوى انه مكان غير لائق.
*كيف يُمكن مُعالجة الأمر وفق وجهة نظرك ؟
سابقاً كان الرئيس يعتقل في منزل حُكومي مع توفير الحرس الذي يحددونه، وتوفير كافة سبل الراحة التي تليق برئيس، وهذا للاسف ما لم يحدث. ولكِ أنّ تعلمي أن وضع البشير أفضل بكثير بالرغم مِن كل ما ذكرت من بقية المعتقلين الذين لا يملكون ” مكيفات ” و”السخانة” فتكت بهم ليلاً ونهاراً .بعض الأسر تكلمت وتحدثت مع بعض المسؤولين بالحكومة الحالية ولكنها لم تجد اي استجابة .
*ذكرت أنّ وضع البشير أفضل مِن بقية المُعتقلين من رموز النِظام البائد ؟
أولاً يجب التأكيد على أن استمرار اعتقالهم “إجحاف” وتعدي على حُقوقهم كمواطنين، إن كانت الثورة والتغيير الذي أحدثته بالبلاد يُنادي بالحُرية والتغيير والعدالة، فإنه وبإستمرار الإعتقال تجردوا تماماً مِن شعاراتهم، خاصة أنّ ظروف بعضهم الصحية تدهورت بشكل مخيف، سابقاً المعتقلين السياسيين تتم معالجتهم في أفضل المرافق الصحية،وتتاح لذويهم فرص زياراتهم بإستمرار، سيما فِي الأوقات المرضية الصعبة، وبعضهم بإشتداد المرض يُطلق سراحهم.
*كيف الوضع الآن؟
الآن هُناك من أُجريت له عمليات خطيرة كأحمد هارون الذي أُجريت له عمليه غضروف مؤخراً ،وأيضاً ” ابو هريرة ” الذي تتدهور صحته بشكل مريع، كما أجريت عملية لآدم الفكي، بينما يُعاني أصحاب الأمراض المزمنة ونظراً لكبر سن بعضهم من عدم توفر “الأدوية” التي يحتاجونها باستمرار وبشكل يومي، وهناك من يحتاج لفحص دوري وزيارة طبيبه الخاص سيما وأن بعضهم معتاد على عمل فحص دوري شهرياً ،وبالطبع هذا ممنوع تماماً في السجن، زيارة البشير لطبيبه الخاص أحدثت ضجة كبيرة.
ماهي أبرز المشاكل التي واجهتكم أثناء سِير المُحاكمة؟
بَعض الشُهود عانوا مِن تهديدات مُباشرة وتلقوا اتصالات هاتفية، كما تخوف البعض مِن القُدوم للمحكمة، ومن نتائجها فِي ظِل الظروف السياسية الضاغطة.- تعرضنا لهجمة إعلامية شرسة للغاية، وأعتقد أنّ كان له تأثير سلبي على القضية، ولكنه للأمانة والتاريخ أنّ المحكمة والقاضي كانوا ” خيرين ” جيداً ، ومنحنا الفرص الكافية التي تمكنا مِن خِلالها اثبات ما نود أثباته، ونتمنى أنّ يكون الحُكم النِهائي عادلاً تماماً كعدالة القاضي والمحكمة.
* أصوات عديدة تُطالب بحل المؤتمر الوطني؟
“ده شغل سياسي”،لم يصدر حتى الآن أي قرار مِن السُلطة الرسمية مجرد أحزاب، نحن نعدهم مِن الخُصوم، هؤلاء يريدون الإستفادة مِن الوضع الحالي، بإنشاء عَمل غِير قانوني وشَرعي وضد الحُريات والحُقوق الأساسية.
حوار: سلمى عبدالعزيز
الخرطوم: (صحيفة الجريدة)