تحقيقات وتقارير

الخارجية.. تعقيدات “الهيكلة” وسفراء فائض عمالة

تعد وزارة الخارجية واحدة من أكثر الوزارات التي تعاني أوضاعاً “معقدة ” وتحتاج لجهود جبارة لمعالجتها إذ إنه وإلى جانب عملية ترتيب البعثات الخارجية التي بدأت الآن فإن مشكلة هيكلية تنتظر حلاً عاجلاً ، فـ”تراكم ” الذين فى درجة “السفير” بسبب قرار وزير الخارجية الأسبق علي كرتي برفع سن المعاش إلى “65” أدى إلى وجود نحو 251 سفيراً ولا يتجاوز عدد الموجودين خارجها نحو”50″ سفيراً، فيما يشكل عدم إجراء ترقيات لنحو عامين تحدياً آخر يحتاج لمعالجات سريعة لفك الاختناق، وفي مقابل ذلك تنتظر نحو”45″ بعثة خارجية تسمية سفرائها.

 

فائض سفراء:
رغم أن التقديرات تشير لوجود نحو 251 ممن هم في درجة السفير، يوجد منهم حالياً بمقر الوزارة نحو “200” سفير وما تبقى فى بعثات خارجية ومنتدبين، فإن السبب الرئيسي في تكدس هؤلاء السفراء هو قرار سابق لوزير الخارجية الأسبق علي كرتي برفع سن المعاش إلى 65 سنة ،لكنه فى المقابل لم يستغل الفرص المتاحة لاستيعاب هؤلاء السفراء في انتدابات للعمل فى الوزارات والمؤسسات الحكومية لذا صار أمراً اعتيادياً وجود سفيرين فى البعثة الواحدة على الرغم من قرار الرئيس المخلوع بمنع ذلك ،فيما يواجه الخيار الآخر وهو ترشيح هؤلاء السفراء فى حصة ونصيب السودان فى المنظمات الدولية والإقليمية حيث لم يتمكن النظام البائد وفي ظل”الفيتو الناعم” الذي يرفع في وجه سفرائه من قبل بعض الدول الغربية المانحة والداعمة لتلك المنظمات والتي ظلت ترفض وجود سفراء سودانيين فى ناصب رفيعة داخل تلك المنظمات باعتبارهم جزءاً من نظام الخرطوم البائد، وسبق أن خسر السودان منصباً مهماً ليناله “وزير مفوض” على الرغم من ترشيح الخارجية “سفيراً” ويلاحظ أنه وفي الإيقاد وحدها مثلاً يوجد “100” دبلوماسي من الجنسية الكينية ومن إثيوبيا يوجد بها حولي “80” إثيوبياً في وظائف مختلفة أما السودانيون فلا يتجاوز عددهم الـ”10″ فقط وهذا مرده ذاك الفيتو الناعم إذ أمام وزيرة الخارجية تحدٍ كبير بعد انهيار النظام السابق في إعادة “نصيب وحصة وحقوق” السودان فىي تلك المنظمات .

تراكم وتأخير ترقيات
أيضاً واحدة من أكبر التحديات التي تواجه وزيرة الخارجية أسماء عبدالله الآن هو وجود “دفعتين ” كان يجب أن يغادرا إلى محطاتهما الخارجية، إذ أنه وفي أواخر عهد الرئيس السابق عمر البشير ووفق الإجراءات المتبعة في الوزارة تتم تسمية السفراء والدبلوماسيين لسفارات بالخارج مرتين في العام وتزامن كشف نهاية العام ويضم نحو 40 سفيراً ودبلوماسياً مع ثورة ديسمبر، ما أدى لإعادة الكثيرين منهم فيما قام المجلس العسكري وقتها بالموافقة والتوقيع لبعض السفراء وهم نحو “14” ليتمكنوا من تقديم أوراق اعتمادهم فى عدد من البلدان مثل سفير السودان فى السنغال وآخرين لكن لاحقاً وفي إطار التريبيات بالوزارة أعيد العديد منهم ، لذلك ظلت الكثير من البعثات في الخارج بلا رؤساء بعثات، الآن تنتظر تلك البعثات تعيين سفراء لها بما يتوافق وثوابت الثورة وموجهاتها حتى يتمكن هؤلاء القادمون من إقامة علاقات خارجية متوازنة تقدم مصلحة السودان أولاً وتبشر بالتغيرات التي تشهدها البلاد كما أعلنت أسماء ذلك في عدد من مقابلاتها مع وسائل الإعلام.
الأمر الآخر الأكثر تعقيداً بالوزارة السيادية هو عدم إجراء “الترقيات ” خلال تعاقب ثلاثة وكلاء على الوزارة، وحالياً توجد بالوزارة “دفعتان من السكرتيرين الثوالث الثواني والأوائل”، ويقدر عدد السكرتيرين الثوالث بنحو”70″ و”60” من السكرتيرين الثواني وذات الرقم هو عدد السكرتيرين الأوائل بالخارجية، وبحسب معلومات “السوداني” إن عدد المستشارين يبلغ “70” مستشاراً والكوادر الوسيطة نحو 150 كادراً وسيطاً.

إعادة ترتيب :   
فى ظل إعادة الترتيب التي تقوم بها وزارة الخارجية لبعثاتها بالخارج تنتظر نحو “45” محطة خارجية من سفارة وقنصلية التسمية، إذ أن معظم سفارات السودان في أوروبا تحتاج لتسمية سفراء جدد وكذلك السفارات في البلدان العربية المهمة.كما أن وصول عدد من السفراء إلى سن التقاعد سوف يؤدي إلى خلو بعثات أبرزها فرنسا، إيرلندا. وتنتظر هذه البعثات تسمية سفراء لها وهي واشنطن، نيويورك، النرويج، هولندا، بلجيكا، سويسرا، مدريد، جنيف، فينيا، بخارست، تركيا، اسنطبول، موسكو، المغرب، القاهرة، أسمرا، الرياض، جدة، الدوحة، أبوظبى، دبي، الكويت، باكستان، بكين، ماليزيا، تايلاند، قوانزو، إنجمينا، الهند، باكستان، الكميرون، جنوب إفريقيا، اليونان، إثيوبيا، الصين، برلين، السويد، روندا، دمشق، بنغازي، جوهانسبيرج والكاميرون فيما أبقت الخارجية السفير محمد عبدالله بعد أن سحبته من سفارة السودان في لندن ويرجح أن يستمر لنحو “6” أشهر فقط.

الخرطوم : سوسن محجوب

الخرطوم: (صحيفة السوداني)

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى